الأحد 15 سبتمبر 2024

وكيل الأزهر: النبي أول من حث على التكنولوجيا والابتكار والتطوير العلمي

وكيل الأزهر

دين ودنيا15-9-2024 | 11:29

أ ش أ

أكد وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني أن ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تعد إحياء لكل القيم الدينية والأخلاقية التي جاء بها، ويجب علينا العمل على ترجمة هذه القيم إلى سلوك في دنيانا.

وقال وكيل الأزهر، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد، إن القراءة العصرية لسِيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه سلم تجعلنا نفهم أنه لم يأت بالدين الخاتم وحسب، بل جاء بمنهج كامل تستقيم معه الحياة، ويضمن بهذا المنهج التفوق والريادة للمسلمين.

وأضاف أنه بينما لم تكن التكنولوجيا الحديثة موجودة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه شجع عليها فحثَّ على العلم، والابتكار، والتطوير العلمي، وهو ما يمكن اعتباره أساسًا لمفهوم تشجيع التكنولوجيا والابتكار في العصر الحديث.

وأوضح أن النبي شجع على الابتكار واستخدام الأدوات المتاحة في زمانه بما يسهم في تحسين الحياة اليومية والمجتمع، فكان يحث المسلمين على طلب العلم، ففي الحديث الشريف: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» دعوة للتشجيع والمساهمة في دعم الحركات العلمية والتكنولوجية وهو ما ظهر أثرها في العصور الإسلامية اللاحقة؛ حيث أصبحت الحضارة الإسلامية مركزًا عالميًّا للعلوم والاكتشافات، في الطب، والهندسة، والرياضيات، والفلك.

وأشار إلى أن النبي شجع على الابتكار لتحقيق منافع المجتمع، فدائمًا ما أكَّد أهمية السعي لإيجاد حلول عملية لتحسين حياة المجتمع، ولعل واحدة من الأمثلة الشهيرة هي توجيهه لأهل المدينة لتلقيح النخيل؛ حيث لفت إلى أن هذه الممارسات تتطلب معرفة عملية، وهي إشارة إلى أن التجربة والابتكار كانا مُقدَّرين، كما حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الاستفادة من التقنيات المتاحة في الحروب، ومن ذلك حفر الخندق في غزوة الأحزاب، وهي استراتيجية دفاعية مبتكرة تعلَّمها المسلمون من الفرس.

ونوه الضويني بأنه صلى الله عليه وسلم أعطى كذلك طوال حياته للمسلمين دروسًا في فنون القيادة والإدارة فأظهر صفات قيادية بارزة ومبادئ إدارية كانت فعالة في تأسيس مجتمع قوي ومتوازن في المدينة المنورة.

ولفت وكيل الأزهر إلى أنه إلى جانب اعتماد النبي محمد ﷺ على مبدأ الشورى في اتخاذ القرارات المهمة، وأنه كان قائدا عادلا يطبق القانون على الجميع دون تمييز، وكان يعرف كيفية تفويض المهام بناءً على قدرات الأفراد واستخدم هذه المهارة بشكل ممتاز في تكليف الصحابة بالأدوار المناسبة لهم فعلى سبيل المثال، كان الصحابي خالد بن الوليد قائدا عسكريًّا بارعًا، بينما كان معاذ بن جبل مسؤولا عن الأمور الدينية والفتاوى..مؤكدًا أن هذا التفويض الفعال ساعد في بناء فريق متكامل ومتماسك.

وقال الضويني إن النبي ﷺ كان يمتلك رؤية طويلة الأمد ووعيا استراتيجيا، ومن أشهر الأمثلة على ذلك «صلح الحديبية» حيث وافق على شروط قد تبدو في البداية غير مناسبة للمسلمين، لكنها كانت مدروسة بشكل دقيق لتحقيق مكاسب طويلة الأجل، مشيرًا إلى أن الصلح أعطى المسلمين فرصة للراحة والتمدد، مما ساهم في تقوية الدولة الإسلامية فيما بعد.

واختتم قائلًا: تميز سيدنا محمد ﷺ بصفات جعلت منه قائدا ناجحا، واستطاع أن يؤسس دولة قوية ومجتمعا مستقرا، وما زالت هذه القيم تعتبر نموذجا يحتذى به في القيادة والإدارة الحديثة.