الجمعة 21 يونيو 2024

أدباء نوبل|الفرنسي «أناتول فرانس» رحلة بائع الكتب على الرصيف إلى الجائزة

أناتول فرانس

ثقافة16-6-2024 | 01:28

همت مصطفى

تعد جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.

ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

 ونلتقي اليوم  مع  الشاعر هو روائي وناقد فرنسي «أناتول فرانس».

ولد أناتول فرانس في باريس في 16 أبريل 1844  وكان والده «فرانسوا نويي تيبولت» يبيع الكتب على رصيف «مالاكيه»، الذي يقع بالقرب من جسر الفنون الذي نهر السين في وسط باريس،  ووالدته هي «انتوانيت غالا».

 

بداية الرحلة 

 

بدأ «أناتول فرانس» عاملًا  في دكان أبيه وكان تحصيله العلمي في مدرسة ستانيسلاس وكان في صباه يساهم في تحرير بعض المجلات مثل صياد التراجم والجريدة المقفاة، وفي سنة 1868 أصدر مؤلفه الأول «القصائد الذهبية» ومؤلفا آخر سنة 1876 اسمه «الأعراس الكورنتية» ثم نشر أسطورة منظومة «القديسة تاييس» وقدم كتابات نثرية عديدة.

 

قدم «فرانس» في عالم الأدب  العديد من المؤلفات مت تتنوع موضوعاتها،يغلب عليها الخيال والقصص والأخبار ومنها «جوكاست والهرم الهزيل» و«صدفة اللؤلؤ» و«جريمة سلفستر بونار» و«الزنبقة الحمراء» و«تاييس» و«ثورة الملائكة» و«الآلهة عطشى» و«بير سانت كلير» و«النساء السبع»

 

وكان يظهر دائمًا في كتبه منها كتابه «بطرس الصغير» وكتاب «الحياة أيام الزهر» اللذين يصف فيهما أيام صباه. دخل في أكاديمية اللغة الفرنسية في 23 يناير 1869 متحصلا على المقعد 38.

 

نوبل لماذا؟

حصل «أناتول فرانس» على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1921  عن مجموع أعماله، وجاء في تقرير لجنة  اختياره «تقديرا لإنجازاته الأدبية الرائعة، التي تميزت بنبل الأسلوب، والتعاطف الإنساني العميق».

أقوال أناتول فرانس

 

ترك «أناتول فرانس» من أثره العيد من الأقوال التي نقلت عنه  من أشهرها:

  • «كل كتب التاريخ التي لا تحتوي على أكاذيب مملة للغاية».
  • «الأحبة الذين يحبون بصدق لا يكتبون عن سعادتهم».
  • «الرزين من لا يعلق آمالا على أحداث المستقبل ولا يخشاها».
  • «البشر يحيون بالأفعال لا بالأفكار».
  • «أفضل حماقة الحماس على حكمة اللامبالاة.
  • «المعرفة لا شيء، أما التخيل فهو كل شيء».
  • «الجهل والخطأ ضروريان للحياة مثل الخبز والماء».
  • «غالبا ما تكون البراءة حظ طيب وليست فضيلة».
  • «عندما يقال شيء بطريقة جيدة فانقله بلا تردد».
  • «الغريزة تكفي في الفن والحب».
  • «إذا كان لا مفر من الاختيار، أفضل أن أرتكب فعلا شائنًا على ارتكاب فعلا قاسيًا».
  • «المرأة هي أكبر مربية للرجل، فهي تعلمه الفضائل الجميلة وأدب السلوك ورقة الشعور».
  • «أجمل كلمات في العالم لا تعدو كونها أصوات لا طائل منها إذا لم تكن تفهم معناها».

رحيل وأثر باق

 

رحل  «أناتول فرانس» في 12 أكتوبر 1924م عن عمر يناهز 80 عاما 

 

وقالت جريدة الطان في عددها المؤرخ في 14 أكتوبر 1924  «قد ختم الموت أخيرا ذلك النزاع الطويل الهادئ الذي بدأ بروح الأستاذ الأعظم الذي كان ذكاؤه الساطع يطل في الأرجاء كلها، نعم تمت أنفاس أناتول فرانس بهذه الليلة (ليلة الاثنين 13 أكتوبر) في منتصف الساعة الثانية عشرة ومع انقطاع أمل الأطباء لم يريدوا أن يقطعوا الرجاء بما كانوا يرونه من صفاء ذهنه وانتظام حديثة في أثناء نزاعه إلا أنه من أربعة أيام غاب عن حسه وبدأت تلك الشعلة تنطفئ كالسراج إذا فرغ زينه وكانت الدنيا بأسرها تتوقع حلول الخطب بالقلق والوجوم وتراقب ذلك النفس الضعيف المتصاعد من فم طالما بألفاظ هي من أعذب ما نطق به البشر، فالأفكار بأسرها مجتمعة على  رأي واحد من الإعجاب تحيي الأثر الخالد الذي تركه هذا الرجل المعدود من أعاظم كتاب اللغة الفرنسية» 

 

الاكثر قراءة