الجمعة 13 سبتمبر 2024

مبدعات حول العالم| إيرين كوري.. أسهمت أبحاثها في إنقاذ البشر

إيرين كوري

ثقافة16-8-2024 | 14:43

فاطمة الزهراء حمدي

عُرفت المرأة بشجاعتها وقوتها وتحديها للصعاب، فحظيت بمكانة رفيعة، ولا يخلو مجتمع من نساء ناضلن وكافحن، وأخريات عالمات وكاتبات ومناضلات، بنبوغهن وذكائهن استطعن أن يحفرن أسمائهن في التاريخ، ويحققن المساواة مع الرجال، في العمل والتعليم والكفاح، فبفضل بطولتهن وإنجازتهن أصبحن خير مثال يُحتذى به، لكفاح المرأة في الحياة والنضال.

سارت على خطى والديها، وساهمت في إنقاذ حياة الكثير من البشر، وذلك من خلال تصنيعها لعناصر مشعة داخل المعمل، وبفضل ذلك الاكتشاف التي حصلت من خلاله على جائزة نوبل بالتشارك مع زوجها، أصبح ذلك الاختراع يستخدم في العديد من الإجراءات الطبية كل عام، ورُغم عملها وسعيها لإنقاذ الملايين أصيبت بسرطان الدم بسبب تعرضها المتزايد للإشعاع، إنها "إيرين كوري".

وُلدت إيرين كوري فى 12 سبتمبر 1897 فى باريس، كان والديها العالمان الحاصلان على جائزة نوبل بالفيزياء بالتشارك وهم ماري كوري وبيار كوري، لم تكتفي والدتها بجائزة نوبل في فيزياء فقط بل حصلت عليها  في الكيمياء عام 1911، وبذلك تعتبر هي العالمة الوحيدة التي نالت الجائزتين في التاريخ، فأثر نبوغ والديها عليها، لتسير على خطاهم، وتحصل على تلك الجائزة كوالدتها بالكيمياء.

التحقت "كوري" بالمدرسة تم بدأت تتعلم تحت أيدي مجموعة من الأكاديمين البارزين، فكانت مع تسعة أطفال آخرين تتعلم العديد من العلوم المختلفة، كما درست الرياضيات والفيزياء.

اهتمت والدتها بتعليمها فكانت ترسل لها المسائل، وتقوم كوري بحلها، لم تكتفي بذلك بل كانت تعلم نفسها من الكتب، رُغم مرض والدتها في ذلك الوقت لم تتوقف ماري عن تثقيف نفسها ورعاية والدتها.

شاهدت "إيرين كوري" والدتها وهي تتسلم جائزة نوبل، وهو ما دفعها لتكون مثلها،‏ كما قابلت صديق والدتها آينشتين لأول مرة، أثناء قضائه لعطلته في جبال الألب السويسرية، وأظهرت كوري له شغفها وحبها بالفيزياء هو ما دفعه لاعجابه بحبها للفيزياء وفهمها الكامل لها.

عادت "كوري" إلى باريس، لتتلقى دراستها بكلية سيفيي، وفي خلال عام من عودتها بدأت الحرب العالمية الأولى، حصلت على دورة في التمريض، بالإضافة إلي دراستها لأجل شهادتها المدرسية والدورات التي بدأتها في جامعة السوربون، حتى اتمت دراستها بعد انتهاء الحرب وحصلت على شهادتها في الرياضيات والفيزياء وكانت تبلغ 21 عامًا.

بدأت "كوري" في إتخاذ بداية خطواتها نحو العلم، حصلت على درجة الدكتوراة في العلوم عن دراستها للإشعاع المنبعث من البولونيوم، وهو أحد العناصر التي اكتشفها والديها.

انضمت مع والدتها في معهد الراديوم، فكانت مساعدتها، التقت خلال عملها بفردريك جوليو كوري، وتزوجا بعد ذلك، فعملا معًا على النشاط الإشعاعي الطبيعي والاصطناعي، كما استطاعا اكتشاف النيترون التى أدت لاكتشاف البيزترون، وذلك من خلال تفسيرهم بشكل صحيح لإحدى التجربتين.

‏استمر الزوجان بإجراء ابحاثهما، فقاما ببحث جديد مستخدمين جسيمات ألفا تتحرك بسرعة "وهي عبارة عن نواة هيليوم موجبة تم طردها من عنصر البولونيوم المشع".

لاحظ "فريدريك" شيئًا أثار حيرته، بعد قصف رقائق الألومنيوم بجزيئات ألفا‏، في 15 يناير عام 1935، كانت رقائق الألمنيوم التي تم قصفها تبعث بوزيترونات، وواصلت ذلك حتى بعد أن حددت على الفور ما كان يحدث، قصف جسيمات ألفا حوّل ذرات الألمنيوم المستقرة إلى ذرات مشعة، وبذلك هى أول ذرات مشعة يتم إنشاؤها صناعياً.

حولت "كوري" ذرات الألمنيوم إلى الفسفور المُشع 30، وهو أحد نظائر الفسفور "ذو عمر يبلغ 150 ثانية، والذي لم يتم ملاحظته في الطبيعة، بعد ذلك الاكتشاف العظيم حصلت إيرين كوري كوالديها على جائزة نوبل للكيمياء عام 1935 بالتشارك مع زوجها فريدريك.

بسبب تعرضها المتزايد للإشعاع كوالدتها، أصيبت بسرطان الدم وتلقت علاجها في مستشفى كوري بباريس، حتى رحلت في عمر ناهز 58 عامًا في 17 مارس 1956، بعد سلسلة عديدة من الانجازات والاكتشافات.