تنشر «بوابة دار الهلال» قصة قصيرة بعنوان «عصفور الكهف» للكاتب ياسر سليمان.
نص القصة:
كان قد غفا، مَر عام أو اثنان، ربما أكثر، ربما أكثر بكثير، لا أحد يبالي بعصفورٍ غفا، بتراخٍ فتح عينيه، بتراخٍ تثاءب ومطّ جناحيه الكناريين، ومِن فتحة الكهف المطل على البلدة مدّ عنقه الأخضر، للعصافير نظرةٌ واحدة لا تتغير، ثبّت نظرته على البلدة أسفل الجبل، النظرة ذاتها التي يحِب بها ويَكره، ويتوعد بها ويستجدي، غير أنه كان دهِشًا، كم مَر مِن الوقت على غفوته؟
لا يهم، كل ما يحتاجه الآن شجرة، يحط عليها، وتمنحه بعض الزقزقات، لكن لا شيء أخضر في البلدة، سأل الناسَ والحجارة، النهر والشمس والقمر، الأفاعي والدواب.
لكن لا أحد يعرف الشجر
قالوا ثمّة شيخ عجوز في أقصى البلدة، ربما يعرف ما تسأل عنه
قالوا ثمّة معلّم للتاريخ ربما يعرف
وقالوا ثمّة امرأة خضراء تقول إنّ جدّتها شجرة
العصفور المسكين صعد إلى كهفه
فلأغفو قليلاً، وأعاود البحث لاحقًا.