تبدأ نهاية العالم المعروفة باسم "راجناروك" في الأساطير الإسكندنافية بشتاء طويل يستمر لثلاث سنوات دون صيف يسمى فيمبولفيتر، وصدرت دراسة حديثة عن المتحف الوطني في الدنمارك عن هذا الموضوع ونُشرت في مجلة "التقارير العلمية الأثرية".
ويبدو أن الأسطورة قد تستند إلى حقيقة تاريخية حدثت قبل 1500 عام، حيث شهدت الدنمارك كارثة مناخية كبرى ربما تسببت في تدمير جزء كبير من السكان.
انفجارات بركانية كارثية غيّرت المناخ
في عام 536 م، شهد العالم سلسلة من الانفجارات البركانية العنيفة التي غطت الكوكب بحجاب من الرماد والغازات الكبريتية، مما أدى إلى حجب أشعة الشمس.
وقد تم توثيق هذا التأثير في مصادر تاريخية من الإمبراطورية الرومانية والصين، حيث وصفت الشمس بأنها "شاحبة وباردة مثل القمر"، كما أُشير إلى المحاصيل التي لم تنضج، وانعدام النجوم في السماء لأكثر من عام.
كشف آثار الكارثة في الدنمارك عبر حلقات الأشجار
حتى وقت قريب، لم يكن من الواضح مدى تأثير هذه الكارثة على الدنمارك، ولكن من خلال دراسة حلقات أكثر من 100 عينة من خشب البلوط من القرن السادس، تمكن باحثون من المتحف الوطني من إثبات التأثير السلبي على ظروف النمو في البلاد.
وتظهر هذه الدراسة كيف أن الأشجار توقفت عن النمو، ما يعكس التدهور الكبير في الزراعة والذي أدى إلى انخفاض حاد في إنتاج الحبوب وهجر مناطق واسعة من السكان.
الانخفاض الحاد في درجات الحرارة وتأثيره على السكان
تشير نماذج المناخ إلى انخفاض عالمي في درجات الحرارة خلال هذه الفترة، حيث شهدت الدنمارك انخفاضًا بأكثر من 3 درجات مئوية، واعتقد الباحثون أن ما يصل إلى نصف السكان في النرويج والسويد ماتوا خلال هذه الكارثة، وربما حدث شيء مماثل في الدنمارك.
كنوز أثرية تكشف ردود فعل الشعوب القديمة على الكارثة
تشهد الاكتشافات الأثرية في الدنمارك على التأثير المدمر للكارثة المناخية، فقد تم دفن العديد من الكنوز الذهبية الضخمة، مثل قرون الذهب وكنوز فينديليف وبروهولم خلال هذه الفترة، ويُعتقد أن هذه الكنوز قُدمت كقربان للآلهة في محاولة لعودة الشمس واستعادة الحياة الطبيعية.
كيف أثرت الكارثة على الزراعة والتكيف الاجتماعي؟
تكشف دراسة حديثة أن المجتمعات القديمة بدأت في تنويع أصناف المحاصيل بعد الكارثة، مما زاد من الأمن الغذائي، وقد أدى ذلك إلى انتشار زراعة الجاودار كما هو موضح بالصورة المرفقة، الذي يُعتبر أقل اعتمادًا على الشمس مقارنةً بالحبوب الأخرى، ما ساهم في توفير الحماية من الأوقات الصعبة.
الأساطير والحقائق: هل استندت الأساطير الإسكندنافية إلى أحداث حقيقية؟
بينما لا نعرف على وجه اليقين إذا كانت أسطورة فيمبولفيتر قد استندت إلى الكارثة المناخية في القرن السادس، فإن التشابه بينهما مدهش للغاية، قد يكون لهذا النوع من الأساطير صدى حقيقي في التاريخ البعيد، مما يعكس تجربة البشر مع الكوارث المناخية، وذلك نقلا عن موقع labrujulaverde.