الجمعة 30 اغسطس 2024

كيف تسببت رواية "أولاد حارتنا" في محاولة اغتيال نجيب محفوظ؟

رواية أولاد حارتنا

ثقافة30-8-2024 | 12:17

فاطمة الزهراء حمدي

حُفظ في ذاكرة المصريين، تأثروا به وبكتباته، فهو بمثابة أسطورة حيه راسخة في الأذهان، فهو الأيقونة الأدبية نجيب محفوظ ابن حي الجمالية والحارة المصرية الأصيلة والحاصل على جائزة نوبل، التي تأتي اليوم ذكرى وفاته، كتب "محفوظ" رواياته "أولاد حارتنا"، ليتكلم عن الثورة وينتقد النظام وقتها، ولكن كان بها بعض التشبه بقصص الأنبياء، أثارت الرواية الجدل ووصلت لمحاولة اغتياله وتعرض للمحاكمة بسبب تلك الرواية.

"أولاد حارتنا" والجدل الذي دار حولها

تُعد رواية "أولاد حارتنا" هي من أكثر الأعمال الأدبية إثارة للجدل في العالم العربي منذ نشرها، سمح محمد حسنين هيكل، بنشر الرواية على حلقات، ولكن قُبلت بهجوم، ولكن أصر على استكمال نشرها حتى نشرت بالكامل، ورد على المنتقدين، إن الكتاب والأدباء لهم حق في التعبير، وصدرت لأول مرة في كتاب عن دار الآداب ببيروت عام 1962 ولم يتم نشرها في مصر حتى أواخر عام 2006 عن دار الشروق.

جاءت تلك الرواية بعد توقف دام خمس سنوات عن كتابة "محفوظ" الأدبية، فكتبها بعد ثورة يوليو وقراره بأن يسلك اتجاه جديد نحو كتابة السيناريوهات، ولكن عندما رأى انحراف الثورة عن مسارها قرر كتابة رواية "أولاد حارتنا"، التي انتهج فيها أسلوبًا رمزيًا يختلف عن أسلوبه الواقعي، فهي تناقش النظرية الكونية الإنسانية العامة، ليس المشاكل الإجتماعية فقط.

فاستوحى "محفوظ" رواية "أولاد حارتنا" عن قصص الأنبياء، فالغرض منها الاستفادة من قصصهم، والعبرة منها ليخطو المجتمع نحو الأفضل، ولكي يسود العدل والحق والسعادة بين الجميع، ولكن قُبل البعض تلك الرواية بالنقد حتى وصلت لمحاولة اغتياله لاتهامه بالكفر واللإلحاد وتعرضه للمحاكمة، رُغم إن مسار الرواية لم يقصد أي شئ من ذلك.

رواية "أولاد حارتنا"

تدور أحداث الرواية عن الأب "الجبلاوي" كان يعيش في صحراء المقطم، في شارع يحمل اسمه، وله قصره في الحديقة المحاطة بأسوار عالية، ويعيش مع ابنائه في قصره، ولكنه يبدأ يشعر بالتعب والكبر فيقرر ترك إدارة ممتلكاته لابنه الأضغر أدهم بدلاً من ابنه الأكبر إدريس، فيشعر بالغضب ويتمرد على قرار والده ويطُرد من القصر، ثم يبدأ في محاولة خداع شقيقه أدهم وطرده مثله ويحدث ذلك بالفعل، فيحاول أدهم نيل عفو أبيه ومسامحته، لحبه له ولانتقاله برفقه زوجته بالعيش في منزل مدمر قريب من القصر، حتى يكبر أدهم ويقتل أحد ابنائه على يد شقيقه، ويتصارع الابناء، في سلسلة بين الخير والشر، كما تتكون الرواية من خمس فصول.