الجمعة 19 يوليو 2024

الصحة العالمية و«يونيسف»: تراجع معدلات التحصين العالمية يهدد حياة 2.7 مليون طفل

صورة موضوعية

عرب وعالم15-7-2024 | 18:36

دار الهلال

أكدت منظمتا الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن تراجع معدلات التحصين العالمية يهدد حياة 2.7 مليون طفل، مشددتين على الحاجة الماسة إلى بذل جهود مستمرة للحاق بالركب والتلقيح ضد 14 مرضا.

وفي تقرير حديث أصدرته المنظمتان الأمميتان، ونقله مركز إعلام الأمم المتحدة اليوم الاثنين، أشارتا إلى أن عام 2023 شهد تعثرا في التغطية العالمية لتطعيم الأطفال، الأمر الذي هدد حياة الملايين من الأطفال غير المحصنين بشكل كاف من الأمراض، مقارنة بمستويات ما قبل جائحة "كورونا" في عام 2019.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إن أحدث الاتجاهات في مجال التطعيم تظهر أن العديد من البلدان لا تزال تضيع فرصة التطعيم بالنسبة للكثير من الأطفال، مضيفة أن سد فجوة التحصين يتطلب جهدا عالميا، واستثمار من الحكومات والشركاء والقادة المحليين في الرعاية الصحية الأولية والعاملين في المجتمع لضمان حصول كل طفل على التطعيم، وتعزيز الرعاية الصحية بشكل عام.

ووفقا لبيانات المنظمتين، فإن عدد الأطفال الذين تلقوا ثلاث جرعات من اللقاحات المضادة للدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي في عام 2023 استقر عند 84% - أي ما يعادل 108 ملايين طفل. ومع ذلك، ارتفع عدد الأطفال الذين لم يتلقوا جرعة واحدة من اللقاح من 13.9 مليون عام 2022 إلى 14.5 مليون عام 2023.

وبحسب تقرير المنظمتين، يعيش أكثر من نصف الأطفال غير المحصنين في 31 دولة ذات أوضاع هشة ومتأثرة بالصراع وضعيفة، حيث يكون الأطفال معرضين بشكل خاص للأمراض التي يمكن الوقاية منها بسبب الاضطرابات ونقص فرص الحصول على الأمن والتغذية والخدمات الصحية. بالإضافة إلى ذلك، لم يكمل 6.5 مليون طفل جرعتهم الثالثة من اللقاح المضاد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي، وهو أمر ضروري لتحقيق الحماية من الأمراض في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة.

وأكد التقرير أن الاتجاهات العالمية تُظهر أن التغطية العالمية للتحصين ظلت إلى حد كبير دون تغيير منذ عام 2022 ولم تعد بعد إلى مستويات عام 2019، الأمر الذي يثير القلق. ويعكس ذلك التحديات المستمرة مع الاضطرابات في خدمات الرعاية الصحية، والتحديات اللوجستية، والتردد في أخذ اللقاحات وعدم المساواة في الوصول إلى الخدمات. كما تُظهر البيانات أن معدلات التطعيم ضد مرض الحصبة القاتل قد تعثرت، مما ترك نحو 35 مليون طفل بدون حماية أو بحماية جزئية فقط.

وذكر التقرير أنه في عام 2023 تلقى 83% فقط من الأطفال في جميع أنحاء العالم جرعتهم الأولى من لقاح الحصبة من خلال الخدمات الصحية الروتينية، بينما زاد عدد الأطفال الذين تلقوا جرعتهم الثانية بشكل طفيف عن العام السابق، ليصل إلى 74% من الأطفال، مشيرا إلى أن هذه الأرقام أقل من نسبة الـ 95% المطلوبة لمنع تفشي المرض وتجنب الأمراض والوفيات غير الضرورية وتحقيق أهداف القضاء على الحصبة.

وبحسب تقرير منظمتي الصحة العالمية واليونيسف، فإنه على مدى السنوات الخمس الماضية، أصابت فاشيات الحصبة 103 دول - تعد موطنا لنحو ثلاثة أرباع الأطفال الرضع في العالم. وكان انخفاض التغطية باللقاحات - الذي سجل نسبة 80% أو أقل - عاملا رئيسيا في انتشار هذه الفاشيات. وفي المقابل، لم تشهد 91 دولة ذات تغطية قوية بلقاح الحصبة أي تفشٍ للمرض.

وفي هذا الصدد، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن فاشيات الحصبة هي بمثابة إنذار مبكر، حيث تكشف عن الفجوات في التحصين، وتصيب الفئات الأضعف أولا، مستطردا: "لكن هذه مشكلة قابلة للحل؛ فلقاح الحصبة رخيص ويمكن توصيله حتى في أصعب الأماكن. ومنظمة الصحة العالمية ملتزمة بالعمل مع جميع شركائنا لدعم البلدان على سد هذه الفجوات وحماية الأطفال الأكثر عرضة للخطر في أسرع وقت ممكن".

وتسلط البيانات الجديدة لمنظمتي الصحة العالمية واليونيسف الضوء أيضا على بعض النقاط المضيئة في التغطية بالتحصين. ويستمر الإدخال المنتظم للقاحات الجديدة وغير المستغلة بشكل كاف - بما فيها لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب السحايا والمكورات الرئوية وشلل الأطفال وفيروس الروتا - في توسيع نطاق الحماية، لا سيما في 57 دولة يدعمها تحالف جافي للقاحات.

من جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية لتحالف جافي للقاحات الدكتورة سانيا نشتار: "لقاح فيروس الورم الحليمي البشري هو أحد أكثر اللقاحات تأثيرا في محفظة تحالف جافي، ومن دواعي سرورنا أنه يصل الآن إلى عدد أكبر من الفتيات أكثر من أي وقت مضى. مع توفر اللقاحات الآن لأكثر من 50% من الفتيات المؤهلات في البلدان الإفريقية. لدينا الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لكن اليوم يمكننا أن نرى أن لدينا طريقا واضحا للقضاء على هذا المرض المروع".