السبت 31 اغسطس 2024

جهود متواصلة لـ تقريب وجهات النظر.. ماذا قدمت مصر في مفاوضات «الفرصة الأخيرة» بين حماس وإسرائيل؟

مفاوضات حماس وإسرائيل

تحقيقات27-8-2024 | 19:13

محمود غانم

بدعم من مصر وقطر، قدمت الولايات المتحدة الأمريكية، منتصف الشهر الحالي، لـ حركة حماس وإسرائيل اقتراحًا يقلص الفجوات بين الطرفين، ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس بايدن في خطاب الـ31 مايو 2024، معولين على أن يتم التوصل إلى اتفاق بين الأطراف خلال الاجتماعات التي ستعقد بالقاهرة.

ووصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة، والذي تبعه وصول وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية، في إطار جهود الوسطاء لـ تقريب وجهات النظر بين الأطراف في ضوء المقترح الذي قدم خلال اجتماعات الدوحة.

 

مصر تدير مفاوضات الفرصة الأخيرة

وبشكل واضح، تدير مصر مفاوضات التهدئة بين حركة حماس من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بما يتوافق مع أمنها القومي، ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وذلك مع التأكيد مرارًا لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي وجود إسرائيلي بمعبر رفح أو محور فيلادلفيا.

وترى الدولة المصرية أنه من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة لابد أن تتوافر رغبة سياسية إسرائيلية صادقة لوقف الحرب على القطاع، إذ تؤكد على أن ذلك السبيل الوحيد ليس فقط لوضع حد للمعاناة الإنسانية التي يشهدها القطاع، ولكن أيضًا للحيلولة دون خروج الوضع الإقليمى عن السيطرة وارتفاع حدة التصعيد بشكل يهدد استقرار الإقليم بأكمله وسلامه شعوب المنطقة. 

وجاءت مشاركة حماس في اجتماعات القاهرة الأخيرة، استجابة لدعوة مصرية - قطرية، وذلك للاستماع لنتائج المفاوضات التي جرت، إذ كانت قد قررت عدم المشاركة في المحادثات الحالية على أمل أن تلتزم إسرائيل بما تم الاتفاق عليه في الـ2 يوليو الماضي، في إطار مقترح بايدن.

وأكدت الحركة بالقاهرة على ضرورة أن يتضمن أي اتفاق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا من قطاع غزة، إضافة لضرورة أن يتضمن أي اتفاق حرية عودة السكان لمناطقهم والإغاثة والإعمار وصفقة تبادل جادة.

في المقابل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولهم، إن الجهود الوسطاء تتركز على محاولة التوصل إلى أكبر عدد ممكن من التفاهمات بين الطرفين، من أجل السماح بمناقشة القضايا التي توجد فيها خلافات مستمرة بين إسرائيل وحماس.

 

المفاوضات تحقق تقدمًا

وفي غضون ذلك، أكد البيت الأبيض، أن المباحثات التي تستضيفها القاهرة سعيًا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تحقق تقدمًا، لذلك يريد أن يرى زخمًا مماثلًا يتواصل على امتداد الأيام القليلة المقبلة.

ووفقًا لـ البيت الأبيض، فإن فرق عمل تجتمع في القاهرة لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، موضحًا أن كل الأطراف ستكون ممثلة في هذه المحادثات بما فيها حماس.

ونجحت مفاوضات القاهرة في إحراز تقدمًا، حيث ناقشوا الأحد التفاصيل النهائية، بما في ذلك أسماء الأسرى الذين سيجري تبادلهم ضمن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب ما أوردته شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي رفيع وصفته بالمطلع.

وأردف أن التقدم لا يضمن التوصل إلى اتفاق نهائي في أي وقت قريب، لكن المفاوضين يجرون الآن مناقشات بشأن التفاصيل الدقيقة والجوهرية للاتفاق.

يأتي ذلك في ظل جهود حثيثة يبذلها الوفد الأمني المصري في سبيل تحقيق قدر من التوافق بين الطرفين، وينسق جهوده مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة.

وحقيقةً، فإن إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على غزة، واستمرار السيطرة العسكرية على محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، وممر نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه، يقلل فرص نجاح مفاوضات الهدنة المستأنفة في القاهرة، إذ تتمسك حماس بإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي كاملًا من قطاع غزة، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، ضمن أي اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، وبأقل من ذلك لن تقبل.

ويُوصف هذا المسار من المفاوضات بأنه "الفرصة الأخيرة"، الذي يتضمن عودة المحتجزين الإسرائيليين، وتحول نتائجه في حالة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، دون صراع إقليمي أوسع نطاقًا.

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الفرصة الراهنة قد تكون الأخيرة لإعادة المحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووضع الجميع على مسار أفضل للسلام والأمن الدائمين.

ومنذ أشهر، تجري مصر وقطر بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، مفاوضات غير مباشرة ومتعثرة، بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

وفي السادس من مايو الماضي، أكد مجلس الحرب الإسرائيلي مواصلة العمل العسكري في القطاع، رغم قبول حماس مقترح اتفاق وقف إطلاق النار، الذي صاغته "تل أبيب".

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة خلفت ما يزيد على 133 ألفًا بين شهيد وجريح، جلهم من النساء والأطفال، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.