ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم الأحد أن حملة التطعيمات ضد مرض شلل الأطفال بدأت في مناطق محددة بقطاع غزة، وسط أزمة صحية خطيرة بعد اكتشاف المرض هناك لأول مرة منذ 25 عامًا.

وأوضحت الصحيفة - في تقرير إخباري - أنه وفقا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومنظمة الصحة العالمية، فإن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بدأت في غزة اليوم الأحد لتطعيم أكثر من 600 ألف طفل بعدما سمحت إسرائيل بإنشاء "ممر إنساني" للتطعيمات الجماعية ضد شلل الأطفال في مناطق محددة في غزة، وذلك في الوقت الذي يواجه فيه القطاع المحاصر أزمة صحية عامة مع عودة ظهور المرض شديد العدوى.

ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم الأونروا لويز ووتريدج قولها " إن وقفة مؤقتة للقتال في المناطق التي ستجري فيها عمليات التطعيم "تم تنسيقها " لتبدأ في الساعة 6 صباحًا بالتوقيت المحلي وتستمر حتى الساعة الثانية ظهرا.

كما نقلت عن المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني قوله صباح اليوم الأحد أن الأمر "سباق مع الزمن" للوصول إلى أطفال غزة في الأيام المقبلة ، وحث جميع الأطراف على احترام التوقف المؤقت للقتال في المنطقة، مضيفا أن حملة التطعيم بدأت في "المناطق الوسطى"

وكان ريك بيبركورن - الذي يشرف على عمليات منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية - قد قال الأسبوع الماضي إن إطلاق اللقاح سيبدأ في وسط غزة، ثم ينتقل إلى الجنوب ثم الشمال كما أكدت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي أيضا إن الحملة لتطعيم 640 ألف طفل تحت سن العاشرة ستنطلق خلال "فترات توقف إنسانية" محدودة.

من جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس السبت إن إسرائيل ستسمح بـ"ممر إنساني" لموظفي التطعيم وتحدد مناطق آمنة لإدارة اللقاحات خلال ساعات معينة.

ويؤثر شلل الأطفال على الجهاز العصبي وينتقل في أغلب الأحيان عن طريق الفم أو من خلال البراز، ومن الصعب احتواؤه لأن معظم المصابين إما لا تظهر عليهم أعراض أو تظهر عليهم أعراض خفيفة تشبه أعراض الأنفلونزا، مما قد يؤدي إلى انتشار الفيروس دون علم.

وتابعت الصحيفة أن لقاح شلل الأطفال كان موجودا منذ عام 1955، لكن التقاء عوامل الحرب أدى إلى عودة المرض إلى قطاع غزة حيث أدى الصراع إلى تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والصحة في القطاع، ومنذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية إن معدل التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة انخفض من 99% إلى 86%.

وأكدت السلطات الصحية في غزة الشهر الماضي أول حالة إصابة بشلل الأطفال يتم اكتشافها هناك منذ 25 عاما، محذرة من أن عددا من الأطفال أظهروا أعراضا "متوافقة مع شلل الأطفال".