شهد الأسبوع الحالي نشاطا مكثفا للرئيس عبد الفتاح السيسي، شمل عقد عدة اجتماعات لمتابعة الشأن الداخلي بخلاف استكمال المباحثات مع قادة العالم، بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية، ومن بينها مباحثاته الهاتفية مع العاهل الأردني، والرئيس الأمريكي، واستقبال وزير الخارجية التركي.
متابعة الملفات الاقتصادية والخدمية
والأحد الماضي، عقد الرئيس السيسي، اجتماعًا مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، لمتابعة الملفات الاقتصادية والخدمية ذات الأولوية، وعلى رأسها الجهود المكثفة لإعطاء دفعة كبيرة للصناعة الوطنية، وزيادة القيمة المضافة في الصناعات المصرية، حيث أكد الرئيس في هذا الصدد توجه الدولة بدعم وتشجيع القطاع الخاص، المصري والأجنبي، لزيادة الاستثمارات الصناعية، وتحقيق طفرة في حجم وجودة الإنتاج الصناعي المصري.
كما تابع الرئيس السيسي كذلك مستجدات تطوير عدد من الملفات الخدمية ذات التأثير المباشر على حياة المواطنين، وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والسياحة، بالإضافة إلى جهود الحد من التضخم وضمان توافر السلع في الأسواق.
استقبال وزير الخارجية التركي
والإثنين الماضي، استقبل الرئيس السيسي "هاكان فيدان" وزير خارجية تركيا، حيث ركز اللقاء على مستجدات الوضع الإقليمي، ونُذُر التصعيد الخطير في المنطقة، وأكد الرئيس أن الشرق الأوسط يمر بمنعطف شديد الدقة والخطورة، بما يستوجب أعلى درجات ضبط النفس وإعلاء صوت التعقل والحكمة، مشددًا على أن سبيل نزع فتيل التوتر المتصاعد، يكمن في تضافر جهود القوى الفاعلة والمجتمع الدولي، لإنفاذ وقف إطلاق النار، فورًا بقطاع غزة، وإتاحة الفرصة للحلول السياسية والدبلوماسية، مشيرًا إلى تحذير مصر مرارًا من خطورة توسّع نطاق الحرب، على نحو يهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وكذا مقدرات شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها.
وتوافقت الآراء خلال اللقاء بشأن خطورة المشهد الإقليمي، وتمت إدانة سياسات التصعيد الإسرائيلية، كما تم استعراض آخر مستجدات الجهود المصرية المتواصلة والمكثفة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار وتبادل المحتجزين، وشدد الرئيس على أن التطورات الإقليمية لا يجب أن تطغى على جهود إنفاذ المساعدات الإغاثية لأبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، الذين يعانون من أوضاع معيشية وصحية غير إنسانية، وفقدان لأبسط مقومات وأساسيات الحياة، كما تم تأكيد ضرورة الدفع بحل جذري وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط عام ١٩٦٧، بما يحقق العدل والأمن والاستقرار بالمنطقة، على نحو مستدام.
استقبال وزير الخارجية
واستقبل الرئيس السيسي، الإثنين الماضي أيضا، الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، حيث عرض وزير الخارجية التقرير التنفيذي الثاني للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وثمن الرئيس الجهود التي تبذلها اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان، وكافة الجهات الوطنية، موجهًا بمواصلتها على نحو مكثف خلال الفترة المقبلة، لاستكمال تنفيذ مستهدفات الاستراتيجية الوطنية، وتعزيز أوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، وضمان تمتع المواطنين بحقوقهم الدستورية، وترسيخ أسس المواطنة وسيادة القانون وعدم التمييز.
كما وجه الرئيس بتكثيف الجهود للتغلب على التحديات ذات الصلة، ومواصلة تحديث البنية المؤسسية والتشريعية، بما يضمن التحسن الحقيقي والمستدام، مع استمرار دمج مستهدفات الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في إستراتيجيات وخطط والسياسات العامة للدولة، ومواصلة تنفيذ برامج تستهدف رفع مستوى الوعي بالحقوق والواجبات.
مباحثات هاتفية مع العاهل الأردني
والثلاثاء الماضي، أجرى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا بالملك عبد الله الثاني عاهل الأردن، تناولا خلاله الأوضاع الإقليمية وخاصةً في قطاع غزة، حيث تم استعراض الاتصالات المكثفة التي تجريها الدولتان، لاحتواء الموقف المتوتر بالشرق الأوسط، وأكد الزعيمان أولوية التهدئة في المرحلة الحالية، وخاصة من خلال التوصل إلى وقف فوري، ومستدام، لإطلاق النار بالقطاع، لنزع فتيل التصعيد، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها أهالي غزة، مشددين على أن الضامن الرئيسي لاستعادة الاستقرار في المنطقة يتمثل في إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل، على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
مباحثات مع الرئيس الأمريكي
وتلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا مساء الثلاثاء الماضي من الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، تناولا خلاله التطورات الإقليمية، والتوتر الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، حيث استعرض الرئيسان مستجدات الجهود المشتركة المصرية-الأمريكية-القطرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأكدا عزمهما على الاستمرار في تلك الجهود لخفض التصعيد واستعادة السلم والأمن الإقليميين.
وتطرق الاتصال إلى الشواغل الراهنة بشأن توسع دائرة الصراع في الإقليم، حيث أكد الرئيس الرؤية المصرية حول خطورة التداعيات المترتبة على استمرار الحرب بقطاع غزة وتأثيرها السلبي على استقرار المنطقة، أخذًا في الاعتبار أن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، يعتبر النواة الرئيسية لإعادة الهدوء والاستقرار بالإقليم، واتفق الرئيسان في ختام الاتصال على الاستمرار في العمل المشترك المكثف لوقف إطلاق النار، وفي الجهود لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره الضامن الرئيسي للاستقرار والأمن لجميع شعوب المنطقة.
الاستراتيجية الوطنية للصناعة
وعقد الرئيس السيسي، اجتماعا الأربعاء الماضي لمتابعة جهود تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصناعة، حيث أكد الرئيس في هذا الصدد أن ملف الصناعة يحتل أولوية متقدمة لدى الدولة، وأن التغيرات الدولية والإقليمية، بقدر ما تمثل تحديات كبيرة؛ توفر كذلك فرصًا لبناء قاعدة صناعية راسخة في مصر، موجهًا في هذا السياق باستكمال الجهد المكثف الذي تقوم به الحكومة، والمجموعة الوزارية للتنمية الصناعية، لتعزيز عملية توطين الصناعات الواعدة في مصر، ونقل التكنولوجيا، بمشاركة القطاع الخاص وتعزيز دوره، وبما يحسن القدرة التنافسية للصناعة المصرية بالسوقين المحلي والخارجي، لافتًا إلى أهمية الاهتمام البالغ بالتدريب ورفع مهارات العمالة المصرية، فضلًا عن تحديث خريطة الاستثمار الصناعية المصرية، لجذب مزيد من الاستثمارات الصناعية إلى القطاعات المختلفة.
كما وجه الرئيس بدراسة المشكلات والتحديات التي تواجه المصانع المتعثرة، وإيجاد حلول غير تقليدية لتقديم العون والمساعدة لتشغيل تلك المصانع، حفاظًا على ما تم ضخه بها من استثمارات وحماية لحقوق العمال.
واستقبل الرئيس السيسي، أمس الخميس، وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح، حيث تسلم رسالة خطية من أخيه الرئيس "أسياس أفورقي"، تضمنت الإعراب عن تقديره للرئيس وللعلاقات بين البلدين الشقيقين، والإعراب عن التطلع لتعزيز التشاور والتنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشتركة، وتناول اللقاء الأوضاع الإقليمية، لا سيما فيما يتعلق بالقضايا والتهديدات في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، حيث تم تأكيد حرص الدولتين على مواصلة التنسيق المشترك والتشاور على مختلف المستويات، وذلك على النحو الذي يدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأجرى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا مساء الخميس بـ"كير ستارمر" رئيس وزراء المملكة المتحدة، تقدم خلاله سيادته بالتهنئة لرئيس الوزراء البريطاني بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة، معربًا عن تطلع مصر للعمل المشترك بين الدولتين لتعزيز علاقات التعاون التي تربط بينهما، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، إلى جانب العمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
كما تطرق الاتصال إلى الأوضاع الدولية والإقليمية، حيث أوضح الرئيس رؤية مصر لكيفية استعادة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط الذي يمر بمرحلة خطيرة من التصعيد المستمر، وقد عرض الرئيس في هذا الصدد مستجدات الجهود المصرية لإنهاء الحرب بقطاع غزة وتبادل المحتجزين، مشددًا على أولوية إنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة والتخفيف من معاناتهم، والدفع بمسار سياسي على أساس حل الدولتين.
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا مساء الخميس من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شهد التباحث وتبادل الرؤى حول مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث استعرض السيد الرئيس الاتصالات المصرية المكثفة مع كافة الأطراف لوقف التصعيد الجاري في المنطقة، وتجنب الانزلاق لدائرة جديدة من الصراع غير المحسوب، الذي يهدد باندلاع مواجهة إقليمية شاملة على نحو ما حذرت منه مصر طوال الأشهر الماضية، مشددًا في هذا الصدد على أهمية تضافر الجهود الدولية للدفع قدمًا باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كون استمرار الحرب في القطاع هي أساس التصعيد الحالي في الإقليم، ومؤكدًا المسئولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي لخفض التصعيد، ومعالجة جذور هذا النزاع بإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وتنفيذ حل الدولتين.
بيان ثلاثي
وأصدر الرئيس السيسي مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بيانا ثلاثيا مشتركا، نص على أنه "لقد حان الوقت كي يتم بصورة فورية وضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لشعب غزة وكذا المعاناة المستمرة منذ أمد بعيد للرهائن وعائلاتهم، وحان الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن والمعتقلين".
وأكد الزعماء الثلاثاء: "وقد سعينا ثلاثتنا مع فرقنا جاهدين على مدار عدة أشهر للتوصل إلى إطار اتفاق مطروح حاليًا على الطاولة حيث لا يتبقى فقط سوى وضع التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ. ويستند هذا الاتفاق إلى المبادئ التي طرحها الرئيس بايدن في ٣١ مايو ٢٠٢٤ وتمت المصادقة عليها في قرار مجلس الأمن رقم ٢٧٣٥، ينبغي عدم إضاعة مزيد من الوقت كما يجب ألا تكون هناك ذرائع من قبل أي طرف لتأجيل آخر٠ حان الوقت الآن للإفراج عن الرهائن وبدء وقف إطلاق النار وتنفيذ هذا الاتفاق."
وتابع البيان: "ونحن كوسطاء مستعدون إذا اقتضت الضرورة لطرح مقترح نهائي للتغلب على الثغرات وحل الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ وعلى النحو الذي يلبى توقعات كافة الأطراف. وقد دعونا الجانبين إلى استئناف المناقشات العاجلة يوم الأربعاء الموافق ١٤ أغسطس أو الخميس الموافق ١٥ أغسطس في ( الدوحة أو القاهرة) لسد كافة الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق دون أي تأجيلات جديدة."
اتصال هاتفي من الرئيس القبرصي
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا مساء اليوم الجمعة، من الرئيس القبرصي "نيكوس خريستودوليدس"، جرى خلاله تأكيد مواصلة تطوير العلاقات في مختلف المجالات، سواءً على المستوى الثنائي، أو من خلال آلية التعاون الثلاثي مع اليونان، خاصةً فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية ومجال الطاقة، فضلًا عن التشاور السياسي المستمر بشأن مختلف القضايا.
كما تناول الاتصال الأوضاع الإقليمية، حيث استمع الرئيس القبرصي إلى رؤية الرئيس بشأن ما تشهده المنطقة من تصعيد، وقد استعرض الرئيس في هذا الصدد أولويات الموقف المصري والجهود المبذولة لوقف التصعيد في قطاع غزة، مؤكدًا خطورة استمرار الحرب، ومحذرًا من استمرار تدهور الوضع الإنسانى داخل غزة، كما أكد السيد الرئيس ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، من خلال خفض التصعيد سواءً بالأراضي الفلسطينية أو إقليميًا، بالنظر لخطورة الدخول في دائرة مفرغة من الرد والرد المضاد، وبما لا يخدم مصالح كافة شعوب المنطقة.