على أنفاض مدمرة مخضبة بدماء، هكذا احتفل أهالي غزة بـ عيد الأضحى المبارك، في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، التي خلفت أكثر من 122 ألف قتيل وجريح، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وحل عيد الأضحى، على أهالي القطاع في ظروف مأساوية، كالتي عاشها الأهالي من قبل في شهر رمضان المبارك، ومن بعده عيد الفطر، إذ يتعمد جيش الاحتلال تكثيف هجماته على القطاع، بالتزامني مع أي مناسبة دينية.
ومنذ بداية عيد الأضحى الأحد، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة بقطاع غزة؛ ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وجاء العيد في وقت يتعايش سكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2.4 مليون في مجاعة، أودت بحياة العشرات، حيث يستخدم الاحتلال المساعدات والغذاء كأداة للضغط السياسي ضد المدنيين في قطاع غزة، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل متعمد.
قلب المشهد
وتحدثت صحيفة "التايمز" البريطانية عن الأوضاع المأساوية لسكان غزة في عيد الأضحى، حيث أشارت إلى أن الفلسطينيين كانوا يتبادلون الهدايا، ويرتدون الملابس الجديدة في الأعياد السابقة، والآن لا يمكنهم سوى التضرع إلى الله من أجل وقف إطلاق النار.
أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وصفت أوضاع السكان في قطاع غزة خلال عيد الأضحى بالكئيبة، مشيرة إلى الكثيرين في القطاع يعانون الجوع بسبب الحرب، وإن كل سكان القطاع تقريبًا أصبحوا من المحتاجين.
الأضاحي على أنقاض المنازل
وفي مشهد لافت، نحر العشرات من أهالي غزة أضحياتهم على أنقاض منازلهم، رغم كل مشاهد الدمار التي خلفتها آلة الحرب الإسرائيلية، وذلك للحفاظ على شعائرهم الدينية.
ويأتي ذلك على الرغم، أن الاحتلال منع إدخال الأضاحي إلى القطاع المحاصر، حرمانا لمئات الآلاف من العائلات في القطاع من فرصة إحياء عيد الأضحى، وذبح الأضاحي كجزء من الشعائر الدينية الإسلامية.
وفي مشهد مماثل، أدى أهالي القطاع صلاة العيد على أنقاض مئات المساجد التي دمرتها الحرب المتواصلة، دون أي مراعاة لقدسيتها.
وبرغم من كل المآسي، إلا أن مشاهد الفرحة والبهجة كانت حاضرة، من خلال تجهيز كعك العيد، ومشاركة المئات من أهالي غزة صورهم في العيد على منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب العديد من الفعاليات لإدخال البهجة والسرور على نفوس الأطفال.
