الخميس 5 سبتمبر 2024

رغم الاحتجاجات.. نتنياهو يواصل عرقلة مسار المفاوضات وأمريكا تطرح الورقة الأخيرة

الحرب على غزة

تحقيقات3-9-2024 | 13:50

محمود غانم

على الرغم من كل الإحتجاجات التي ضربت عموم إسرائيل للمطالبة بإبرام صفقة التبادل مع حركة حماس، عقب العثور على جثث ستة محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدد تأكيده على أن بلاده لن تنسحب من محور فيلادلفيا، ما يعني نسف مسار المفاوضات القائم.

وتؤكد حماس من جهتها على التزامها واستعدادها الفوري لتنفيذ ما وافقت عليه في الـ2 يوليو الماضي، بناء على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، وقرار مجلس الأمن الدولي، وهو ما يضمن تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى محاذاة الحدود، بما في ذلك محور فيلادلفيا، وتقول إنها لن تقبل بأقل من ذلك.

نتنياهو يعيق التوصل لاتفاق

وبشكل واضح، قال نتنياهو، إن إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، "لا بعد 42 يومًا ولا بعد 42 عامًا"، في إشارة إلى المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى التي تمتد إلى 42 يومًا في المفاوضات غير مباشرة بين تل أبيب وحماس، التي تجرى بوساطة مصرية وقطرية أمريكية.

ويتهم نتنياهو من قبل أصوات عبرية بعرقلة التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، خشية سقوط حكومته، ما يعد تهديدًا لمستقبله السياسي، الذي يعتبره أولوية، وقد أجمع الوسطاء خلال الساعات المنقضية على أن الحكومة الإسرائيلية هي من تعيق التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، وتبادل الأسرى، حيث لم تبد المرونة الكافية.

وقالت الولايات المتحدة الأمريكية - ممثلة في رئيسها جو بايدن - إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يفعل ما يكفي من أجل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة حماس.

بدورها حمل مصدر مصري رفيع المستوى، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية عدم الوصول إلى اتفاق هدنة، مشيرا إلى أنها تسعى لفرض واقع جديد على الأرض للتغطية على أزمتها الداخلية، وفق ما أوردته "قناة القاهرة الإخبارية".

وحذر المصدر المصري رفيع المستوى من أن استمرار الحرب الحالية على قطاع غزة، واحتمالية توسعها إقليميًا، أمر في غاية الخطورة، وينذر بعواقب وخيمة على المستويات كافة، كما جدد التأكيد على ثوابت ومحددات أي اتفاق للسلام، وفي مقدمتها رفض الوجود الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا، ومعبر رفح بشكل قاطع.

ومنذ أشهر، تتوسط مصر وقطر بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، في مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، لكنها متعثرة بسبب عدم تجاوب تل أبيب مع مطالب الأولى، التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

مقترح "الفرصة الأخيرة"

وفي الأثناء، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن مسؤول أمريكي لم تفصح عن اسمه، قوله إن إدارة بايدن تستعد لتقديم مقترح نهائي لوقف إطلاق النار في المفاوضات الجارية، مشيرًا إلى احتمال إنهاء المفاوضات في حال رفض الجانبان المقترح.

في غضون ذلك، أفاد البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، ناقشا خلال اجتماع مع فريق التفاوض الأمريكي، الخطوات المقبلة في الجهود الجارية لتأمين إطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك استمرار المشاورات مع الوسطاء المشاركين قطر ومصر.

ويُوصف هذا المسار من المفاوضات بأنه مسار "الفرصة الأخيرة"، الذي يتضمن عودة المحتجزين الإسرائيليين، وتحول نتائجه في حالة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، دون صراع إقليمي أوسع نطاقًا.

وفي خضم تلك الجولة من المحادثات، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الفرصة الراهنة قد تكون الأخيرة لإعادة المحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووضع الجميع على مسار أفضل للسلام والأمن الدائمين.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة خلفت ما يزيد على 133 ألفًا بين شهيد وجريح، جلهم من النساء، والأطفال، بينما مازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

ما هو مقترح بايدن؟

تقول حركة حماس إنها تلتزم بتنفيذ ما وافقت عليه في الـ2 يوليو الماضي ضمن إطار مقترح بايدن، الذي حدده في خطاب ألقاه في الـ31 مايو الماضي، وجاء فيه أن المرحلة الأولى تستمر ستة أسابيع وتشمل وقفًا كاملًا وشاملًا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة في غزة.

كما تتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن، بمن فيهم نساء ومسنون وجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، في السجون الإسرائيلية.

وفي المرحلة الثانية من المقترح، يتم إطلاق سراح بقية الرهائن والجنود وإدامة وقف إطلاق النار، بينما تتضمن المرحلة الثالثة ما بعد الحرب وإعادة إعمار غزة.

وسيمسح المقترح للمدنيين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في جميع مناطق غزة، بما في ذلك الشمال حيث فرضت إسرائيل قيودًا طويلة الأمد، وذلك حسبما ذكر بايدن.