استقبل المسلمون، اليوم الأربعاء، أولى أيام شهر ربيع الأول لعام 1446 هجريًا، ويعتبر الأسبوع الأول من هذا الشهر أفضل أسابيع السنة؛ لرصد النجوم، حيث القمر في مرحلة هلال بداية الشهر، ويغرب مبكرًا بداية الليل وهي فرصة؛ لرصد وتصوير قوس مجرة درب التبانة.
إذ سيكون قوس مجرة درب التبانة مرئيًا في الجنوب الغربي بعد غروب الشمس وبداية اليل مباشرةً -إذا كان الرصد من موقع مظلم تمامًا بعيدًا عن أضواء المدن- إضافة لذلك ما تزال النجوم والعناقيد والسدم الصيفية مرئية بينما بدأت جواهر الشتاء السماوية تتسلل إلى سماء الليل، وذلك طبقًا لما أفادت به الجمعية الفلكية بجدة.
استطالة عطار
وفجرًا، سيصل كوكب عطارد إلى أقصى استطالة غربية له من الشمس، والتي تبلغ 18 درجة تقريبًا، وهذا الوقت هو أفضل وقت لمشاهدة عطارد وتصويره؛ لأنه سيكون في أعلى نقطة له فوق الأفق في السماء الشرقية قبل شروق الشمس مباشرة إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وعمومًا، تعتبر الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والجبال، أفضل الأماكن لمشاهدة تلك الظواهر الفلكية، مع العلم، أنه ليس لرصد الأحداث والظواهر الفلكية، أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء كسوف الشمس، حيث أن النظر إليه بالعين المجردة يضر العين جدًا، أما باقي الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها متعة ويحبها هواة الفلك، والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.
مجرة درب التبانة
ويرجع سبب تسمية مجرتنا بـ"درب التبانة"، نظرًا لتشبيه العرب المجرة بطريق أبيض من التبن مثل الذي تسقطه المواشي خلفها أثناء حمله على ظهرها، وبالتالي يظهر أثره على الأرض كأذرع ملتوية تشبه أذرع المجرة.
وفي تقدير العلماء أن مجرة درب التبانة تكونت قبل مدة زمنية تقدر بـ12 إلى 14 مليار سنة، وبرغم من ذلك فإنها صغيرة العمر نسبيًا بالنسبة لمجرات كونية أخرى، علمًا بأن مجرة "درب التبانة" تعتبر واحدة من ضمن المجرات الحلزونية الكبيرة، وهي في شكل القرص وتدور حول نفسها دورة كل نحو 250 مليون سنة.
وبرغم من صعوبة حساب عدد النجوم في مجرة درب التبانة، لكنها تقدر بحوالي 100 مليار نجم تقريبًا، وتشكل هذه النجوم قرصًا كبيرًا يبلغ قطره حوالي 100000 سنة ضوئية.
وبالنسبة لنظامنا الشمسي، فهو يبعد حوالي 25000 سنة ضوئية عن مركز مجرة درب التبانة، ومثلما تدور الأرض حول الشمس تدور الشمس كذلك حول مركز مجرة درب التبانة، وتستغرق الدورة الواحدة للشمس مع النظام الشمسي حول مركز مجرة درب التبانة 250 مليون سنة.