الثلاثاء 18 يونيو 2024

تجسيد قوانين فرويد وأينشتاين في لوحة "ثبات الذاكرة" لسلفادور دالي

ثقافة11-5-2024 | 08:48

إسلام علي

تعتبر لوحة "ثبات الذاكرة" للفنان الإسباني سلفادور دالي واحدة من أشهر أعماله، وذلك بفضل المعاني المتعددة التي تحملها هذه اللوحة، فمن النادر أن نجد في العصر الحديث أعمالا فنية تتضمن مفاهيم فيزيائية ورمزية وفلسفية وفنية في آن واحد، فهي تعكس أفكار دالي، مما يتيح لنا فهم رؤيته الفنية فيما يتعلق بالقوانين الفلسفية والفيزيائية.

 

برزت تأثيرات الحركة السريالية، التي تهتم بالتعبير عن الأفكار والمشاعر  في تلك اللوحة، من خلال الأفكار الرمزية والخيالية المنعكسة في تلك اللوحة، التي كانت تهدف إلى استكشاف العقل الباطن والأحلام، ودمج الواقع مع الخيال، حيث تظهر الساعات وكأنها تذوب وتتلاشى، مما يخلق شعورا بالغرابة واللاواقعية.

 

طرح "دالي"، عدة تساؤلات حول ما اذا كان الوقت ثابت في جميع العوالم في الكون ام انه يتغير طبقا للعالم الذي نعيش فيه، ويستكشف  في تلك اللوحة، فكرة أن الزمن ليس دائما ثابتا أو خطيا، ويمكن أن يكون مرنا أو خاضعا للتحولات، كما في الأحلام.

 

 

 

تأثر "دالي"، بنظريات سيغموند فرويد حول العقل الباطن والأحلام، في هذا السياق، يمكن تفسير "ثبات الذاكرة" على أنها محاولة لاستكشاف الأعماق اللاواعية للعقل البشري وكيف يمكن أن تؤثر على إدراكنا للواقع.

 

وعلى جانب آخر، يرى بعض المفسرين، أن نظرية اينشتاين "النسبية" التي أترث في رؤية العالم للقوانين الكونية من مناظير أخرى، وجدت صدى لها في اللوحة، بحيث أن الساعات الذائبة تمثل تشوها للزمن كما وصفه أينشتاين في نظريته النسبية.

 

ففي النظرية النسبية، يصبح مفهوم الزمن نسبيا، ويتغير بتغير سرعة حركة المراقب و موقعه في الجاذبية، وتجسد أيضا الساعات الذائبة هذا التشوه، حيث تبدو وكانها تذوب وتتساقط تحت تأثير قوة غير مرئية، مما قد يشير إلى تغير الزمن وتدفقه بطريقة غير تقليدية.

 

وعلى جانب مختلف، يمكن أن نحلل هذه اللوحة من منظور نفسي، أذ انها تمثل  الباطن/ اللاوعي  لدالي، الذي اشتهر بتحويل صورة إلى لوحات فنية، فكل عنصر يجسد صراعا داخليا أو هاجسا.

 

فتشير ربما الساعات الذائبة إلى خوفه من الموت، وتجسد المناظر الطبيعية القاحلة في خلفية اللوحة شعوره بالوحدة، فضلا عن تمثيل  النمل الذي يؤكد رغبته في النجاح، لأن النمل يرمز إلى الإجتهاد والسعي للوصول إلى النجاح.