كالساحر الجذاب استطاع الحصول على قلوب محبيه، من خلال فنه وخفة ظله سلب الحزن والهموم من قلوب مستمعيه ومشاهديه، وجلب بدلًا منها الضحك والفرح، فبضحكة رنانه، وأسلوب فريد، استطاع أن يدخل السرور على قلوب الجماهير ويرسم الضحكة على وجهوهم، واحتل مكانة كبيرة في كل بيت مصري أو بالوطن العربي، فلم يشاهده أحد إلا واستمعنا لصوت ضحكته على بعد أمتار، فبمجرد أن يبدأ البرنامج المحبب والشهير «ساعة لقلبك» إلا وتنتشر البهجة لمستمعيه وتتعالى الضحكات داخل المنازل، ليظل الأستاذ علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية والوطن العربي أجمع ، فمثلما برع في تقديم أدوار كوميديا، نجح كذلك في تقديم أدوار الشر مثل شخصيته في فيلم «مستر إكس»، فهو الأستاذ و ملك الكوميديا "فؤاد المهندس"، الذي استطاع أن يثبت مكانه وموهبة منفردة بين أبناء جيله والأجيال الأخري، فبرٌغم مرور 100 عام على ميلاده إلا أنه مازال متواجدًا وراسخًا في أذهان جميع محبيه.
نشأة فؤاد المهندس
ولد فؤاد المهندس يوم 6 سبتمبر عام 1924 في حي العباسية بمدينة القاهرة، وكان ترتيبه الثالث بين اخوته، بعد أختين هما "صفية ودرية"، والشقيق الرابع هو سامي المهندس، عاش حياة عامرة بالنجاح والحب والألم، على مستوى الفن حقق كل ما كان يصبو إليه، وأصبح أستاذاً للكوميديا يشار إليه بالبنان.
درس فؤاد المهندس، بكلية التجارة، يعدها انضم للمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج منه عام 1957.
اتقن فؤاد المهندس اللغة العربية والكوميديا من والده الدكتور زكي المهندس -أستاذ اللغة العربية بكلية دار العلوم- وبدأ مشواره الفني عام 1954 في أول أفلامه "بنت الجيران"، ثم امتد مشواره في السينما لأكثر من 70 فيلما، أبرزها: «أرض النفاق، العتبة جزاز، شنبو في المصيدة، أخطر رجل في العالم، اعترافات زوج، اقتلني من فضلك، سفاح النساء».
والتقى المهندس نجيب الريحاني، وطلب منه لا الانضمام إلى فرقته المسرحية، ووافق الريحاني لكنه لم يساعده كثيرًا، وهو ما دفع المهندس لوصفه بـ"الفنان الأناني" في الكثير من الحوارات الخاصة به، ثم بعد ذلك انتقل إلى فرقة «ساعة لقلبك»، وكانت بوابته إلى الشهرة وعالم البطولة المطلقة، فكان البطل في العديد من عروض الفرقة مثل «أنا وهو وهي، سيدتي الجميلة، السكرتير الفني وأنا فين وأنت فين».
واتجه بعد ذلك فؤاد المهندس إلي السينما جنب السينما، قدم حوالي 70 فيلم، منها «التلميذة، عائلة زيزي، أخطر رجل في العالم، موعد مع الماضي»، كما قدم العديد من الأدوار المهمة في التلفزيون.
حياته الشخصية
وقعت قصة حب بينه وبين جارته تدعي عفت السرجاني استمرت 5 سنوات، بعدما تخرج من كلية التجارة، كانت دايما تدعمه في مشواره الفني، وانفصلوا أكثر من 15 عام، وبعدما انجبت منه ولدين أحمد ومحمد، ذلك بسبب غيرتها الشديدة عليها.
قصة حب فؤاد المهندس وشويكار
ونشأت قصة حب بين المهندس وشويكار، وظهرا لأول مرة معًا في مسرحية «السكرتير الفني»، وخلال مسرحية «أنا وهو وهي» خرج المهندس عن النص لأول مرة:«تتجوزيني يا بسكويتة» وتزوجا عام 1963.
وفي عام 1965، وقعت خلافات بين المهندس وشويكار، وانفصل عنها، ولكن تستمر المحبة بينهما حتى هدأت نبضات قلبه واستسلم للرحيل في «سبتمبر» يوم 16 عام 2006 بعدما ذاق مرارة فقدان صديقيه في نفس العام سناء يونس وعبدالمنعم مدبولي.