الخميس 23 مايو 2024

طاهر أبو فاشا «راهب الليل».. صاحب الأيقونة الإذاعية الخالدة ألف ليلة وليلة

طاهر أبو فاشا

ثقافة12-5-2024 | 02:12

همت مصطفى

نشهد  اليوم  ذكرى  رحيل  الشاعر طاهر أبو فاشا حيث  توفي في 12 مايو  من عام 1989، لكنه ترك اسمه خالدا في الحركة الثقافية والفنية وأثرا لن يزول  بيم جماهير  الإذاعة والتلفزيون المصري كمبدع متميز من زمن الفن الجميل.

وعن ميلاده ومسقط رأسه قال أبو فاشا: ولدت في دمياط 22 ديسمبر 1908 وكانت طفولتي عادية، حيث نشأت في أسرة متوسطة، والدي كان تاجر حبوب، وهي تجارة محدودة ومكسبها محدود، والتعليم أيضا في العشرينيات كان محدود فلم يكن هناك غير الكتاتيب وبعض المدارس الأولية والجامع أو معهد دمياط الديني في جامع “المدبولي” أو جامع “البحر”، أما المدرسة الميري والتي أسموها فيما بعد المدرسة الإبتدائية فلم يكن يدخلها إلا عدد محدود من أبناء القادرين، فقد كانت مصاريفها لا يقدر عليها إلا المتيسرين من الناس، فضلا عن أن المراحل التالية من التعليم لم تكن متوافرة في المدينة.

ونشأ أبو فاشا في مدينة دمياط، وتخرج في كلية دار العلوم عام 1939، وعمل منذ طفولته صانعا للأحذية داخل إحدى الورش وكان أول راتب يحصل عليه هو "ريال" في الأسبوع، أي ما يعادل "3 كيلوجرامات لحم" أسبوعيا، إلا أن مشاجرة سياسية حامية بين "الإسكافيين"، أنصار سعد باشا زغلول، و"المعماريين"، أنصار عدلي يكن باشا، كانت نهاية علاقته بصناعة الأحذية.

عمل "أبو فاشا" مدرسا فى مدرسة "عنيبة" ثم بالواحات، وذلك بعد تخرجه من كلية دار العلوم بالقاهرة، وقطع رحلة التدريس بالعودة للقاهرة ليعمل بالفن والصحافة، وراح يؤلف التمثيليات الفكاهية وغيرها، ويختلط ببعض الفرق الفنية التى تمرس، من خلال وسطها الفنى الشعبى، بخفايا الفن، ولما زارت إحدى الفرق مدينة الزقازيق أقام لها إبراهيم دسوقي أباظة باشا حفل غداء، وألقى به الشاعر الشاب آنذاك قصيدة استرعت نظر الداعى، وتعرف أباظة عليه ورعاه، ودعاه للعودة إلى التعليم، فعاد مدرسا بمدرسة دمياط الابتدائية الأميرية، ثم مدرسة المعلمين بسوهاج، وحين أنشئت جماعة أدباء العروبة، انضم إليها.

عينه الوزير إبراهيم دسوقى أباظة سكرتيرا بوزارة الأوقاف، فلما نقل وزيرا للمواصلات نقله معه، وجعله وكيلا لمكتب بريد العباسية، فرئيسا للمراجعة العامة، وانتهى به الأمر فى وظيفة بإدارة الشؤون العامة للقوات المسلحة، رئيسا لقسم التأليف والنشر، وبقى فيها حتى أحيل للمعاش، فتفرغ للشعر والأعمال الأدبية والإذاعية، ووجد طريقه إلى العديد من النوادى والمجالس الأدبية، ومنها ندوة "القاياتى" التى كانت تضم جمهرة كبيرة من أعيان الأدباء، من أمثال حافظ إبراهيم وعبدالعزيز البشرى، وكامل كيلانى، وزكى مبارك.

وكان لقب أبو فاشا هو "راهب الليل"، وهو عنوان ديوان شعري له كما كان له الكثير من الدواوين الرائعة مثل "صوت الشباب"، و"القيثارة السماوية"، و"الأشواك"، و"الليالى"، بالإضافة إلى ديوان "دموع لا تجف" والذي رثى فيه زوجته من خلال قصيدة مؤثرة كتبها لها.

كما كتب أبو فاشا الكثير من الاعمال للاذاعة والتليفزيون ولعل العمل الذي أدخله التاريخ من أوسع أبوابه وحفره في الذاكرة هو"ألف ليلة وليلة"، ولم يكن "ألف ليلة وليلة" عمله الإعلامي الوحيد، فقدم نحو 200 عمل للإذاعة والتليفزيون، منها"فوازير رمضان" التليفزيونية، وعدداً من المسلسلات الإذاعية ومنها "الأسرة السعيدة" و"ركن الريف" و"ألف يوم ويوم"، ايضا كتب "أبو فاشا" عمل إذاعي عن قصة ألفها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وهو طالب عنوانها "في سبيل الحرية