تعد جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.

 

ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901م، في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.

 

نلتقى اليوم مع  الأديب  الألماني  «رودلف أوكن»

 

ولد الفيلسوف الألماني «رودولف أوكن» والمعروف أيضًا باسم «رودولف كريستوف أوكن»، في الخامس من يناير عام 1846م،  في أوريش في شرق فريزلاند، وهي حاليا جزء من ألمانيا، توفي والده وهو طفل، وربته والدته، وكانت ذات نشاط كبير.

تلقى «أوكن» تعليمه في أوريش، مسقط رأسه، وكان أحد أساتذته هو الفيلسوف فيلهلم رويتر، الذي كان تأثيره هو العامل المهيمن في تطور فكره، وانتقل «أوكن» إلى جامعة جوتنجن، هوي واحدة من أرقى الجامعات في ألمانيا والعالم، واكتسبت الجامعة شهرتها في ألمانيا وجميع أنحاء العالم من خلال 45 فائز بجائزة نوبل في مختلف المجالات.

 

التاريخ القديم والجانب الفلسفي

 

حصل «أوكن» على شهادته في فقه اللغة الكلاسيكية والتاريخ القديم، لكن كان يميل  نحو الجانب الفلسفي من اللاهوت،  هناك درس على يد الفيلسوف والمثالي «رودولف هيرمان لوتزي»، بعد ذلك درس في العاصمة  برلين، وخاصة على يد فريدريش أدولف ترندلنبورج، الذي جذبته ميوله الأخلاقية ومعالجته التاريخية للفلسفة بشكل كبير.

 

 قام «أوكن»  في الفترة من من عام 1871م إلى عام 1874م، بتدريس الفلسفة في  جامعة بازل، وفي عام 1874م، أصبح أستاذًا للفلسفة في جامعة «يينا».

 

فلسفة الحياة

 

ويعد عمل «أوكن» الفلسفي تاريخيًا جزئيًا وبنّاءًا جزئيًا، حيث كان الجانب الأول هو السائد في أعماله  ومؤلفاته السابقة، والأخير في أعماله اللاحقة،  وكانت  الميزة الأكثر لفتًا للانتباه هي العلاقة العضوية الوثيقة بين الجزأين، و الهدف من الأعمال التاريخية هو إظهار العلاقة الضرورية بين المفاهيم الفلسفية والعصر الذي تنتمي إليه؛ نفس الفكرة هي أصل تكهناته البناءة، كل الفلسفة هي فلسفة الحياة، وتطور ثقافة جديدة، وليست مجرد مذهب فكري، بل تطبيق إلهام ديني حيوي على المشاكل العملية للمجتمع،  لقد كانت النفس البشرية فريدة في الإنسان ولا يمكن تفسيرها بدراسة الطبيعة.

 

نوبل لماذا؟

 

حصل «أوكن» على جائزة نوبل في الأدب سنة 1908م، وكان في تقرير  اختياره للجائزة  أنها «اعترافًا ببحثه الجاد عن الحقيقة، وقوته الفاحصة في التفكير، ومجموعة رؤيته الواسعة، ودفئه وقوته في العرض التقديمي الذي عمل من خلاله على إثبات فلسفة مثالية للحياة وتطويرها».

 

وتوفى فيلسوف الحياة  الأديب الألماني  «رودولف أوكن» في  14 سبتمبر 1926م في جينا، في ولاية تورينجن بألمانيا.