الخميس 20 يونيو 2024

تقدم القوات البرية لاحقاً.. باحث يوضح سيناريوهات الاجتياح الإسرائيلي لرفح

رفح الفلسطينية

تحقيقات6-5-2024 | 17:02

أماني محمد

قال الدكتور محمد منصور، الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات، إن الموقف الميداني الحالي لا يشير إلى "عملية كبيرة وشاملة" في مدينة رفح، من قبل الاحتلال الإسرائيلي، موضحا أنه اقتصرت العمليات حتى الآن على القصف الجوي، وهو ما يمكن فهمه في إطار تمهيد الطريق أمام تقدم القوات البرية لاحقاً، وكذلك دفع المدنيين للتحرك والنزوح من منطقة الإخلاء المستهدفة، والتي تضم كافة المناطق الواقعة شرق مدينة رفح، من المطار القديم شرقاً  إلى شارع العروبة غرباً، وهي منطقة تعتبر عملياً خارج مركز مدينة رفح.

وأوضح، في تصريح لبوابة "دار الهلال" أن طبيعة التحرك البري وحجم القوات المستخدمة، سيكون مؤشرا على ما إذا كانت العملية تستهدف فقط الرد على عملية إطلاق الصواريخ أمس - بعد استهداف كتائب القسام لمنطقة كرم أبو سالم، وتأمين النطاق الموجود بين معبري رفح وكرم أبو سالم، وبالتالي تأمين نطاق كرم أبو سالم بشكل كامل، أم أنه يتم توسيعها لاحقاً لتشمل كافة مناطق مدينة رفح. 

وشدد على أنه يشير الموقف الحالي إلى أن الاجتياح الفعلي لرفح عسكريا قد لا يكون خلال الأيام القادمة، وستعمل إسرائيل على استمرار خطة الإجلاء للسكان من رفح إلى مناطق الإيواء في خان يونس ودير البلح والمواصي، مع التأكيد أنها ستشارك في عمليات الإغاثة الإنساني كجزء لخلق شرعية دولية لاجتياحها المدينة.

وأضاف أنه بطبيعة الحال كانت عملية قصف كرم أبو سالم أمس، عاملاً سارع بتعجيل العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، ووفر لها مزيداً من الزخم على المستوى الداخلي الإسرائيلي، خاصة إحداثيات موقع إطلاق الصواريخ على كرم أبو سالم، تقع في الطرف الجنوبي الشرقي من مدينة رفح، في موقع قريب جداً من معبر رفح على الحدود المصرية، وعلى بعد 3.5 كيلو متر من معبر كرم أبو سالم.

ولفت إلى أن هذا لا ينفي أن المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي، قد عبر مراراً وبشكل واضح خلال الفترة الماضية، عن أن عملية رفح "قادمة لا محالة"، وقد تزايدت وتيرة الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية لهذه العملية خلال الأيام القليلة الماضية، سواء عبر نقل الوحدات الهندسية التابعة للفرقة 162 بشكل كامل من مواقع تواجدها في مستوطنة "بئيري"، إلى معبر كرم أبو سالم، أو عبر إكمال تجهيز ستة ألوية قتالية للعمليات في رفح، بواقع لواء مشاة ولواء مدرعات تابعين للفرقة 162، وأربعة ألوية تابعة للفرقة 98، بواقع لواء مدرع ولواء مشاة ولواء مظلات ولواء قوات خاصة، ويبلغ عدد الكتائب الخاصة بهذه الألوية مجتمعة 26 كتيبة متنوعة.

ولفت إلى أنه من المتوقع أن تشهد عملية الإجلاء للسكان والنازحين لمناطق الإيواء، حالة من الفوضى، خاصة أن رفح تتمركز فيها غالبية المنظمات والجهات الإغاثية والتي سيكون منوط بها هي الأخرى التحرك إلى مناطق الإيواء المعلن عنها.

وأكد أنه بشكل كبير سيؤدي بدء إسرائيل عملية إجلاء للنازحين من رفح إلى تجميد مفاوضات الوساطة الجارية، وسيكون هناك نسبة أمل ضئيلة في إمكانية أن يتم توظيف هذا التحرك الإسرائيلي قبل الاجتياح الفعلي كعامل ضغط على حركة حماس للتجاوب مع الصفقة المطروحة وتخفيف شروطها.