الثلاثاء 18 يونيو 2024

أستاذ علاقات دولية: مصر تسعى لإنهاء الحرب لإقامة دولة فلسطينية

الدكتور أسامة شعث

تحقيقات8-5-2024 | 22:32

أماني محمد

قال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية الفلسطيني، إن سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح من الجانب الفلسطيني كان يهدف بالدرجة الأولى إلى الضغط على حركة حماس في المفاوضات، الجارية حاليا برعاية مصرية والسيطرة بشكل تام على أي مظهر من مظاهر السلطة او القوة لحركة حماس في غزة، إذ يعد المعبر الرئيسي وهو معبر رفح ومن ثم معبر كرم ابو سالم، شريان الحياة لقطاع غزة.

وأوضح أسامة شعث، في تصريح لبوابة "دار الهلال" ، أن معبر رفح شريان الحياة بشأن الأفراد لقطاع غزة لانه الدخول والخروج الى العالم منه فقط، ومعبر كرم أبو سالم الواقع في الجزء الشرقي من معبر رفح في أقصى شرق رفح قرب الحدود المصرية مع الاحتلال الإسرائيلي، ويعتبر نقطة مهمة لإدخال كل المساعدات الدولية التي تأتي عبر مصر.

وأضاف شعث، أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء ذلك إلى منع حركة حماس من السيطرة على المواد الغذائية من كرم أبو سالم ومنعها من التحكم في دخول وخروج الأفراد من وإلى غزة عبر معبر رفح، مضيفا أن هذه النقطة مهمة في قوة حركة حماس في المرحلة المقبلة، لأن كلا المعبرين يحققان دخلا كبيرا على المستوى المادي وإيرادات مالية كبيرة وهائلة من جراء الضرائب والجباية والمساعدات التي تأتي أحيانا لجهات محددة.

وأوضح أن التوسع الإسرائيلي في المعركة على رفح، غرب طريق صلاح الدين، هو أمر صعب في الوقت الحالي، لأنه يزيد من عملية ارتكاب مجازر بشعة بحق المدنيين الذين يتكدسون كلما اتجهنا غربا، مضيفا أن الاحتلال الاسرائيلي ربما ينغرس في رفح، في هذه المناطق المزدحمة للغاية، وبالتالي يتعرض لخسائر كبيرة، وقد تكون كارثية على المستوى الفلسطيني أيضا.

وأشار أسامة شعث، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول أن يقوم بعملية متدحرجة، وفقا لخطته مع الولايات المتحدة والتي عرضها قبل ذلك عليها، وهي الخطة التي تسمى بالخطة المتدحرجة أو والتي ترتكز على تنفيذ عملية محدودة تدريجيا من حي لحي او من منطقة لمنطقة بالتدريج حتى يتم السيطرة عليها.

ولفت إلى أن الاحتلال يحاول السيطرة على محور فيلادلفيا، وهو محور كان يحتل قبل ذلك فيما قبل 2005، ولكن بعد انسحاب شارون من غزة، انسحبوا أيضا من المحور وتركوه للجانب المصري وعلى الجانب الفلسطيني كانت السلطة هي التي تدير المحور بشكل كامل، ولكن عندما جاءت حماس واستولت على السلطة الفلسطينية في غزة استولت على مقرات السلطة وأدارت هذا المحور وهو ما يحقق لها دخلا كبيرا من الإيرادات.

وشدد أستاذ العلاقات الدولية الفلسطيني، على أن مصر تقوم بدور كبير لإعادة بدء المفاوضات وإحياء مسار التفاوض بين كل الأطراف ونجحت في الأمر بالفعل، فهناك موافقة مبدئية من إسرائيل ومن حماس، ومن الوسطاء الثلاثاء مصر وقطر والولايات المتحدة، لتجديد المفاوضات، بناء على الخطوات السابقة، وبالفعل خلال الساعات الحالية يجري الحديث بين الوفود في القاهرة حيث يجري بحث مكثف للعمل على وقف إطلاق النار، ومن المرتقب أن يكون هناك مفاوضات جديدة بشأن المعبر وآلية تشغيله، للوصول إلى آلية جديدة لأنه لا يعتقد أن حركة حماس ستكون موجودة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح أو معبد كرم ابو سالم في المرحلة القادمة.

ولفت الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية الفلسطيني، إلى أن هذا الأمر قد يكون أيضا على مستوى أي طرف فلسطيني، فلن يكون هناك طرفا لإدارة المعبرين سوى السلطة التنفيذية الممثلة للشعب الفلسطيني، وهو ما كانت مصر قد اتفقت عليه في عام 2017 ، واتفقت على أنه سيكون هناك تواجدا للسلطة الفلسطينية الرسمية في معبر رفح من الجانب الفلسطيني وكذلك معبر كرم أبو سالم، إلا أن حركة حماس بعد تسلم موظفين السلطة بشهر انقلبت عليهم وطردتهم.

 

وأشارالدكتور أسامة شعث، إلى أنه إذا نجحت مصر في وقف إطلاق النار سيكون المعبر له اتفاقية جديدة، ولكن على أساس الاتفاقية القديمة، ونأمل أن يكون للسلطة دورها الحاضر وأن تضغط مصر في هذا الاتجاه وألا تمنع الولايات المتحدة دخول السلطة الفلسطينية إلى المعابر، لأن موظفي السلطة هم الأساس، لأنها السلطة الشرعية الممثلة للشعب الفلسطيني وهم موظفين مدنيين.

وتابع أسامة شعث: أعتقد أن احتلال إسرائيل لمعبر رفح هو أمر للمفاوضات وليس للإطالة، لأن حكومة الاحتلال تدرك تبعات ذلك على المستوى الانساني والاجتماعي، وعلى المستوى السياسي مستقبلا والاقتصادي، لانه إذا تولت حكومة الاحتلال الاسرائيلي مسئولية قطاع غزة، فهذا يعني أنها ستتولى رعاية الخدمات ودفع رواتب الموظفين، وذلك طبقا لمقررات القانون الدولي إلى أن تنسحب من الأرض.

 وعن الدور المصري في المفاوضات واحتواء التصعيد، أكد شعث أن مصر تلعب دورا محوريا ورئيسيا وهو موقف محل إشادة، ولولا الموقف المصري المتزن المؤثر والقوي وحضور مصر اللافت في المنطقة، لما كانت الولايات المتحدة قد ألقت بكل ثقلها على مصر، فهي دولة محورية وقائدة في المنطقة وقوة مصر أوجدت حالة من التوازن، التي تحتاجها الولايات المتحدة في اللحظة الحالية.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية الفلسطيني، إلى أن هناك الكثير من الدول التي حاولت التدخل لكنها لم تنجح ولم تستمر، فمصر بحكم التاريخ والجغرافيا والثقافة المشتركة والأمن القومي المصري، تحاول بكل جهدها تحقيق هدنة ووقف إطلاق النار بشكل سريع وعاجل مع تبادل الأسرى، وضمن هذه الجهود طلبت بدء مفاوضات جادة واتخاذ إجراءات لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 خلال عام من الانسحاب.

وأكد أن مصر هي الدولة الوحيدة التي طلبت ذلك، وحتى على المستوى العربي لم يتطرق أي طرف من الأطراف المتفاوضة لهذا المطلب، فالمطلب المصري مدفوع بغريزة الأمن القومي وخدمة القضية الفلسطينية وأن يكون هناك نهاية للحرب والصراع في غزة والضفة الغربية وانتهاء هذه المأساة التاريخية بإقامة دولة فلسطينية، وليس فقط وقف مؤقت لإطلاق النار ثم تجدد الصراع مرة أخرى.