الخميس 20 يونيو 2024

أحمد رامي.. شاعر الشباب

أحمد رامي

بورتريه الهلال5-6-2024 | 13:21

بيمن خليل

شاعر من طراز فريد، يعد رمزًا من رموز الشعر العربي في العصر الحديث، جمع بين جمال اللغة وشباب الأغنية، ارتقى بالشعر إلى آفاق جديدة، مزج بيت الأسلوب التقليدي للشعر والروح الحديثة بطريقة مثيرة للدهشة والإعجاب، عُرف عنه شاعريته المرهفة والعميقة، أبدع في كتابة أسمى معاني الحب والجمال من خلال أغانٍ كان لأم كلثوم النصيب الأكبر في تقديمها، إنه شاعر الشباب أحمد رامي.

ولد أحمد رامي، في 9 أغسطس عام 1892، في حي السيدة زينب بالقاهرة، لعائلة متوسطة الحال، تلقى تعليمه الأولى في مدرسة المعلمين، وتخرج فيها عام 1914، حتى قرر أن ينطلق نحو المعرفة وسافر إلى باريس في بعثة تعليمية لدراسة نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية، ونال شهادته في هذا التخصص من جامعة السوربون.

درس أحمد رامي اللغة الفارسية في معهد اللغات الشرقية بباريس في فرنسا، حتى يستطيع ترجمة «رباعيات الخيام»، وشغل منصب أمين مكتبة دار الكتب المصرية، ودرس التقنيات الحديثة في فرنسا التي ساعدته في تنظيم الكتب، ثم عمل أمين مكتبة «عصبة الأمم» حتى عاد إلى مصر عام 1945، وعلى مدار ثلاث سنوات كان مستشارًا للإذاعة المصرية، وبعد ذلك وصل إلى منصب نائب رئيس دار الكتب المصرية.

شكّل الشاعر أحمد رامي وكوكب الشرق أم كلثوم ثنائيًّا فنيًّا فريدًا وارتبطا اسمهما أرتباطا وثيقا في عالم الفن والغناء، رامي بقصائده الجميلة وكوكب الشرق بصوتها القوي العذب، حيث غنّت له أكثر من "110 أغنية" خلدها التاريخ.

لم يكتفِ أحمد رامي بدوره شاعر وكاتب للأغاني العاطفية، بل أثرى الحركة الأدبية والفنية في مصر بالعديد من الأعمال التي شملت تأليف المسرح والسينما وكتابة الحوار بالإضافة إلى الأغاني.

قدم "رامي"، للمسرح المصري، مسرحية «غرام الشعراء»، التي عكست موهبته الفنية وقدرته على تجسيد العواطف، كما قام بترجمة مسرحية «سميراميس» للمسرحي والفيلسوف الفرنسي ڤولتير، وترجم كتاب «في سبيل التاج» للكاتب الفرنسي فرنسوا كوبيه، ومن بين ترجماته الأخرى، ترجمته لعمل "شارلوت كورداي" للكاتب يوتسار.

اشتهر رامي بترجمته لرباعيات الخيام وعددها 175 وكانت أول الترجمات العربية من الفارسية، كما قام أيضًا بترجمة بعض قصائد ديوان «ظلال وضوء» لسلوى حجازي عن الفرنسية.

كما ساهم أحمد رامي في ثلاثين فيلما سينمائيا، إما بالتأليف أو بالأغاني أو بالحوار، منها فيلم، «نشيد الأمل»، و«الوردة البيضاء»، و«دموع الحب»، و«يحيا الحب، و«عايدة»، و«دنانير»، و«وداد».

حصل الشاعر أحمد رامي على جوائز وأوسمة عدة، منها جائزة الدولة التقديرية في عام 1967،  ووسام الفنون والعلوم، ووسام الكفاءة الفكرية من الطبقة الممتازة من الملك الحسن ملك المغرب، كما حصل رامي على درجة الدكتوراه الفخرية في الفنون.

توفى أحمد رامي، في مثل هذا اليوم 5 يونيو 1981، في القاهرة، بعد رحلة ثرية من العطاء الفني والأدبي.