الخميس 29 اغسطس 2024

من حلاق إلى روائي .. في ذكرى وفاته السادسة تعرف على حياة الأديب السوري "حنا مينه"

حنا مينه

ثقافة21-8-2024 | 10:37

بيمن خليل

يصادف اليوم الذكرى السادسة لوفاة الروائي السوري الكبير حنا مينه، الذي رحل في 21 أغسطس 2018، يعد أحد أبرز كتاب الرواية العربية، حيث تميزت أعماله الروائية بالواقعية، ساهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب.

ولد حنه مينه في 9 مارس 1924 في مدينة اللاذقية بسوريا، ولكنه عاش في إحدى قرى لواء الاسكندرون على الساحل السوري، وفي عام 1939 عاد مع عائلته إلى مدينة اللاذقية التي كانت تمثل له عشقه ومصدر إلهامه بجبالها وبحرها.

بدأت حياة حنا مينه بالكثير من التحديات المتعبة والمعاناة، حيث عمل في عدة مهن، شمل عمله، الحلاقة، وحمالًّا في ميناء اللاذقية، ثم عمل كبحار على السفن والمراكب، وعمل أيضًا في تصليح الدراجات، وتربية الأطفال في بيت أحد الأغنياء، كما عمل في الصيدليات وأحيانًا كصحفي، بعد ذلك انتقل للعمل ككاتب مسلسلات إذاعية للإذاعة السورية باللغة العامية، ثم شغل وظيفة في الحكومة، قبل أن يصبح روائيًا.

كانت بداية حنا مينه الأدبية متواضعة، حيث بدأ بكتابة العرائض للحكومة ثم تطور لكتابة المقالات والأخبار الصغيرة للصحف في سوريا ولبنان، ثم تطور إلى كتابة المقالات الكبيرة والقصص القصيرة.

أرسل "مينه" قصصه الأولى إلى الصحف السورية في دمشق، وبعد استقلال سوريا، بحث عن عمل واستقر في العاصمة دمشق عام 1947، وعمل في جريدة "الإنشاء الدمشقية" حتى أصبح رئيس تحريرها.

بدأت الحياة الأدبية لحنا مينه بكتابة مسرحية "دونكيشوتية" مستوحاة من شخصية دونكيشوت، ولكنها ضاعت من مكتبته، مما جعله يتردد في مواصلة الكتابة للمسرح، وانصرف إلى كتابة الروايات والقصص، والتي تجاوزت  30 رواية، بالإضافة إلى العديد من القصص القصيرة، كما خصص بعض رواياته للبحر الذي كان يعشقه ويحبه.

في الأربعينات من القرن العشرين، بدأ مينه بكتابة القصص القصيرة، ونشرها في صحف دمشقية كان يراسلها، أولى رواياته الطويلة كانت "المصابيح الزرق" التي صدت في عام 1954، وتوالت إبداعاته الأدبية، ويذكر أن الكثير من رواياته تحولت إلى أفلام سينمائية سورية ومسلسلات تلفزيونية.

تأسيس رابطة الكتاب السوريين

في عام 1951، ساهم حنا مينه مع مجموعة من الكتاب في سوريا في تأسيس رابطة الكتاب السوريين، التي ضمت في أعضائها: مواهب كيالي وحسيب كيالي ومصطفى الحلاج وصلاح دهني، وآخرين. وفي عام 1954، نظمت الرابطة المؤتمر الأول للكتاب العرب بمشاركة عدد من الكتاب الوطنيين والديمقراطيين في سوريا والدول العربية وكان لحنا مينه دور بارز في تعزيز التواصل مع الكتاب العرب في كل أنحاء الوطن العربي.

تأسيس اتحاد الكتاب العرب

ساهم حنا مينه بشكل كبير في تأسيس اتحاد الكتاب العرب، وفي مؤتمر الإعداد للاتحاد العربي الذي عقد في مصيف بلودان بسوريا عام 1956، لعب الدور البارز في الدعوة إلى إيجاد وإنشاء اتحاد عربي للكتاب، والذي تم تأسيسه عام 1969.

مؤلفاته

تميزت روايات حنا مينه بالواقعية، حيث ألّف نحو 40 رواية اجتماعية، من أبرزها "المصابيح الزرق" التي تحولت إلى مسلسل بنفس الاسم، و"نهاية رجل شجاع" التي تحولت أيضًا إلى مسلسل سوري.

ومن بين مؤلفاته الأخرى: "الشراع والعاصفة"، " الياطر"، " الأبنوسة البيضاء"، "حكاية بحار"، "نهاية رجل شجاع"، " الثلج يأتي من النافذة"، "الشمس في يوم غائم"، " بقايا صور"، وغيرها..