لا شك أن اتباع أسلوب حياة صحي يشكل احدي ركائز النمو البدني والعقلي لدي الأطفال والمراهقين في مراحل الدراسة المختلفة، وذلك بأن يتضمن تغذية جيدة ونشاط بدني معقول، إلى جانب إعطاء الجسم نصيبه من الراحة والاسترخاء.
وقال الدكتور محمد الحوفي الأستاذ بقسم علوم الأغذية بجامعة عين شمس، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن التغذية قبل الذهاب إلى المدرسة، والمتمثلة في وجبة الإفطار تعتبر مهمة للغاية، بل وتعد أهم وجبة في اليوم.
وأوضح أنها يجب أن تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة، مثل (الخبز الكامل أو الشوفان)، حيث إنها توفر طاقة مستدامة للجسم، والبروتين مثل (البيض، الجبن، الزبادي)، لأنه يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول ويدعم بناء العضلات.
وأضاف أن وجبة الإفطار يجب أن تحتوي أيضا على الفواكه الطازجة والخضروات، التي توفر الفيتامينات والمعادن والألياف التي يحتاجها الجسم، وكذلك الدهون الصحية، والتي تدعم نمو الدماغ، وتوجد في أطعمة مثل الأفوكادو والمكسرات.
وأشار الدكتور محمد الحوفي إلى أن وجبة مكونة من شطيرة من خبز القمح الكامل مع بيضة مسلوقة وبعض الخضروات، أو وعاء من الشوفان مع الفواكه والمكسرات، أو زبادي يوناني مع العسل والفاكهة الطازجة، تكون كافية جدا لتشكيل وجبة إفطار متوازنة تمد الجسم بكل العناصر الغذائية اللازمة، مؤكدا أنه من المهم أن يكون للأطفال وجبات خفيفة صحية خلال اليوم للحفاظ على مستويات الطاقة والتركيز، وأن تكون الوجبة، على سبيل المثال،ثمرة فاكهة (تفاحة أو موزة)، أو قطعة من الجبن مع الخبز الكامل.
كما أكد أن وجبة الغداء يجب أن تكون متوازنة أيضاً بحيث تحتوي على البروتين، مثل (اللحم المشوي، أو الدجاج، أو الفول، أو التونة)، والكربوهيدرات المعقدة، مثل (الأرز البني، أو المكرونة الكاملة، أو الخبز الكامل)، والخضروات، مثل (السلطات أو الخضروات المطبوخة)، لافتا إلى أنه يمكن تناول وجبة خفيفة بعد الظهر، كالزبادي مع الفواكة، أو حفنة من المكسرات، أو الخضروات المقطعة مع الحمص.
وشدد على أن فترات الراحة خلال اليوم الدراسي مهمة للأطفال لتعزيز تركيزهم وتجديد نشاطهم.. وفي هذا الإطار، نصح خلال الصباح أن تكون هناك فترة راحة قصيرة من 10 إلى 15 دقيقة بعد أول ساعة أو ساعتين من الدراسة، بحيث يتمكن الأطفال من تناول وجبة خفيفة واللعب قليلاً لاستعادة التركيز، أما وقت الغداء، فيجب أن تكون هناك فترة راحة أطول من 30 إلى 60 دقيقة لتناول وجبة الغداء والقيام ببعض النشاط البدني مما يساعد في تنشيط الدورة الدموية وتجديد الطاقة.
كما نصح الدكتور محمد الحوفي في فترة بعد الظهر أن تكون هناك فترة راحة قصيرة من 5 إلى 10 دقائق كل ساعة ونصف إلى ساعتين، للسماح للأطفال بالتحرك قليلاً والابتعاد عن المقاعد الدراسية.
وأشار إلى أن شرب الماء بانتظام مهم جداً للأطفال، حيث يحافظ على ترطيب الجسم طوال النهار، فضلا عن الحصول على القسط الكافي من النوم بين 8 إلى 10 ساعات يوميا بما يساهم في تحسين الأداء المدرسي والتركيز، مختتما بالتأكيد على أنه باتباع هذه النصائح يمكن تحسين أداء الأطفال وزيادة تركيزهم ونشاطهم خلال اليوم الدراسي.
وفي ذات السياق، وجهت الدكتورة جاكلين ألبين أستاذة الطب الداخلي وطب الأطفال والصحة العامة في كلية الطب بجامعة "ساوث ويسترن" الأمريكية، والخبيرة في الطب التغذوي بعض النصائح للأباء لمساعدة وتشجيع أطفالهم على تناول الأطعمة الصحية خلال اليوم الدراسي، ومنها أن تقوم الأم بإعداد الوجبة في المنزل مع تقليل مستويات السكر والملح فيها، وأن تكون الوجبة متوازنة فتجمع فيها بين العناصر الغذائية واللذة في تناولها، فتجعل الأطفال يشعرون بالشبع والرضا في آن واحد.
واقترحت إشراك الطفل في اختيار وجباته المدرسية بأن تطلب منه الأم كتابة كل ما يحب أن يجده في الوجبة المدرسية، كما يمكن أن تساعده في ذلك بأن تطلب منه التفكير في أطعمة ملونة لوضعها، منوهة إلى أن الأم قد تتفاجأ بالبروتينات والفواكه والخضروات التي يذكرها أطفالها.
وأكدت أهمية شرب الماء بكميات مناسبة، مبينة أنه وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة الامريكية فإن 50% من المراهقين لا يتناولون ما يحتاجونه من الماء، كما أن 1 من كل 5 أشخاص لا يشربون الماء الكافي لترطيب أجسامهم.
واعترفت ألبين بأنه عادة يكون من الصعب إقناع الأطفال بشرب الماء، مقترحة، في هذا الصدد، أن يتم إضافة الفواكه مثل الفراولة أو الأعشاب إلى الماء حتي يكون لذيذا ويقبل الأطفال على شربه، مشددة على أن تغذية الأطفال مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الآباء، وذلك عبر توفير وجبات صحية ومتوازنة تساعدهم في بناء مستقبل صحي وسعيد تكون عادات الأكل الصحية فيه جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية.