الجمعة 19 يوليو 2024

السر وراء عودة«ضيوف الشرف» فى الأعمال الفنية!!

سمير غانم في أحد الأعمال

19-7-2024 | 14:32

هبة عادل
«ضيف الشرف».. هذا المصطلح الذى يتم به وصف أحد الأدوار داخل العمل الفنى، كان ولا يزال وسيظل يمثل إحدى الظواهر الدرامية المرتبطة بالعمل الفنى وصناعه، خاصة إذا انتشر وزادت كثافة وجوده، وهى ظاهرة ليست حديثة، بل تمتد لزمن «الأبيض وأسود»، وليست محلية، ولكنها موجودة فى جميع سينمات العالم، حيث وجود فنان كبير «سوبر ستار» داخل الشريط السينمائى تحديداً «حيث نتحدث اليوم»، سواء فى مشهد أو اثنين على الأكثر، قد يكون حلاً للغز داخل أحداث الفيلم أو للكشف عن الحدث الأبرز فى سياق الأحداث أو غير ذلك من أسباب الظهور التى نبحثها عبر تحقيقنا هذا. وبدايتنا تأتى من النجوم السوبر ستار حيث ظهرت الفنانة الكبيرة يسرا فى فيلم «معالى الوزير»، والفنان الكبير الراحل سعيد صالح مع عادل إمام فى فيلم «زهايمر»، وأحمد السقا فى فيلم «سبع البرمبة» مع رامز جلال، ولعل أبرزها فى عصرنا الحديث فيلم «الممر» الذى جمع أحمد رزق، أحمد فلوكس، محمد فراج، أحمد صلاح حسنى، محمد الشرنوبى، وفيلم «السرب» الذى جمع أحمد حاتم، كريم فهمى، آسر ياسين، محمود عبدالمغنى، محمد فراج، إسلام جمال، أحمد فهمى وأحمد صلاح حسنى. هذا العام وتحديداً فى موسم أفلام عيد الأضحى، وجدنا مشاركة واسعة لمجموعة من كبار النجوم ظهروا كضيوف شرف فى أفلام حققت إيرادات عالية، فنجد مشاركة النجم الكبير كريم عبدالعزيز فى فيلم «ولاد رزق 3» بطولة أحمد عز ومعه أيضاً ضيوف الشرف فيدرا، رزان مغربى، أحمد فهمى وإياد نصار، وكان قد سبق وشارك من ضيوف الشرف في «ولاد رزق 2» النجوم يسرا، أصالة نصرى، ماجد المصرى، باسم سمرة، وسوسن بدر، ونجد أيضاً هذا الموسم فيلم «عصابة الماكس» ومشاركة النجم الكبير أحمد السقا فى الفيلم وهو من بطولة أحمد فهمى. أما عن ظهور النجم الكبير أحمد السقا كضيف شرف فى فيلم «عصابة الماكس» من بطولة أحمد فهمى، فقد شارك بشخصيته الحقيقية فى مشهد واحد ضمن أحداث الفيلم، حيث يلتقى مع العصابة فى الصحراء ذاهباً إليهم على حصانه الخاص من أجل حمايتهم بعد أن وقفوا فى الصحراء بسبب وجود ألغام، ولكنه يواجه نهاية مأساوية، حيث ينفجر اللغم فيه ويتوفى فى الحال. يذكر أن مشاركة السقا لأحمد فهمى فى هذا الفيلم لم تكن الأولى، فقد شاركه عام 2010 من خلال فيلم «سمير وشهير وبهير»، ومن جانبه عبر أحمد فهمى عن شكره الكبير للنجم أحمد السقا على مشاركته كضيف شرف فى «عصابة الماكس»، قائلاً: «لولاه ما كنتش هبقى موجود فى الفن أو حققت النجاح، لأن هو السبب فى ذلك منذ بداية مسيرتى الفنية، وأشكره جداً على الظهور كضيف شرف عصابة الماكس». من جانبه صرح النجم الكبير أحمد السقا إعلامياً: «لى الشرف أننى وقفت أمام الفنان الكبير الراحل أحمد زكى فى مشهد واحد معه فى فيلم (أيام السادات) وعملى كضيف شرف إضافة، ولا أقلل منه إطلاقاً، ومؤخراً قدمت مشهداً مع أحمد فهمى فى فيلمه الجديد (عصابه الماكس) وأحضرت له حصانين من عندى، وكان التصوير فى الصحراء فى أجواء رائعه لا تقاس بالفترة الزمنية، وأرى من جانبى أنه لماذا لا أجامل زملائى ويجاملوننى؟!». أما النجم الكبير كريم عبدالعزيز.. فهو أحد الفنانين الذين لم يعتادوا الظهور كضيف شرف خلال الأعمال الفنية سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية، إلا أنه فاجأ الجمهور بالظهور كضيف شرف خلال أحداث فيلم «ولاد رزق 3»، حيث يظهر كريم فى مشهد النهاية بشخصية «سلطان الغول»، ورغم مشوار كريم عبدالعزيز الطويل فى السينما والذى يمتد لـ26 سنة، إلا أن «ولاد رزق 3» هو الفيلم الثانى فقط الذى يظهر فيه كريم كضيف شرف، حيث ظهر كضيف شرف للمرة الأولى قبل 19 عاماً من خلال أحداث فيلم «جاى فى السريع» مع صديقه ماجد الكدوانى الذى خاض بهذا االفيلم أولى بطولاته المطلقة فى السينما وقتها ومنذ ذلك الحين لم يشارك كريم فى أى فيلم كضيف شرف حتى جاء «ولاد رزق 3» ليظهر فى المشهد الأخير ممهداً لمشاركته فى أحداث الجزء الرابع، خاصة بعدما أعلن القائمون على الفيلم نيتهم تقديم أجزاء جديدة خلال الفترة المقبلة، وقد تعود فكرة مشاركة كريم عبدالعزيز فى فيلم «ولاد رزق 3» وكسره لقاعدة الظهور كضيف شرف، خصوصاً فى السينما إلى علاقة الصداقة القوية التى تجمعه بأحمد عز، التى تطورت بشكل واضح وكبير من خلال فيلمهما «كيرة والجن»، أحد أنجح الأعمال من ناحية الإيرادات، والذى شارك فى بطولته أيضاً كل من هند صبرى وسيد رجب. ويقول كريم عبدالعزيز عبر تصريحات إعلامية: «أحمد عز أخويا وصاحبى واشتغلنا مع بعض سينما وإعلانات، وهو نجم كبير جداً عملنا على مدار أربع سنوات في (كيرة والجن)، ولم يكن بيننا غير كل وفاق وتوافق، وعندما اتصل بى المخرج طارق العريان وأحمد عز لأكون ضيف شرف فى (ولاد رزق 3)، لم أتردد فى المشاركة ثانية واحدة». وترى الفنانة الكبيرة إلهام شاهين أنه لا مانع وليس هناك مشكلة فى مشاركة نجوم كبار فى عمل فنى كضيوف شرف، حتى لو كان مجاملة لبطل العمل أو منتجه، هذا ليس عيباً، هناك نجوم اسمهم يضيف، وهناك نجوم عملوا معى فى أعمال فنية من إنتاجى فى أدوار من الممكن أن تكون أصغر من قيمتهم، وكل منهم يستطيع أن يحمل بطولة مطلقة بمفرده فى عمل كبير، وكانوا بيجاملوننى ويدعمون العمل بظهورهم كضيوف شرف وهذا الظهور لا يقلل من قيمة الفنان على الإطلاق. من جانبها أكدت إلهام شاهين أنها لا تمانع فى أن تظهر كضيفة شرف، إذا ما أعجبها العمل الفنى نفسه والرسالة التى يقدمها، وتوافق على الظهور ولو بمشهد واحد، بشرط أن يكون هذا المشهد مؤثراً ويحدث فارقاً فى الأحداث. وتقول الناقدة الفنية الكبيرة ماجدة موريس: إن مشاركه نجوم كبار فى عمل فنى كضيوف شرف تكون نوعاً من أنواع المجامله لبطل العمل أو المنتج أو المخرج، وإذا لم تشكل بالنسبة لهم هذه المجاملة قيمة كبرى لما قبلوا بها، فيما تؤكد موريس أن حتى اختيار ضيوف الشرف يجب أن يكون وفقاً لأسس ومعايير محددة، فمن الضرورى أن تكون الشخصية التى يجسدها ضيف الشرف ملائمة له وتضيف له أيضاً وتجعل من ظهوره شيئاً مؤثراً فى الأحداث والسياق الدرامى، فالمسألة ليست فقط أن يكون ضيف الشرف مجرد فنان مبتعد عن الساحة لسنوات طويلة ويجد فى هذه المشاركة فرصة للعودة، ولكن يجب أن تمثل هذه العودة ولو بمشهد واحد فارقاً ملموساً يضيف له، فربما يقبل البعض أن تكون نوعاً من المجاملة إذا كانت بينه وبين صناع العمل علاقة طيبة وصداقة، فيقدم مشهداً واحداً، لكنه محورياً فى الأحداث ويحتاج إلى ممثل قوى واسم كبير وإمكانيات عالية فى التمثيل إذا أداها ممثل آخر قد يفسد المشهد وأهميته داخل العمل ككل، ومن هنا تأتى أهمية إسناد الدور إلى نجم كبير يضع خبرته وموهبته فيه، ويظهر بشكل يرضى المخرج وفريق العمل، حتى لا يكون الأمر مجرد ظهور أو استغلال لنجومية الاسم الكبير دون تأثير حقيقى داخل الأحداث، وهذا ما يستطيع المخرج الواعى إيجاده وتقديمه دون إقحام وذلك بالاتفاق مع مؤلف العمل من البداية. ويرى الناقد الفنى الكبير طارق الشناوى، أن هذا الأمر يعد نوعاً من المجاملات لكن تكراره كثيراً يفقده قيمته، ويؤدى ذلك لأن تنتفى قيمة ظهور النجوم الكبار كضيوف شرف، إذا كان الظهور بدون معنى ومجرد مجاملة للمنتج أو لزميله الفنان، فهى فكرة فى المطلق غير مرفوضة لكن لابد أن تكون مصنوعة من البداية داخل السيناريو ومتجانسة مع فكرة العمل والسياق الدرامى بشكل كبير وإلا فلن تشكل إضافة لا للنجم الضيف ولا للبطل الأساسى ولا للعمل فى مجمله إذا لم يغير هذا الظهور من خط سير الأحداث، أو يكون هذا الظهور وفقاً للمنطق والضرورة الدرامية. أما الناقد الفنى عماد يسرى فيقول فى بدايه حديثه: ضيف الشرف من الممكن أن يكون هو المحرك الأهم للحدث الدرامى فى العمل الفنى، ويمكن أن يظهر فى مشهد واحد ويكون هو (الماستر سين) للفنان فى حد ذاته القائم بالمشهد أو للعمل ككل، ويمكن أن يكون هذا الظهور ذا بصمة كبيرة تترك أثراً عند الجمهور وتبقى فى تاريخ الفنان المهنى واحدة من العلامات المهمة فى حياته ويذكرها الجمهور له أكثر من أفلام كاملة يقوم ببطولتها من الألف للياء، فكم من نجوم قدموا دور ضيف الشرف نذكر لهم مشاهد أكثر من أدوار بطولة قدموها، ولعلنا نذكر هنا دور العظيمة الراحلة أمينة رزق فى فيلم (أريد حلاً)، ومن خلال دورها بالاضافة للقصة المتكاملة للفيلم استطاع العمل من خلال المشهد الذى قدمته أن تغير قانون الأحوال الشخصية حين ذاك، كذلك نذكر (الماستر سين) الذى قدمه الراحل العظيم رشدى أباظة فى فيلم (كلمة شرف) وكان هو المحرك للأحداث حين سمح للسجين فريد شوقى بأن يخرج من السجن فى ظرف إنسانى خاص جداً، ولا يمكن أن ننسى هذا المشهد لرشدى أباظة أبداً حتى فى الدراما التليفزيونية، لا أحد يستطيع أن ينسى الدور الذى قدمه ماجد الكدوانى فى الحلقة الأخيرة من مسلسل (تحت السيطرة)، مقدماً منولوجاً طويلاً رهيباً يعبر عن هدف العمل ككل وخطورة الإدمان، وكيف يمكن أن يدمر حياة إنسان وجاء هذا المشهد ليكلل العمل، ويؤكد على الرسالة التى يقدمها ولم ولن ننسى هذا المشهد أبداً. ولعلنا نتذكر أيضاً المشهد الذى قدمه خالد صالح فى فيلم «محامى خلع» فى دور القاضى على منصة القضاء، وكان مشهداً مؤثراً فى الأحداث، بل يعد البداية والانطلاقة الكبرى لمولد نجم كبير بحجم الراحل خالد صالح. ويوضح: فى عصرنا الحالى المشهد الذى قدمه كريم عبدالعزيز فى فيلم (ولاد رزق 3) حين ظهر فى آخر لقطة من الفيلم صفق الشباب فى دار العرض بشدة، وخرجوا من صالة العرض وهم مازلوا يصفقون لكريم بسبب الشخصية التى ظهر من خلالها (سلطان الغول). ويضيف يسرى: النجاح الذى يحققه دور ضيف الشرف يعود لكيفية الصياغة التى يرسم بها المؤلف هذا الدور من خلال السيناريو الذى يستطيع من خلاله النجم أن يترك البصمة التى لا تنسى، فأيضاً عندما ظهر الشايب أو آسر ياسين فى مشهد النهاية للجزء الثانى من (ولاد رزق) على باب السجن فى لقائه مع سيد رجب، أعطى انطباعاً مهماً لوجود جزء ثالث من العمل، وأنه سيكون بطلاً أساسياً فيه، فترقبه الجمهور على هذا النحو، ولم يخذل ياسين جمهوره أيضاً من خلال ظهوره فى الجزء الثالث من الفيلم فى شخصية (الشايب) التى كانت محركاً أساسياً فى الأحداث، إذن ضيف الشرف إما أن يكون مؤثراً وظهوره ذا تأثير درامى فى العمل الفنى ويترك بصمة لدى الجمهور وتأثيراً فى تاريخ الفنان ككل، وإذا اجتمعت هذه الأشياء بفضل جودة الشخصية التى يرسمها ويصوغها المؤلف بنجاح، فهنا تصنع الفارق ويصنع النجاح لشخصية ضيف الشرف، فهى فى الأول وفى الآخر مسئولية السيناريست، لكن إذا كان مجرد ظهور من باب المجاملة أو يستعين المخرج بأحد كبار الأسماء ليصقل فيلمه والإعلان عنه، كدعاية دون شخصية متكاملة ودون جدوى ومن ثم دون تأثير فإن هذا يضر كثيراً بالعمل وبالسوبر ستار نفسه إذا لم يتم توظيفه بشكل سليم وبرسم واضح لتفاصيل شخصيته داخل الفيلم». ويقول المخرج أحمد خالد موسى: إن كثرة الاستعانة بضيوف الشرف تعد أمراً إيجابياً، وفى قناعاتى أنه أمر يفيد العمل الفنى ويصقله للغاية سواء من حيث المضمون أو من حيث إفادة المنتج للتسويق بشكل أفضل للعمل، فهى فكرة تصب فى صالح الصناعة الفنية ولا يوجد ما يمنع من الاستعانة بنجم كبير لعمل مشهد (ماستر سين) ضمن الأحداث، ولا شك أن الأمر يفرق كثيراً على صعيد الترويج للعمل بشكل جيد؛ لأن قوة النجوم تتناسب طردياً مع قوة الشراء والتوزيع، لذلك أرفض وصف الأمر بأنه موضة أو مجرد مجاملة وفى الأول والآخر لو تمت الاستعانة بنجوم ضيوف الشرف فى عمل جودته ليست ممتازة، فالعمل لن ينجح أبداً، فالأمر إذن يعتمد على مدى جودة الفيلم فى حد ذاته، ثم يضاف إليها عنصر ثقل ضيف الشرف الموجود بالفيلم. من جانبه يرى المنتج السينمائى وليد منصور أن الاستعانة بضيوف الشرف فى الأعمال السينمائية ليست موضة، بل تكون أحياناً من الضرورة الدرامية التى تحتم الاستعانة بنجم كبير لأداء مشهد أو مشهدين نطلق عليهم (ماستر سين)، و(المستر سين) عادة ما يتطلب فى إخراجه أن يكون فى أفضل صورة ممكنة، على الأقل لا يكون ذلك من باب الحشو لمشاهد دون إضافة مهمة فى العمل، لكن فى الغالب يكون ظهورهم أمراً ضرورياً، بل إضافة كبيرة للفيلم.