يعتبر جمال الغيطاني، أحد أهم الكتاب في الأدب العربي المعاصر، بالإضافة إلى عمله كصحفي.
ولد الغيطاني، في 9 مايو 1945، بمحافظة سوهاج في صعيد مصر، جمع في كتاباته بين التراث العربي الإسلامي والرواية الحديثة، مع تركيز خاص على التاريخ والثقافة المصرية.
مسيرته الصحفية
بدأت مسيرته الصحفية في جريدة "أخبار اليوم"، حيث عمل كمحرر ثقافي، قبل أن يصبح رئيس تحرير مجلة "أخبار الأدب"، التي أسهم من خلالها في إثراء المشهد الثقافي المصري.
أهم أعماله الأدبية والروائية
يستكشف الغيطاني في كتابه "التجليات"، جوانب مختلفة من التصوف والروحانيات، مع التركيز على التجارب الداخلية والبحث عن معاني أعمق للحياة، يستلهم من التراث الصوفي ويتأمل في العلاقة بين الإنسان والخالق.
و تطرق في ذلك الكتاب إلى مسائل فلسفية تتعلق بالوجود والوعي والمعرفة، ويتأمل الغيطاني في طبيعة الحياة ومعنى التجربة الإنسانية، ويقدم رؤيته الخاصة من خلال عدسة التصوف.
واشتهر كتابه الأخر، "الكتابة على ضوء البروج" بالجمع بين النصوص الأدبية والمقالات التي تتناول مواضيع متنوعة في الأدب والثقافة، ويعكس العنوان الفلسفة العميقة التي يتناولها الكتاب، حيث يرتبط "البروج" بالأفكار الفلسفية والروحانية حول مفهوم الإنارة والتوجيه في الحياة.
وعن أعماله الروائية، تشتهر رواية "الزيني بركات" بين جميع اعماله، فهي تدور أحداثها في حكم المماليك في مصر، وتركز على شخصية الزيني بركات الذي يعيش في القاهرة خلال القرن الخامس عشر
ويتناول الغيطاني في هذه الرواية العديد من المواضيع الهامة مثل السلطة والفساد والعدالة والحب.
وعلى الجانب الأخر، تتألف المجموعة القصصية "حكايات الغريب"، من مجموعة من القصص القصيرة التي تتميز بالتنوع والعمق الإنساني، ينقل الغيطاني من خلال هذه القصص أجواء مصرية تقليدية وحكايات ترتبط بالتراث الشعبي، مع تركيز خاص على الناس البسطاء وتجاربهم اليومية.
أسلوبه الغيطاني في الكتابة
تميز الغيطاني، بأسلوب كتابي فريد يجمع بين التراث العربي والإسلامي والرؤية الحديثة، حيث يعتمد في كتاباته على التناص مع التراث، مستخدما الرمزية والتأويل لتقديم قصص غامضة وميتافيزيقية، كما يعتمد في بعض أعماله على أسلوب السرد المتعدد، الذي يجعل رواياته حيوية ومعقدة.
يمزج الغيطاني بين الواقعية والفانتازيا في نصوصه، ويولي أهمية كبيرة للقيم الإنسانية مثل الحب والعدالة، ويتميز أسلوبه أيضا باللغة الغنية والتفاصيل الدقيقة التي تضيف طبقات من المعنى إلى نصوصه.
ترجمة أعماله
ترجمت أعمال جمال الغيطاني، إلى عدة لغات، مما ساهم في نشر أفكاره ورواياته للقراء حول العالم.
لا يزال تأثير جمال الغيطاني محسوسًا في الثقافة والأدب العربي، حيث تُقرأ أعماله وتُدرس في العديد من المؤسسات الأكاديمية. يمثل الغيطاني شخصية بارزة في عالم الأدب، وسيظل إرثه جزءًا من النسيج الثقافي المصري والعربي. حصل الغيطاني على العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب وجائزة الدولة التشجيعية في الأدب.
وجدير بالذكر، أن الغيطاني حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الماجستير في الأدب العربي.