الجمعة 30 اغسطس 2024

نجيب محفوظ: المسرح فوق كل الفنون .. هو حوار مع المجتمع

نجيب محفوظ

ثقافة30-8-2024 | 10:04

بيمن خليل

فتح نجيب محفوظ أبواب المسرح تدريجيا، ولكن لم يتأخر طويلاً قبل أن ينخرط بعمق في هذا الفن، ففي مجموعته القصصية "تحت المظلة"، فاجأ جمهوره وقرّاءه بإدخاله المسرح ضمن إبداعاته الأدبية، تتضمن هذه المجموعة خمس مسرحيات قصيرة، تتكون كل منها من فصل واحد، وهي: "يميت ويحيى"، و"التركة"، و"النجاة"، و"مشروع للمناقشة"، و"المهمة".. إذًا، ما هو رأي نجيب محفوظ في المسرح؟ كيف ينظر إلى هذا الفن ومكانته في عالم الأدب والفن بشكل عام؟

في حوار نادر أجرته مجلة الهلال في عددها الصادر بتاريخ 1 فبراير 1970، تحدث نجيب عن رؤيته للمسرح وقال: إن تصوري للمسرح لا يكاد يختلف عن تصوري لبقية الفنون من الناحية العامة من حيث أن كل فن يحاول أن يعطي الإنسان صورة لنفسه من الناحية المادية والروحية مفسرة من وجهة نظر معينة هي وجهة نظر الكاتب.. والتي تمثل في نفس الوقت وجهة نظر زمان ومكان بكل أبعادهما.

وأوضح: أن المسرح يجب أن يتميز بالصراع الدرامي على حين أن الرواية قد تقوم على الصراع الدرامي أو السرد الطولي ولكني وأنا أمام التجارب المسرحية الأخيرة على المستوى العالمي لا أستطيع أن أميز المسرح بميزة.. خاصة بعد أن أصبح هناك مسرح روائي ومسرح تشکیلي ومسرح صامت..

المسرح فوق كل الفنون

وأشار، ولكنني بعد كل هذا وقبله أفهم المسرح وأقدم عليه من خلال تصور خاص يعطي لهذا الفن عندي أهميته الكبرى.. هذا التصور يقول أن المسرح - ربما فوق كل الفنون وقبلها - لا بد أن يتميز بصفة الحوار.. والحوار الذي أعنيه هنا ليس حوار الشخصيات على الورق وإنما هو حوار المسرح مع المجتمع..

وأضاف، حوار هذا الفن مع مجتمع ما في لحظة زمانية ومكانية معينة في ظل ظروف خاصة وربما قبل أن تلك - أو هي - وظيفة الفن بصفة عامة ولكنني أقول أن المسرح هو أقدر وأجدر هذه الفنون جميعا على بلوغ هذا الهدف.. ولست أعرف فنانا أو فنا أبلغ في التأثير على المجتمع من فنان يجري من طريق فنه حوارا مع المجتمع الذي يعيش فيه..