كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء عن المحاور الرئيسية للاستراتيجية التي سيتبعها التحالف الرئاسي الحاكم والحكومة في الفترة المقبلة من أجل تحسين أوضاع الفرنسيين بعد الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعا إليها.
وعقد الرئيس الفرنسي مؤتمرا صحفيا للكشف عن الخطوط العريضة للاستراتيجية السياسية التي سيتبعها التحالف الرئاسي (حزب النهضة وحزب آفاق وحزب الحركة الديمقراطية "مودم") بهدف الفوز بهذه الانتخابات بـ"أغلبية واضحة" لمواصلة الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي باشرها منذ سنوات وذلك خلال الفترة المتبقية من ولايته، فضلا عن الحيلولة دون وصول حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف إلى الحكم في فرنسا.
وقال ماكرون إن الفرنسيين لم يصوتوا في الانتخابات الأوروبية لهذا الحزب حبا له بل بسبب المعاناة التي يشكون منها، لذلك أوضح أن الاستراتيجية السياسية التي سيتبعها خلال الفترة المقبلة تتضمن عدة محاور أهمها "حماية قيمنا الجمهورية".
ولتحقيق ذلك، دعا ماكرون إلى تشديد الأمن ومكافحة الهجرة غير الشرعية بشكل أكبر، و مكافحة العنف بين القُصر "الذين يشكلون مشكلة أمنية في عدة مدن"، وذلك عبر مزيد من الحزم ومنح إمكانيات أكثر للشرطة وقوات الأمن بشكل عام وللقضاء، فضلا عن المؤسسة التربوية ومؤسسات القطاع العام. كما أكد أهمية فتح حوار شامل من أجل إصلاح سياسة الاندماج إلى الجمهورية الفرنسية، وذلك عبر محاربة كل أشكال العنصرية.
أما المحور الثاني، فهو يتعلق بتعزيز السياسة البيئية والاقتصادية لفرنسا، فقد اقترح بناء 8 مفاعلات نووية جديدة لإنتاج الطاقة النظيفة ومساعدة الطبقات الشعبية والفقيرة من تأثيرات الانتقال البيئي.
وفي المجال الاقتصادي، دعا ماكرون إلى بذل جهود أكثر من أجل خلق فرص عمل جديدة وإعادة توطين المصانع في فرنسا ومساعدة المزارعين في عملية الانتقال إلى الزراعة "الخضراء".
والمحور الثالث يتعلق بمحاربة الفوارق الاجتماعية، ودعا ماكرون إلى الاستمرار في إعطاء الإمكانيات المالية لقطاع الصحة والقضاء والتربية ومحاربة الفوارق الاجتماعية . ولمحاربة إدمان الشاشات والهواتف المحمولة بين فئة الأطفال، كشف عن رغبته في منع استخدام الهواتف لأطفال دون سن الـ11 ومنع الوصول إلى شبكات التواصل الاجتماعي للذين لا يتجاوزون سن الـ15.
والمحور الرابع يتعلق بتحسين ظروف العيش بشكل يومي في كل مناطق فرنسا. ووعد الرئيس الفرنسي بمساعدة الشباب على الحصول على شقق بشكل أسهل مقارنة بالوضع الحالي. كما أكد بأنه سيساعد أكثر المتقاعدين وسيرفع من معاشهم بما يتناسب التضخم الذي أصاب الاقتصاد الفرنسي.
أما المحور الخامس فيشمل التوجه الدبلوماسي ومكانة فرنسا في العالم، فيما يتعلق بأوكرانيا وأيضا فيما يتعلق بموقفها في الشرق الأوسط أو مكانتها في أوروبا، موضحا أن البلاد يجب أن تكون "قوة سلام وتوازن" و"قوة عسكرية مستقلة".
وخلص إلى أن هذه المحاور الخمسة تعد في نظره توضيحا لما تتقاسمه قوى التحالف الرئاسي وتشكل "مسارا طموحا ذات مصداقية".
ودعا الرئيس الفرنسي السياسيين المعتدلين من اليسار واليمين إلى إعادة تنظيم صفوفهم لهزيمة اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية القادمة.
وقال: "الفرنسيون عبروا عن غضبهم وقد وصلت الرسالة" ، داعيا إلى تشكيل تحالف ينبذ كل أشكال التطرف السياسي، ودعا إلى تجمع كل من "يعرفون كيف يقولون لا للتطرف" في الانتخابات التشريعية.
يأتي هذا المؤتمر الصحفي بعد ثلاثة أيام من إعلان قراره المفاجئ بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة تجرى جولتها الأولى في 30 يونيو والثانية في 7 يوليو القادم، وذلك بعد الهزيمة الكبيرة التي لحقت بقائمة معسكره في الانتخابات الأوروبية أمام الفوز الساحق لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف (بنسبة 31.5% من الأصوات).