الجمعة 26 يوليو 2024

قصة صعود ويليام الفاتح "باني الإمبراطورية الإنجليزية" لعرش البلاد

ويليام الفاتح ملك إنجلترا

ثقافة10-7-2024 | 08:59

إسلام علي

ولد ويليام في دوقية نرماندي التاريخية، وهي الآن إحدى الأقاليم الإدارية التي تقع في شمالي فرنسا، وكانت عائلته من أصحاب السلطة والنفوذ، فكانوا يحكمون الأرض النورماندية نيابة عن الملك هنرى الأول، واختلفت طفولته عن أي طفل آخر، فقد اتهم بأنه ابن غير شرعي، وذلك لأجل ابعاده عن حكم نورماندي.

خطط أعداء عائلته لقتله عندما كان شابا، بسبب انعدام الأمن في الحقبة التي عاش فيها، وفي ذلك الوقت، كانت المملكة تفتقر إلى القانون، وليس فقط في نورماندي، مما أتاح للعائلات المنافسة فرصة لمحاولة سجن ويليام، لحسن حظه، نجا ويليام من جميع المحاولات لقتله، وفي سن الخامسة عشرة، نال لقب فارس وبدأ يدخل عالم السياسة، وفي عام 1035، أصبح دوق نورماندي.

تميز عصر ويليام في العشر سنوات الأولى بالهدوء، ولكن في عام 1045 إلى 1056، اضطربت الأمور الأقتصادية في نورمادي فقامت العديد من الثورات في نورماندى وكانت بسبب الضرائب، وأشار المؤرخون أن ويليام قد شارك بنفسه في إخماد هذه الثورات مع رجال جيشه.

وعلى الجانب الآخر كان ابن عم ويليام "إدوارد" على عرش إنجلترا ولكن لم ينجب أي وريث له، لذلك قرر أن يختار وريث بنفسه، وكان أمامه العديد من الخيارات، وكان أمامه العديد من الأمراء ليختار من بينهم في إنجلترا ولكن بفضل إدراكه الذي يتجاوز الحدود، لم يختار إي منهم ليكون خليفة له.

وتجمع ويليام وإدوارد علاقة قوية ترجع إلى عام 1041، وذلك عندما نفي إدوارد من إنجلترا ولجأ إلى ويليام، وقد ساعده الأخير في إستعاده ملكه مرة أخرى عن طريق الدعم المالي والعسكري والسياسي، لذلك السبب أًصبح ويليام وريثا لعرش إنجلترا.

وأصبح يحق لويليام أن يعتلي عرش إنجلترا بعد وفاة إدوارد، ولكن صهر إدوارد "هارولد جودوينسون" استطاع أن يغتنم الفرصة لتولي العرش، وبموافقة مجلس النبلاء الأنجلوساكسونيين ، تم تتويج هارولد جودوينسون ملكا على إنجلترا.

أعلن ويليام الحرب وجمع جيشا تعداده ما بين 10000 إلى 12000 رجل واستعد لغزو إنجلترا ولم يكن ذلك هو التهديد الوحيد ضد الملك الإنجليزي، بل كان الملك النرويجي هارالد الثالث في صراع دائم مع هارولد جودوينسون، استطاع هارولد جمع جيشه وهرع للتعامل مع النرويجيين قبل أن يصل الغزو النورماندي الوشيك إلى الجنوب.

واستطاع الجيش الإنجليزي هزيمة النورمانديين ولكن لم يدم النصر الإنجليزي طويلاً،  فبعد ثلاثة أيام فقط من المعركة، أنزل ويليام جيشه في جنوب إنجلترا، ولم يترك أمام هارولد خياراً آخر، فسار بجيش منهك ومحاصر إلى لندن للقتال مرة أخرى ولم يكن بوسع ويليام أن يختار توقيت هبوطه بشكل أفضل، ففي حين كان هارولد منشغلاً بالنرويجيين، استغل اللحظة وأنزل جيشه في جنوب إنجلترا دون أن يواجه أي معارضة، وقاد ويليام جيشه شمالا لملاقاة هارولد في بلدة هاستينجز في الرابع عشر من أكتوبر عام 1066.

اتخذ الجيش الإنجليزي موقعا دفاعيا على قمة سلسلة تلال، واثقًا من قدرة مشاته على صد أي هجوم، دفع ويليام رجاله لمهاجمة الإنجليز مرارا أي نتائج ملموسة، عندما لاحق الإنجليز الفرسان الهاربين، حشد ويليام رجاله وقتل الجنود الإنجليز المهاجمين، أدى هذا إلى تأرجح الخطوط الإنجليزية وقتل هارولد بسهم في عينه، مما أدى إلى هزيمة الإنجليز وفوز ويليام بلقب "الفاتح"، توج ويليام ملكا لإنجلترا في عيد الميلاد عام 1066، وأطاح بالنبلاء غير المخلصين وبنى القلاع لتعزيز حكمه، بما في ذلك برج لندن.