الإثنين 2 سبتمبر 2024

فاينانشيال تايمز: الاستجابة الدولية لوباء جدري القرود "مخيبة للآمال"

جدري القرود

عرب وعالم29-8-2024 | 13:44

دار الهلال

رأت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن الاستجابة الدولية لوباء جدري القرود جاءت "مخيبة للآمال"، مؤكدة ضرورة تقديم الدول ذات الدخل المرتفع يد العون إلى أفريقيا للمساعدة في منع كارثة صحية إقليمية محتملة.

وذكرت الصحيفة، في مقال افتتاحي، اليوم الخميس، أنه مع تزايد وتيرة وباء جدري القرود في أفريقيا، تتاح للعالم فرصة أخرى لإظهار التزام جماعي بمعالجة أزمة صحية دولية.

ويتمثل التحدي في توفير التشخيصات واللقاحات والعلاجات الفعالة للمناطق ذات البنية التحتية الطبية الضعيفة، والقيام بذلك بسرعة وكفاءة أكبر مما كان عليه الحال أثناء جائحة كوفيد - 19.

وقالت الصحيفة، إنه بعد انحسار الوباء العام الماضي بشكل كبير، عاود الارتفاع هذا العام، مدفوعا بمتغير فيروسي جديد يسمى " كليد1 بي"، والذي يبدو أنه يسبب أعراضا أكثر شدة وأكثر قابلية للانتقال، وخاصة للأطفال وقد تم الإبلاغ عما يقرب من أربعة آلاف حالة إصابة وحوالي 80 حالة وفاة في الأسبوع الماضي، وفقا للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها؛ ما يجعل إجمالي الحالات المسجلة في موجة تفشي المرض الحالية أكثر من 22 ألف حالة و600 حالة وفاة.

ولفتت إلى أنه مع استعداد العالم بشكل أفضل قليلا مما كان عليه في عام 2022، أحيت منظمة الصحة العالمية إعلان الطوارئ وأطلقت هذا الأسبوع خطة استجابة استراتيجية، قالت إنها ستكلف 135 مليون دولار على مدار الأشهر الستة المقبلة، بالإضافة إلى ما يتراوح ما بين 100 إلى 150 مليون دولار لشراء مليوني جرعة من اللقاح.

وأكدت أنه يجب على المانحين - من القطاعين العام والخاص والمؤسسات الخيرية - ألا يترددوا في توفير الأموال اللازمة لتنفيذ هذا البرنامج المعد جيدا.

وأوضحت الصحيفة أنه بالإضافة إلى المساعدة المادية في شكل التشخيص والأدوية واللقاحات، فهناك حاجة إلى جهد علمي عالمي للتحقيق في علم الأوبئة وطرق انتقال المرض وأعراضه والتطور الجيني له ولابد من إنشاء أنظمة مراقبة قوية، وخاصة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء حيث يتوطن الفيروس بين الحيوانات البرية وفي بعض الأحيان يتم الخلط بين الأعراض والعدوى الأخرى التي تسبب الحمى وآفات الجلد مثل الجديري المائي، لذا يحتاج العاملون الصحيون إلى الوصول إلى مرافق التشخيص حيث يمكن اختبار العينات بسرعة.

وأشارت الفاينانشيال تايمز إلى عدم وجود دواء مضاد للفيروسات يعمل بشكل جيد لعلاج جدري القرود، ولكن اللقاحات التي تم تطويرها في الأصل لعلاج الجدري، وهو فيروس وثيق الصلة، يمكن أن تمنع العدوى.

وكان إمداد أفريقيا بهذه اللقاحات ــ التي تصنعها شركة بافاريان نورديك الدانماركية وشركة كيه إم بيولوجيكس اليابانية ــ بطيئا بشكل مؤسف حتى الآن، بسبب العقبات التنظيمية والإدارية فضلا عن نقص التمويل، على الرغم من أن الدول الغنية بدأت أخيرا في التعهد بجرعات من مخزوناتها.

وفي ختام افتتاحيتها قالت الصحيفة إنه من غير المرجح أن يتحور الجدري إلى شكل يمكن أن يسبب جائحة عالمية على نطاق كوفيد أو الإيدز، على الرغم من أن هذا ليس مستبعدا تماما لكن يجب على الدول ذات الدخل المرتفع أن ترتقي إلى مستوى مهمة مساعدة الدول ذات الموارد الصحية الأقل في منع ما يهدد بأن يصبح كارثة إقليمية.