الخميس 29 اغسطس 2024

«فاينانشيال تايمز»: زعماء جزر الهادئ يدقون ناقوس الخطر بشأن ارتفاع منسوب مياه البحر واحترار المحيطات

المحيط الهادي

عرب وعالم27-8-2024 | 13:37

دار الهلال

أبرزت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، دراسة أجرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أكدت أن ارتفاع منسوب مياه البحر بشكل أسرع من المتوسط ​​واحترار المحيطات وتحميض مياهها يهدد جزر المحيط الهادئ ، وذلك بالتزامن مع اجتماع زعماء المنطقة لمناقشة القضايا الاقتصادية والأمنية هذا الأسبوع.

وذكرت الصحيفة، في سياق مقال تحليلي، أن أحدث تقرير صادر عن المنظمة وجد أن درجات حرارة سطح البحر في المحيط الهادئ ارتفعت ثلاث مرات أسرع من المتوسط ​​العالمي منذ عام 1980.. كما تضاعفت موجات الحر البحرية في نفس الفترة.

وسعى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مرة أخرى - خلال مشاركته في منتدى جزر المحيط الهادئ لزعماء 18 دولة عضوًا يُعقد حاليًا في تونجا - إلى تسليط الضوء على المنطقة باعتبارها منطقة لم تساهم إلا قليلاً في انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي ، ولكنها واجهت بعضًا من أخطر العواقب، معظمها جزر منخفضة ومرجانية معرضة لتغير المناخ.

وقال إن جزر المحيط الهادئ كانت مسئولة عن 0.02% فقط من الانبعاثات العالمية.. وأضاف: "هذا وضع مجنون: ارتفاع مستوى سطح البحر هو أزمة من صنع البشرية بالكامل .. أزمة ستتضخم قريبًا إلى نطاق لا يمكن تصوره تقريبًا، دون وجود قارب نجاة لإعادتنا إلى بر الأمان".

وخلص تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن متوسط ​​مستوى سطح البحر في غرب المحيط الهادئ الاستوائي ارتفع بنحو 10 سم إلى 15 سم، وهو ما يقرب من ضعف المعدل العالمي كما تم قياسه منذ عام 1993.. ففي خلال الفترة بين عامي 1981 و 2023، أظهرت منطقة جنوب غرب المحيط الهادئ بأكملها تقريبًا ارتفاعًا في درجة حرارة السطح بنحو 0.4 درجة مئوية لكل عقد.. وكان هذا أسرع بثلاث مرات تقريبًا من متوسط ​​معدل ارتفاع درجة حرارة سطح البحر العالمي.

ووجدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أيضًا أن القياسات التي أُجريت في هاواي أظهرت زيادة بنسبة تزيد عن 12% في حموضة المحيطات، بسبب امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، بين عامي 1988 و2022.

ودعا جوتيريش قادة العالم إلى "تكثيف الجهود" و"خفض الانبعاثات العالمية بشكل كبير؛ وقيادة التخلص التدريجي السريع والعادل من الوقود الأحفوري وتعزيز استثمارات التكيف مع المناخ بشكل كبير"، وقال إن أكبر اقتصادات العالم في مجموعة العشرين - التي تمثل أكبر الدول المسببة للانبعاثات في العالم - "يجب أن تكون في المقدمة"، ودعا الدول المتقدمة إلى تقديم "مساهمات كبيرة" في صندوق جديد للخسائر والأضرار لمساعدة الدول النامية في التعامل مع تغير المناخ.

وكان الصندوق - الذي تلقى تعهداته الأولى في نوفمبر الماضي خلال قمة المناخ كوب-28 للأمم المتحدة في دبي - في قلب الجدل حول الدول التي يجب أن تدفع ومن يجب السماح له بسحب الأموال.. ووقتها، زعمت البلدان النامية أن الدول الغنية المسئولة عن نحو 80% من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي لابد أن تلعب دورًا رئيسيًا في تقديم الأموال إلى الصندوق الجديد.

لكن الولايات المتحدة ودول أخرى أصرت على أنه لا ينبغي لأي دولة أن تلتزم بدفع أموال إلى الصندوق ، بينما ردت الدول الغربية الغنية بأن الدول النامية الأكثر ثراء، بما في ذلك الصين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند والبرازيل، لابد أن تساهم أيضًا في إنشاء صندوق عالمي لمعالجة تغير المناخ.

في الوقت نفسه، واجه مرفق المرونة في المحيط الهادئ المقترح لمساعدة الدول الجزرية على أن تصبح أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ والكوارث الطبيعية صعوبات في جمع التمويل الكافي، على الرغم من التعهدات من أستراليا والولايات المتحدة والصين والمملكة العربية السعودية وتركيا ، في حين أدى انخراط الصين في بلدان جزر المحيط الهادئ، مثل جزر سليمان وفانواتو، في السنوات الأخيرة إلى خلق المزيد من التعقيدات الجيوسياسية مع مواجهة المنطقة لقضايا أمنية واقتصادية، بما في ذلك الانقسامات بين الدول بشأن استغلال الموارد المعدنية من خلال التعدين في أعماق البحار.. حسب الصحيفة.