السبت 14 ديسمبر 2024

تحقيقات

55 عاما على رحيله.. محطات في حياة الشيخ المنشاوي «القارئ الباكي»

  • 20-6-2024 | 11:07

الشيخ المنشاوي

طباعة
  • أماني محمد

تحل اليوم الذكرى الـ55 لرحيل القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي، أحد أعلام فنّ تلاوة القرآن الكريم ليس في مصر فقط ولكن في العالم الإسلامي أجمع، والذي خلد بصوته ذكراه في وجدان المصريين، الذين يحرصون حتى اليوم على الاستماع للقرآن الكريم بصوتي الشجي العذب فأبكى القلوب بتلاوته، فقيل عنه "القارئ  الباكي"، ووصف بأنه عبقري التلاوة.

 

الشيخ المنشاوي

في مثل هذا اليوم من عام 1969م رحل الشيخ المنشاوي، بعد رحلة من العطاء والتلاوة لكتاب الله ليصبح واحدا من أشهر رواده الأفذاذ في مصر والعالم كله، والذي عُرفت تلاواته بالخشوع والإتقان، وكان صاحبَ مدرسةِ أداءٍ خاصةٍ مُتفرِّدة، ذاع صيتها من خلال ختمته القرآنية المُجودة والمرتلة، ومن خلال ما تركه من تراث صوتيّ ضخمٍ لدى إذاعات القرآن الكريم ومن تسجيلاته الخارجية في مصر والعالم.

وُلد الشيخ محمد صديق المنشاوي، عام 1920م، الموافق 1338هـ، بإحدى القرى التابعة لمحافظة سوهاج- مصر، ونشأ في أسرةٍ مصريةٍ اهتمَت بالقرآن الكريم، ثم التحق بالكُتَّاب، حيث كان سريعَ الحفظ، قويَّ الذاكرةِ، ذا صوت شجيٍّ، حتى حفظ القرآن كاملًا وهو لم يتجاوز الثامنةَ من عمره.

انتقل بعد ذلك إلى القاهرة للنيل من علوم القرآن والقراءات في الثانية عشرة من عمره، ليبدأ رحلته في قراءة القرآن الكريم في المساجد والمحافل، وعُرف الشيخُ بحلاوة صوته وشجونه العذب، مع حُسن وسلامة الأداء، حتى أصبح حديثَ العامة والخاصة.

وما أن ذاع صيته حتى التحق بالإذاعة المصرية وصار معتمدًا فيها كقارئ القرآن، حيث سجل القرآن الكريم كاملًا في ختمة مرتلة، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بـالإذاعة المصرية، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي.

وبدأ الشيخ يُطوِّف بسامعيه ومحبِّيه بين كلام الله، ويُشنِّفُ أسماعَهم بصوته العذب الشجيِّ لآيات الله ، حتى ذاع صيته وبلغَت شهرتُه الآفاق، وسافر خارج البلاد داعيًا بسمتِه، مرتلًا للقرآن بصوته العَذب، فكان إذا قرأ يتراءى لسامعيه بأنَّ الرحمات تتنزل عليهم، والملائكةَ تحفُّهم، ويشعرون بالسكينة فيما بينهم؛ لما امتاز به بعذوبةِ وجمالِ صوته، وقوةِ أدائه وجلاله وإتقانه، وصدقِ تفاعلِه مع كل كلمةٍ من كتاب الله.

وقرأ الشيخ المنشاوي القرآن الكريم في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي كالمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس، وله العديد من التسجيلات في كبرى الدول الإسلامية، التي زارها وحصل فيها على أوسمة عدة من دول مختلفة، كإندونيسيا وسوريا ولبنان وباكستان.

 

وفاة الشيخ المنشاوي

عاش الشيخ المنشاوي حياته محبًّا للقرآن الكريم، قارئًا له، إلى أن وافاه الأجل بعد إصابته بمرض دوالي المريء، ليرحل سنة 1388هـ-1969م،  تاركا خلفه العديد من التسجيلات للقرآن الكريم لا تزال حاضرة حتى اليوم.

الاكثر قراءة