اكتشف بوصلة معدنية يبلغ عمرها حوالي 500 عام في بولندا، وهي قطعة أثرية قد تكون ذات صلة بالعالم الفلكي الشهير نيكولاس كوبرنيكوس.

يذكر أن كوبرنيكوس هو الذي أحدث ثورة في فهمنا للكون من خلال نموذجه المركزي للشمس الذي اقترح فيه أن ذلك النجم، وليس الأرض، هي مركز النظام الشمسي.

عثر على تلك البوصلة، التي تُعرف أيضًا باسم "الفاصل"، في شبكة من الأنفاق تحت حدائق كنيسة مدينة فرومبورك التي تقع في شمال بولندا، وهي المدينة التي عاش فيها كوبرنيكوس فترة طويلة من حياته وكان قسيساً في كاتدرائيتها.

 

وتعد مهمة هذه البوصلة في القرن السادس عشر هي إجراء قياسات دقيقة في مجالات مثل رسم الخرائط والهندسة وعلم الفلك، تشير التقارير إلى أن هذه هي العينة الثالثة فقط من هذا النوع التي يتم اكتشافها في بولندا، مما يبرز ندرتها وأهميتها التاريخية.

 

أوضح نوربرت أوجينسكي، رئيس مجموعة Warmian Exploration Group، أن المجموعة كانت مدفوعة بالرغبة في استكشاف الأنفاق القديمة في المدينة، والتي كان قد سمع عنها من قصص الطفولة.

 

وبفضل تصاريح الاستكشاف والرادار المخترق للأرض  GPR، تمكن الفريق من تحديد موقع الأنفاق والبدء في أعمال الحفر، وكانت النتيجة اكتشاف هذه البوصلة القديمة، وهو اكتشاف أثار دهشة علماء الآثار من شركة "ديتكت" للخدمات الأثرية، الذين أكدوا أصالة القطعة وأرجعوها إلى الفترة بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر.

 

وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في أنه قد يكون من الأدلة القليلة المتبقية التي تربط بين كوبرنيكوس وأدواته العلمية، تعتبر البوصلة دليلاً مادياً مباشراً على تطبيق كوبرنيكوس العملي للعلم، مما يعطينا لمحة فريدة عن أساليب عمله وكيفية استخدامه للأدوات العلمية في تحقيق أفكاره الثورية التي أسست لعلم الفلك الحديث.

 

وبعد اكتشاف البوصلة، تم تسليمها إلى متحف نيكولاس كوبرنيكوس، حيث انضمت إلى مجموعة من الأدوات الأخرى التي كان من المحتمل أن يستخدمها هذا العالم العظيم، والمتحف نفسه عبر عن فرحته بالاكتشاف، مشيرًا إلى أن مثل هذه اللحظات نادرة وتستحق الاحتفاء.

 

وجدير بالذكر، إن اكتشاف هذه البوصلة ليس مجرد اكتشاف أثري بسيط، بل هو نافذة إلى الماضي تتيح لنا فهم كيف كان العلماء مثل كوبرنيكوس يعملون، ويؤكد على التأثير العميق الذي أحدثوه في مجالات العلم المختلفة.