رأت قناة "تي في 5" الإخبارية الفرنسية إن دونالد ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة اختار جي دي فانس كنائب له، محاولة لجذب شريحة جديدة من الناخبين.
وقالت الشبكة إن ترامب يسعى لتحقيق هدف جذب ناخبين جدد، أو التعويض عن نقاط الضعف المحددة فيما يتعلق بالصورة أو البرنامج الانتخابي.
وعددت القناة أسباب اختيار جي دي فانس -وهو رجل أبيض ثري وسيناتور من ولاية أوهايو، وهي الولاية التي كانت لديه بالفعل كل فرصة للفوز بها- إلى عدة عوامل.
وأشارت القناة إلى أن السبب الأول يتمثل في إعادة التوازن فيما يتعلق بالأعمار، قائلة: "حتى لو بدا أن منافسه الثمانيني جو بايدن يعاني أكثر منه بسبب تقدمه في السن، فإن ترامب يعلم أنه ليس صغيرًا جدًا إذ يبلغ من العمر 78 عامًا، وفي حال انسحاب مُحتمل للرئيس الحالي لمصلحة نائبته كامالا هاريس، فإنه سيكون هو الذي سيصبح تلقائيا المخضرم وبالتالي سيتم التدقيق فيه على هذا النحو".
وأضافت القناة الفرنسية: "من هنا جاء الاهتمام بـ "جي دي فانس"، إذ يبلغ 39 عامًا فقط، وهو اختيار مناسب لإعادة التوازن لمتوسط العمر.. وإذا تم انتخاب ترامب، فإن هذا الجندي السابق والمؤلف الناجح، من بيئة متواضعة والذي عمل في وادي السيليكون، سيصبح ثالث أصغر نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، وسوف يعمم تيار الشباب في البيت الأبيض".
وكشفت القناة عن سبب ثان يبرر اختيار ترامب لجي دي فانس نائبًا، وهو مناصرة أيدلوجية "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، قائلة إنه على الرغم من أنه كان ينتقد ترامب في الماضي، فقد حقق دي فانس تحولًا كاملًا ليثبت نفسه كأحد أكثر المدافعين المتحمسين عن الملياردير وأيديولوجيته والتي تعرف اختصارًا بـ"ماجا".
وقالت الشبكة الفرنسية: "بمجرد إلغاء تغريداته السابقة والتنصل منها، فإن هذا المحافظ الشعبوي اعتنق بحماس أفكار ترامب ليرعى كفاحًا شرسًا ضد الهجرة والحمائية الاقتصادية الصارمة.. بل وأثبت ولاءه لمعلمه من خلال الدفاع عن أطروحته التي لا أساس لها من الصحة حول الانتخابات المسروقة في عام 2020".
كان فانس قد اتهم بايدن بالتسبب بصورة مباشرة في محاولة اغتيال ترامب، فيما اعتبرت الشبكة الفرنسية أن بالنسبة للأخير الذي لا يثق في النخب السياسية في واشنطن، فكان اختيار مرشح مناهض للنظام، قريب جدا من ابنه دونالد جونيور، أمرًا مغريًا.
وتابعت قناة "تي في 5": "ترامب لديه ذكرى سيئة جدًا في تجربته مع نائبه السابق مايك بنس الذي رفض بعد سنوات من الانصياع والولاء الذي لا يتزعزع الانصياع له في 6 يناير عام 2021 عندما طلب منه ترامب رفض اعتماد نتائج الانتخابات وقد اختار ترامب جي دي فانس نائبا له لأنه سيفعل كل ما بوسعه لخدمة ترامب وأجندته".
أما عن السبب الثالث والأخير لاختيار دي فانس، فقالت القناة إنه إغراء ما يعرف بمنطقة "حزام الصدأ"، مشيرة إلى أنه إذا كان منطقيًا أن ترامب سيحقق النصر في ولاية أوهايو، فهو يراهن على دي فانس لمساعدته في تحقيق النصر في الولايات المجاورة، وهي ميتشجان وبنسلفانيا وويسكونسن، وهى ثلاث ولايات مهمة عانت من تراجع التصنيع، وكل واحدة منها قادرة على قلب نتائج الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر، وبالتالي فإن ترامب سيعزز قاعدة انتخابية قوية هناك.
وألمحت القناة إلى أن قطب الأعمال السابق لم يكن يفكر فقط في الانتخابات الرئاسية لتوجيه قراره باختيار فانس.. فأوهايو هي موقع منافسة شديدة التنافس على مقعد في مجلس الشيوخ، ويعتمد الجمهوريون على هذه الولاية لاستعادة السيطرة أخيرًا على مجلس الشيوخ في الكونجرس.
يذكر أن حزام الصدأ هو مصطلح يطلق على المنطقة المتداخلة العليا شمال شرق الولايات المتحدة، البحيرات الكبرى وولايات الغرب الأوسط.