تعد جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.
ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901م، في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.
ونلتقي اليوم مع الفرنسي أندريه جيد
ولد أندريه جيد في 22 نوفمبر 1869 م، في باريس في عائلة بورجوازية، وتوفي والده وهو صغير السن، وكانت أمه فنورمندية كانت متسلطة، فلقى تربية قاسية ومتزمتة، كان «أندريه» معتل الصحة، و منذ صغره وهو يشعر أنه مختلف عن الآخرين، ولم تكن دراسته المدرسية منتظمة، فعاش طفولة مشوشة، و وفي مرحلة المراهقة استهوته اللقاءات الأدبية فأخذ يرتاد الصالونات الأدبية والأندية الشعرية.
نشر «جيد» في العام 1891م «دفاتر أندريه فالتر» التي يحكي فيها عن نفسه بشخصية بطل القصة «أندريه فالتر» حيث تكلم عن شعوره بالكآبة وطموحاته المستقبلية وحبه لابنة عمه «مادلين» المكنى عنها بالرواية تحت اسم ابنة عم البطل «أمانويل»، تزوج ابنة عمه «مادلين» عام 1895م
ترجم «جيد» عدة كتب إنجليزية إلى اللغة الفرنسية ووضع دراسات نقدية جديدة في الأدب الفرنسي، وحصل على شهادة الدكتوراة الفخرية من أكسفورد.
الرحلة إلى إفريقيا الشمالية
ولم يكن «جيد» يحتاج إلى البحث عن عمل أو ممارسة مهنة، فقد ككان يملك ثروة تسمح له بأن يعيش حياة مرفهة، فانكب على القراءة والمطالعة دون الاهتمام بشؤون حياته المادية، وأثناء رحلة إلى الجزائر تعرف على «أوسكار وايلد»، أغرت «جيد» الشيوعية مدّة إلا أن رحلته إلى الاتحاد السوفياتي سنة 1936م، أقنعته بلا إنسانية النظام الستاليني، والتزم بعد ذلك ضد الاستعمار.
مؤلفات أندريه جيد
قدم أندريه جيد العديد من المؤلفات الأدبية منها: « Si le Grain ne meurt .. سيرته الذاتية»، «أقبية الافاتيكان، المزيفون، البوابة الضيقة، قوت الأرض، سيمفونية الحقول، الرحلة إلى الكونغو، عودة من تشاد».
جائزة نوبل لماذا؟
وحصل «جيد» على جائزة نوبل للأدب سنة 1947م، وجاء في تقرير اللجنة التي منحته الجائزة أنها «لكتاباته الشاملة والفنية، والتي تم فيها عرض المشاكل والظروف الإنسانية بحب خائف للحقيقة وبصيرة نفسية حادة».
ورحل الأديب الفرنسي أندريه جيد في 19 فبراير 1951م.