الجمعة 19 يوليو 2024

الفرنسي إديجار ديجا.. عبقري الحركة الذي رفض مصطلح الانطباعية وأصبح من روادها

إديجار ديجا

ثقافة19-7-2024 | 01:44

همت مصطفى

هوالفنان التشكيلي المتميز، والرسام والنحات، والذي يعد أحد من مؤسسي ورواد الانطباعية، رغما أنه في بداية رحلته الفنية رفض هذا المصطلح، وكان يفضل أن يسمى هذا الأسلوب الفني بالواقعية، وهو أكثر من تميز بتقديم  لوحات  في تصوير الحركة والشكل، مما دفع البعض من النقاد والباحثين لوصفه « بعبقري الحركة» ، إنه الفرنسي «إيجار ديجا».

 الميلاد والنشأة 

 نشهد اليوم ذكرى ميلاد الفنان هيلير جيرمين إدجار ديجا، والذي عرف وشتهر باسم « إديجار ديجا» حيث ولد  في 19 يوليو 1834م  شارع سانت جورجفي باريس،لأبوين ميسورى الحال، 

 وظهرت تميز «إديجار ديجا» في رسم راقصات الباليه في الفترة من  1845 إلى 1853م، ودرس  في مدرسة لويس الكبير الثانوية ورغم اهتمامه بالرسم إلا أنه تابع دراسته في معهد الحقوق التي لم يكمل دراسته بها وذلك في 1853م. بعد ذلك قام بتربص في مرسم الفنان التشكيلي فيليكس جوزيف بارياس ارتياده لمتحف اللوفر مع أبيه «أوجيست دوجا» هو ما جعله يحب فن الرسم والنحت ،

عصر النهضة الإيطاليين

قضى «إديجار ديجا» زمنًا طويلاً من الفترة مابين 1854م و1859م، في إيطاليا، ليدرس أعمال كبار فناني عصر النهضة الإيطاليين، وذلك ليصقل مهاراته الفنية وأسلوبه في الرسم.

 وعقب وصول «ديجا» إلى إيطاليا ذهب مباشرة إلى مدينة نابولي حيث أقام عند جده «روني هيلار دوجاس»  ورسم صورة جده العجوز، وأثناء زيارة «ديجا»  لمدينة روما تعرف على الفنان «جوستاف مورو» الذي زار معه العديد من المتاحف في روما.

وفي حياته في إيطاليا تعرف «إديجار ديجا» بالفنان التشكيلي جان أوغست دومينيك آنغرفي 1855م ال وأعلن له عن حبه الكبير للرسم، في 1856م قام دوغاس برحلة إلى إيطاليا بحيث كانت له الفرصة لرؤية لوحات الفنان الإيطالي جوتو دي بوندوني الذي قال فيه مقولته المشهورة «آه ! جوتو !دعني أرى باريس، وأنتِ، باريس، دعيني أرى جوتو !».

أسعد مراحل حياته 

 زار  «إديجار ديجا» في صيف 1858م كل من «(فلورانسا، فيتارب، اورفييتو، اسيز واريزو» اين استمتع بالطبيعة، ليعود إلى باريس في مارس 1859م ليعلن لصديقه  « فالارن»  بأن رحلته إلى إيطاليا هي من أسعد مراحل حياته.

 كرس «إديجار ديجا» ما بين عام 1855م إلى 1865،  وقته لرسم لوحات تاريخية التي في معظمها كانت كبيرة المقاييس، أثناء حرب الفرنسية/ الألمانية في 1870م التي شارك  فيها « ديجا» كجندي مشاة، وحينذاك  ظهر ضعفا في بصره  واكتشف ذلك من خلال تمرين التسديد بالبندقية.

كان  «إديجا» يتمنى ويريد أن يتخصص في رسم المشاهد التاريخية، غ لكنه  تخلى عن متابعة ذلك التخصص لأنه شعر بالحاجة لرسم أشكال حديثة ولعله، نتيجة لتأثُّره برسامين مثل: جوستاف كوربيه، وإدوارد مانيه، أخذ ديجا يرسم مشاهد من الحياة اليومية.

مشاهد حلبات السباق والمسارح

 

وكان «إديجار ديجا» يجد  متعة  خاصة في رسم مشاهد من حلبات السباق والمسارح، بدأ «ديجا» خلال السبعينيات من القرن التاسع عشر، و يستخدم أساليب إنشائية تتسم بالجرأة في التعبير، متأثرًا في ذلك جزئيًا بالرسوم اليابانية، فأخذ يضع أشخاصه في زوايا غير مألوفة، ويرسمهم من زوايا جديدة وفريدة.

وبعد مرحلة الحرب الصعبة وفي عام 1872م  سافر «إديجار ديجا» من جديد مع اخيه الشاب «روني» إلى لندن ومن ثم إلى نيويورك ثم إلى «نيو أورليونز » عند خاله «ميشال ميسون» الذي يدير مكتبا لبيع القطن، حيث مكث لمدة خمسة أشهر في «لويزيان» ولم يرجع إلى باريس حتى فبراير عام 1873م.

شارك «إديجار ديجا» في كثير من المعارض للانطباعيين وعرض أعماله حتى في لندن عام 1883م ، وحتى عام 1892م ترك « ديجا» الرسم بالألوان الزيتية،  وفي 1901م أصبح  شبه أعمى وأصبح لا يستطيع الرسم إلا على مقاييس كبيرة وبخطوط عريظة.

براعة في  الباستيل 

استخدم «ديجا»  ألوان الزيت في كثير من رسوماته، ولكنه برع أيضًا في استعمال ألوان البَاسْتيل «عجينة تُستعمل في صنع الأقلام الملونة» إلى جانب هذا، كان «ديجا» نحاتًا بارعًا، نحت كثيرًا من التماثيل الصغيرة من الطين أو الشمع.

ورحل عن عالمنا رائد الانطباعية المتميز «إديجار ديجا» في 27 سبتمبر 1917م ودفن في مقبرة مونتمارتر  في فرنسا.