تعتبر مرحلة الانتقال من المدرسة الثانوية إلى الجامعة من أهم المحطات في حياة كل فتاة، فهي بمثابة فصل جديد مليء بالتحديات والفرص، وتتطلب تحولًا كبيرًا في حياة كل طالبة، سواء على المستوى الأكاديمي أو الاجتماعي أو النفسي، ولذلك نوضح في السطور التالية مع خبيرة نفسية، كيفية تأهيل الأم لأبنتها كي تستطيع الانتقال السلس لهذه المرحلة الجديدة، ومساعدتها على تجاوز التحديات بثقة واقتدار....

ومن جهتها قالت الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، في تصريح خاص لبوابة " دار الهلال"، أن تهيئة كل بنت نفسياً من قبل الأم للدخول إلي مرحلة الجامعة، أمراً يتطلب بذل الكثير من الجهد والصبر، حيث أن الفتاة قد تعودت علي نظام المدرسة والتعليم  بشكله المباشر والتقليدي ومحدودية الفصل والنوع، وسوف تنتقل إلي مرحله جديدة ليست مرتبطة بالملابس أو الشكل الخارجي فقط، بل قد تكون مرتبطة بحرية التنقل من محافظه لأخرى، وتعد الابنة خلال تلك الفترة هي المسئولة عن مستقبلها العلمي واسم عائلتها.

وأضافت أستاذ علم النفس السلوكي، أنها رحلة طويلة تتطلب من الأم أن تكون مرشدة وداعمة لابنتها، كي تواجه بيئة جامعية أكثر مرونة ومسؤولية، وإن نجاح الطالبة في الجامعة مرتبط بشكل كبير بالعلاقة التي تربطها بوالديها، فالثقة المتبادلة والمحبة الصادقة بينهما يشكلان حائط صد أمام أي صعوبات قد تواجهها الابنة، وهنا لابد من بناء علاقة صداقة قوية مع ابنتها، من خلال الاستماع إليها بانتباه، وتشجيعها على التعبير عن مشاعرها وأفكارها بحرية، ويعد الشرح المباشر لتلك المرحلة هو الوسيلة الأكثر تأهيلاً للفتاة، من خلال توضيح جميع المهام التي تنتظر الفتاة في الجامعة، وصعوبتها والمشاعر المختلطة التي قد تتعرض لها الابنة، سواء كانت اغتراب عن الأسرة أو مشاعر عاطفيه تجاه أي زميل لها، أو الشعور بالغربة تجاه الكلية وما بها من أنشطة، وكلها أمور يجب أن تكون واضحة للبنت، لأن صغر السن وحب الاستطلاع لدى الفتاة قد يؤدى بها إلي مشاكل، في حال عدم معرفتها بها مسبقاً.

واختتمت مؤكدة، أن للأم دورًا حيويًا في تهيئة ابنتها لهذه المرحلة، من خلال بناء علاقة قوية معها، وتقديم الدعم والتشجيع اللازمين، فبالتعاون بينهما، يمكن للطالبة أن تتجاوز التحديات وتحقق النجاح في دراستها.