الجمعة 21 يونيو 2024

هل يؤدي اختلاف القيم والعادات بين الشريكين لمشاكل زوجية؟.. استشارية تجيب

الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية

سيدتي9-5-2024 | 00:15

فاطمة الحسيني

تخشى بعض الفتيات المرتبطات من حدوث مشاكل بعد الزواج مع شريك الحياة، بسبب اختلاف عادات وتقاليد كلا منهم، حيث تعتقد أنه من الصعوبة التأقلم مع قيم الزوج أو العكس بالنسبة له، ولذلك تتساءل هل اختلاف القيم والعادات بين الطرفين يؤدي لخلافات زوجية أم لا؟ وكيف يمكن التغلب على تلك الاختلافات، لأجل إحياء زواج مستقر؟.

ومن جهتها، تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، إن القيم والعادات تمثل لكل شخص، أخلاقياته وسلوكه وثقافته ونمط شخصيته وتربيته وخبراته وتجاربه، من خلال البيئة الثقافية والاجتماعية التي تربى فيها الفرد، ولذلك من الممكن عند الارتباط بشريك حياة مختلف في قيمه وعاداته أن يحدث بعض الاختلافات والمشاكل الزوجية.

وأضافت استشاري العلاقات الأسرية، أن من أسباب المشاكل الزوجية التي تحدث عن وجود اختلافات في القيم والعادات، ما يلي:

  • رغبة الزوجة أو الزوج في إحداث تغيير فوري وعاجل، لعادات وقيم الطرف الآخر، والتي تربى عليها لسنوات، وخاصة عندما يكون أحد الشريكين من دولة أو محافظة مختلفة عن الآخر.
  • الاستعجال في فترة الخطوبة، وعدم إعطاء الوقت الكافي، للتعرف على صفات وعادات وقيم الطرف الآخر وأسرته، ومدى تقبل العروس لها أو انجذابها لتلك العادات من عدمه.
  • التفاوت في التوجيه والإرشاد بين الطرفيين، وطريقة التغيير التي تحمل أنواع من النقد واللوم والاستهزاء والسخرية من الطرف الآخر، بسبب عاداته وقيمه.
  • عدم تبني مهارة الحوار والتفاهم بين الزوجين، من أجل تغير بعضهما، خاصة في الأسابيع الأولى من الزواج، والتي يظهر فيها العادات والقيم التي يحملها كل طرف.

وأكدت عبدالله، أن أهم شيء يجب التركيز عليه في العادات والقيم، عند اختيار الشريك، هو أن لا تتنافى مع الشرع أو المجتمع ولا تنفر من الشخص، أما بخلاف ذلك فمن الممكن أن تبنى مقومات السعادة الزوجية من خلال تلك الاختلافات في العادات والقيم التي يمتلكها كل فرد، لأنه من الممكن أن تعجب الفتاة بالنشأة الاجتماعية للطرف الآخر، وترى فيها تميز أو انفراد يحقق لها الحياة المستقرة والسعيدة، أو أن يجد الزوج في قيم محددة لزوجته ملاذ آمن لتربية أطفاله ومراعاة لبيته، وهكذا.

ونصحت بضرورة إتباع بعض الخطوات الآتية، في حالة وجود بعض الاختلافات والقيم بين الطرفين، من أجل إحياء حياة سعيدة ومستقرة وعدم الوصول للفتور العاطفي أو الطلاق، ومنها ما يلي:

  • لابد من تفهم وتقبل الاختلاف في العادات والقيم بين الطرفين، ولا يحدث تغيير فوري لها، بل التحلي بالصبر والوقت، لكشف إمكانية تكيفنا مع صفات الطرف الآخر من عدمها.
  • عدم التنمر أو التقليل والاستهزاء والنقد لعادات شريك الحياة، وذلك لأن الدراسات النفسية تؤكد أن السلوك الإنساني والاجتماعي يتغير مع اختلاف المكان والزمان، فبالتالي من الممكن أن يتغير عادات الشخص مع الوقت والمكان، المتمركز في الحياة الزوجية الجديدة.
  • من الضروري أن يتفهم كل طرف وجهات نظر بعضهما البعض، ويسعيا للتواصل والتفاهم من أجل تجاوز الخلافات والاتفاق على حلول مناسبة للطرفين
  • يجب أن يكون هناك نوع من التعود والتكرار والاستمرار، لطباع وعادات كل طرف، دون أي مقارنات أو توبيخ أو ضغوط، فمن الطبيعي أن يكون هناك اختلافات فالسن مختلف واللون مختلف والجنس مختلف.
  • أن يعي الطرفين أن الاختلاف يعني التنوع وهو أمر طبيعي، والبيئة هي التي تشكل عادات وتقاليد الشخص،  أما الخلاف فهو عدم الاتفاق والنفور.
  • أن يحاول الطرفين صنع عادات وقيم جديدة، أثناء رحلتهما الزوجية، ويتمسكوا بالقيم القديمة لكلاهما طالما هناك تجاوب فيها، ويبتعدوا عن ما يزعجهم من عادات غير متماشية مع حياتهم الزوجية.
  • أن يكون هناك احترام متبادل للسمات الايجابية لكلا من الطرفين، وحب وعاطفة.
  • أن يتم الاتفاق قبل في فترة الخطوبة، على العادات والقيم التي ترضي كل طرف، وذلك من خلال فتح قنوات الاتصال والتفاهم والحوار بين الطرفين.