مع دخول شهر ربيع الأول، تثور الكثير من التساؤلات حول موعد إجازة المولد النبوي الشريف، التي تحل علينا في غضون الشهر المبارك، والتي تعتبر العطلة الرسمية الوحيدة خلال شهر سبتمبر الحالي.
وتحظى تلك المناسبة العطرة بمكانة خاصة في قلوب المسلمين، إذ تجسد ذكرى ميلاد خير البشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لذا ينتظرونها بفراغ الصبر من عام إلى عام.
إجازة المولد النبوي
ومن المقرر، أن تستطلع دار الإفتاء المصرية، عقب صلاة المغرب اليوم الثلاثاء، هلال شهر ربيع الأول لعام 1446 هجريًا، وذلك للإعلان عن موعد بداية الشهر الفضيل رسميًا.
لكن الحسابات الفلكية أظهرت أن غرة شهر ربيع الأول للعام الهجري 1446هـ ستكون يوم 4 سبتمبر الجاري، وعدته 30 يومًا، وعليه، فإن إجازة المولد النبوي ستكون يوم الأحد الـ 15 سبتمبر الجاري، الموافق الـ 12 ربيع الأول 1446 هـ.
ومن الممكن، أن يصدر قرار من الحكومة بترحيل الإجازة إلى يوم الخميس الموافق 19 سبتمبر الجاري، حيث تلجأ إلى ترحيل الإجازات الرسمية إلى آخر الأسبوع، لكي يحصل المواطن على إجازة متصلة بخلاف الأعياد الدينية.
ويكون ذلك اليوم إجازة مدفوعة الأجر للعاملين في الوزارات والمصالح الحكومية، والهيئات العامة، ووحدات الإدارة المحلية، وشركات القطاع العام، وشركات قطاع الأعمال العام، والقطاع الخاص.
وبحسب قانون العمل، فإن للعامل الحق في إجازة بأجر كامل في الأعياد التي يصدر بتحديدها قرارًا من الوزير المختص بحد أقصى 13 يومًا في السنة، ولصاحب العمل تشغيل العامل في هذه الأيام إذا اقتضت ظروف العمل ذلك، ويستحق العامل في هذه الحالة بالإضافة إلى أجره عن هذا اليوم مثلي هذا الأجر.
ومن بعد إجازة المولد النبوي الشريف، سوف تكون إجازة عيد القوات المسلحة يوم الأحد الموافق 6 أكتوبر 2024، آخر العطلات الرسمية لهذا العام.
الاحتفال بالمولد النبوي
واعتاد المصريون على الاحتفال بذكرى المولد النبوي، اعتبارًا من بداية شهر ربيع الأول من كل عام، وذلك بإقامة سرادقات كبيرة حول المساجد الكبرى كمسجد الإمام الحسين، والسيدة زينب رضي الله عنهما تضم زوار المولد من مختلف قرى مصر والباعة الجائلين بجميع فئاتهم وألعاب التصويب وبائعي الحلوى والأطعمة وسيركًا بدائيًا يضم بعض الألعاب البهلوانية وركنا للمنشدين والمداحين، المتخصصين في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتاريخيًا، يرجح المؤرخون أن أول من احتفل بالمولد النبوي كان الفاطميون الذين يتبعون المذهب الشيعي، لكن هناك من ذكر أن الملك المظفر أبو سعيد كوكبري كان أول من احتفل بتلك المناسبة، ولاحقًا درج الناس على ذلك حتى أصبح الأمر بينها سنة.
وفي هذا الإطار، أكد الأزهر الشريف أن الاحتفال بميلاده -صلى الله عليه وسلم- تعظيم واحتفاء الجناب النبوي الشريف، وهو عنوان محبَّته التي هي ركن من أركان الإيمان.
ومضى الأزهر في توضيحه بالتأكيد -في فتوى سابقة- على أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي يقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه -صلى الله عليه وسلم-، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا، فميلاده كان ميلادًا للحياة.
وانتهى مركز الأزهر بذلك، إلى أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم جائز، وهو من سبل ظهار المحبة للرسول الكريم محمد.