الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

اقتصاد

وزيرة التخطيط: الدولة تولي القطاع الصحي اهتمامًا كبيرًا وتسعى لحوكمته

  • 27-6-2024 | 16:56

وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد

طباعة

قالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد إن الدولة تولي قطاع الصحة اهتمامًا كبيرًا، مشيرة إلى أن الهدف المتعلق بمجال الصحة ضمن الأهداف الأممية الـ17 يمثل هدفًا محوريًا.

جاء ذلك خلال افتتاح الوزيرة ورئيس مجلس أمناء المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، المنتدى الأول للحوكمة في القطاع الصحي، المنعقد بالتعاون بين وزارة الصحة ومعهد الحوكمة وأمانة الشئون الطبية بمجلس الوزراء، وكلية "ثندر بيرد" للإدارة العالمية بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بحضور الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، والدكتورة شريفة شريف المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة.

وأضافت الوزيرة أن انعقاد فعاليات المؤتمر السنوي الدولي لمعهد التخطيط القومي، بعنوان (الصحة والتنمية المستدامة) يعد تأكيدًا على الأهمية التي توليها الدولة بهذا القطاع الحيوي والمهم.

وأوضحت أن المنتدى يتطرق لمناقشة إرساء الخدمات الصحية الجيدة والرفاهية للمواطن من خلال دعائم الحوكمة الرشيدة لتعزيز قدرات الهيئات الصحية، بما يدعم إقامة قطاع صحي وطني مستدام في مصر. 

وأشارت إلى أهمية ارتباط الحوكمة بالسياسات الاقتصادية، من مسائلة وفاعلية ومشاركة كل أصحاب المصلحة؛ لتوفير سياسات لها كفاءة من خلال وجود مسائلة ومحاسبة لما يتم تنفيذه. 

وحول التوجهات الدولية لحوكمة القطاع الصحي، قالت إن الدراسات الدولية بشكل عام وخصوصًا الدراسات الصادرة عن مجلس اقتصاديات الصحة للجميع التابع لمنظمة الصحة العالمية، تؤكد أهمية التناغم والاتساق بين السياسات الصحية و الاقتصادية، والاجتماعية والبيئية، وذلك في إطار نهج استباقي لإحداث الكفاءة والتطوير المستدام؛ لتوفير مجتمع صحي قادر وقوي وإنتاجي التكامل في المؤسسات الصحية بما يتيح إمكانية التصدي للأزمات الصحية.

وأضافت أن القضية أصبحت أكثر إلحاحًا مع أزمة (كوفيد 19) والتي أثبتت ضعف الإمكانات الصحية والفجوات الصحية الكبيرة لدى أكبر الدول تقدمًا على مستوى العالم، مؤكدة أهمية وجود حوكمة لهذا القطاع. 

ولفتت إلى أهمية حوكمة البيانات والتي تنبع من فكرة ميكنة البيانات، في ظل ما يشهده العالم من تطورات تكنولوجية سريعة من ذكاء اصطناعي وغيرها، مؤكده أهمية وجود منظومة متكاملة من حوكمة البيانات الصحية تبدأ من منظومة المواليد والوفيات وتستمر من أجل حوكمة المؤسسات الصحية.

ونوهت بأن تلك البيانات ليست مهمة فقط لقطاع الصحة بل مهمة على المستوى القومي، حيث أن توفير منظومة متابعة المواليد بشكل لحظي أفاد في اعتماد كل الخطط التنموية التي تقوم بها الدولة على تلك البيانات في تحديد الفجوات كافة والخدمات المطلوبة على مستوى القرى أجمع، والتي تعتمد على منظومة حوكمة البيانات الصحية بشكل مميكن. 

وتابعت أن حوكمة قطاع الصحة في مصر تمثل أداة لرفع كفاءة المنظومة الصحية، موضحة أن الغاية النهائية هي توفير خدمات صحية توازن بين الإتاحة والجودة؛ بما يُسهم في تحسين جودة حياة المواطن، مؤكدة أن الصحة تعد هي الأساس لأي جهود تنموية. 

وحول دور وزارة التخطيط مُمثّلَة في المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، أوضحت أن المعهد كذراع تدريبي مهم للوزارة يعمل دائمًا على مواكبة كل التطورات، مشيرة إلى إطلاق الدورة الأولى للبرنامج التدريبي في الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع كلية "ثاندربيرد للإدارة الدولية" ووزارة الصحة في إطار بروتوكول تعاون ثلاثي بين وزارة الصحة والمعهد واللجنة الطبية العليا والإغاثات بمجلس الوزراء، لـ35 شخصًا من وزارة الصحة المعنيين بالرعاية الصحية، و4 من قيادات اللجنة الطبية بمجلس الوزراء في بداية يوليو المقبل.

وأضافت أن الدورة الثانية للبرنامج ستنعقد في القاهرة بمشاركة نحو 20 متدربًا من الذين اجتازوا المرحلة الأولى للتدريب، ويتم من خلالها تنفيذ برنامج (تدريب المدربين - TOT) لاعتماد هؤلاء كمدربين معتمدين من جانب كلية (ثاندربيرد للإدارة الدولية)؛ لضمان استدامة عوائد البرنامج في مصر وبناء مزيد من الكوادر المصرية في هذا المجال. 

وأكدت وزيرة التخطيط أن البرنامج يأتي في إطار جهود الدولة لرفع كفاءة وفعالية المنظومة الصحية وتأهيل الكوادر العاملة بها من خلال إشراك كافة أصحاب المصلحة المعنيين في هذا البرنامج.

وأشارت إلى دور المعهد في إعداد مؤشر وطني للحوكمة بالشراكة مع العديد من الجهات المحلية والدولية، والذي يمثل أداة تعكس الواقع الفعلي الذي يحدث في المجتمع من خلال جهة مستقلة تقوم بإجراء استقصاء حيادي بالتعاون مع مؤسسات وجامعات أكاديمية دولية؛ ليتم توفير مؤشر للحوكمة يعكس الوضع الفعلي عن الحوكمة داخل مصر بهدف تحسين الوضع. 

ولفتت إلى دور المعهد في رصد ومتابعة وتقييم وضع مصر في مؤشرات الحوكمة والتنمية المستدامة والتنافسية الإقليمية والدولية والمحلية؛ لوضع خطط واّليات تحسين أداء مصر في مؤشرات الحوكمة والتنافسية.

وأشارت إلى قيام المعهد بإعداد ميثاق المواطن بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية؛ لتعزيز مبدأ الشفافية في الجهات الحكومية الخدمية، كما أطلق المعهد العديد من برامج بناء القدرات، التي تم من خلالها تأهيل عدد من المتدربين من الجهاز الإداري للدولة، وكذلك مبادرات تدريب الشباب على التنمية المستدامة.

من جانبه..قال وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار إن حوكمة النظام الصحي يساهم في تطوير العلاقات بين مختلف الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة المشاركين في مجال الرعاية الصحية سواء المنشآت الطبية الحكومية، وشركاء التنمية من القطاع الخاص، ومقدمي الخدمات الطبية ، ومنظمات المجتمع المدني وبما يعود بالنفع علي المرضي وأسرهم.

وأضاف أن الإدارة الفعالة للأنظمة الصحية تتضمن تقديم الخدمات الطبية بجودة وكفاءة عالية، والقدرة على تحمل التكاليف، والعدالة والشفافية في إمكانية وصول الخدمات إلى مستحقيها.

وأشار إلى دور الحوكمة بالقطاع الصحي الذي يستهدف إدارة الموارد بكفاءة، وبناء الثقة، وضمان العدالة والحصول على الرعاية الصحية، والابتكار والتكيف ، وتعزيز المساءلة والشفافية، وإدارة الأزمات، والامتثال الأخلاقي والقانوني وتحسين جودة الرعاية الصحية، منوهًا بأن الحوكمة المؤسسية تعد إطارًا مفاهيميًا مبسطًا يشرح كيفية تأثر سلوك مؤسسات القطاع العام بتفاعلها مع المواطنين والمؤسسات الأخرى.

وأوضح أن الحوكمة المؤسسية للنظام الصحي يضمن خلق بيئة تشاركية وخاضعة للمساءلة بناءً على أدلة بحثية سليمة، وفي إطار الحوكمة تكون المنظمات والجهات مسؤولة عن التحسين المستمر لجودة خدماتها الطبية، والحفاظ على مستويات عالية من الرعاية وخلق بيئة يزدهر فيها التميز في الرعاية السريرية والتي تتضمن (مستخدم الخدمة، ومستوى التوظيف وإدارة الموظفين، ومدى الفعالية السريرية، وإدارة المخاطر والسلامة، ودقة البيانات والمعلومات والتعليم والتدريب المستمر).

وتابع أن ركائز حوكمة النظم الصحية تعتمد على الشفافية، والمسئولية ومشاركة أصحاب المصلحة وفقًا للنهج القائم على البيانات والمعلومات المدققة، وضمان إتاحة المعلومات حول سياسات الرعاية الصحية والتمويل والأداء وسهولة الوصول إليها، ووضع آليات لإشراك مقدمي الرعاية الصحية.

وأشار وزير الصحة إلى أن ركائز حوكمة النظم الصحية تعتمد أيضًا على صانعي السياسات والمؤسسات في صنع القرار في مجال الرعاية الصحية، واستخدام البيانات والأدلة لتوجيه سياسات الرعاية الصحية وقياس تأثيرها؛ للحصول جميع الأفراد على الخدمات الصحية الأساسية، بغض النظر عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي أو الموقع الجغرافي.

وأكد أن الحوكمة الناجحة لنظم الرعاية الصحية تعتمد على تقييم الوضع الراهن، واللوائح المنظمة، وتصور المستقبل، ووضع سياسات، والتقييم الموضوعي المستقل من قبل الخبراء، وتخصيص الموارد المناسبة، ووضع تصور للعقبات التي تؤثر على العمليات

ولفت إلى الهيكل التنظيمي لوزارة الصحة، والاستراتيجية الوطنية للصحة والتنمية، ونظام العمل بالإدارة العامة للحوكمة والمراجعة الداخلية بديوان عام وزارة الصحة، والتي تعمل على إدارة الموارد بفاعلية وعدالة، ورفع كفاءة البنية التحتية، وتفعيل آليات المساءلة وبناء الكوادر البشرية.

واستعرض برنامج التعاون مع جامعة (ثندربيرد) والذي يستهدف تدريب 35 من مقدمي خدمات الرعاية الصحية؛ لبناء وتأهيل المهنيين والقادة في قطاع الرعاية الصحية بمجال الحوكمة من خلال عرض أفضل الممارسات العالمية؛ بما يساهم في تحقيق رؤية مصر 2030 في القطاع الصحي.

ونوه بأن المنتدى الأول للحوكمة في القطاع الصحي يستهدف تسليط الضوء على أهمية حوكمة الصحة في تحسين الرعاية الصحية وتعزيز الشفافية، وتبادل المعرفة والخبرات حول أفضل الممارسات بمجال حوكمة الصحة.

وقال إن المنتدى يستهدف أيضًا تسليط الضوء على تحليل التحديات والفرص المتعلقة بتنفيذ سياسات حوكمة الصحة وتوفير الرعاية الصحية عالية الجودة، وتعزيز التعاون والشراكات بين المؤسسات الصحية والمجتمع المدني والقطاع الخاص في مجال حوكمة الرعاية الصحية الصحة؛ بما يساهم في توفير إطار فعال؛ لضمان الإدارة السليمة للموارد، واتخاذ القرارات المستنيرة، وتقديم خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة بطريقة عادلة ونزيهة.

وبدورها..أكدت المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة الدكتورة شريفة شريف، أهمية التعاون والتكامل مع كافة أجهزة الدولة لتقديم خدمات جيدة للمواطن، مستعرضة تطور معهد الحوكمة والتنمية المستدامة منذ نشأته وذلك في إطار رؤية مصر 2030.

وقالت إن ما يميز المعهد هو اهتمامه بإرساء قيم الحوكمة الرشيدة في كافة القطاعات، لافتة إلى أن المعهد متخصص في الحوكمة من أجل التنمية المستدامة، فضلًا عن الشراكات مع أعرق الجامعات الوطنية والعالمية لتقديم محتوى تدريبي متميز بمجالات الحوكمة والتنمية المستدامة، ومنها التعاون مع كلية "ثندر بيرد" للإدارة العالمية والتي تكللت باستضافة مقر المعهد بالقاهرة لمركز تميز التابع للكلية. 

ولفتت إلى حصول المعهد على جائزة EFMD للتميز في الممارسة لدراسات الحالة المتميزة التي تصف التدخل الفعال والمؤثر في التعلم والتطوير بين المنظمات الشريكة، فضلًا عن اعتراف إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة بمبادرة "كن سفيرا" كمسرع لأهداف التنمية المستدامة. وقالت إنه تم أيضًا إطلاق مبادرة (كن سفيرًا) دفعة لغة الإشارة ودفعة مسئولي التخطيط، فضلًا عن حصول المعهد على وسام مشاركة من موسوعة جينيس للمشاركة في إتمام أطول رحلة من ضمن فعاليات cop27. 

ومن ناحيته..استعرض مساعد وزيرة التخطيط للتحول الرقمي والبنية المعلوماتية أشرف عبد الحفيظ، مشروع المواليد والوفيات وتطوير مكاتب الصحة على مستوى الجمهورية، مشيرًا إلى أن قاعدة بيانات المواليد والوفيات تساهم في صياغة السياسات العامة والخطط والبرامج الكفيلة بتفعيل وتطوير أداء الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، وتحقيق التكامل بين قواعد البيانات، موضحا أنه تم ميكنة جميع مكاتب الصحة على مستوى الجمهورية تصل إلى 5000 مكتب صحة بعدد عاملين يتجاوز 10 آلاف موظف.