السبت 19 اكتوبر 2024

مبدعات حول العالم| إنجي أفلاطون.. حولت الخيال إلى واقع

إنجي أفلاطون

ثقافة26-9-2024 | 12:08

فاطمة الزهراء حمدي

استوحت لوحاتها من الواقع، واتخذت فن السريالية منهجا لها، وحولت الخيال إلى واقع في رسوماتها، وظهر ذلك على بعض لوحاتها كـ"الوحش الطائر" و"الحديقة السوداء"، وأقامت نحو 25 معرضًا فنيًا حول العالم، ولها 3 مؤلفات منها كتاب "نحن النساء المصريات"، ونالت وسام "فارس للفنون والآداب" من وزارة الثقافة الفرنسية، إنها الفنانة التشكيلية إنجي أفلاطون، التي تُعد إحدى رائدات الحركة الفنية التشكيلية في مصر والعالم العربي.

وُلدت إنجي حسن أفلاطون في 16 أبريل 1924، بقصر من قصور القاهرة، وتنتمي إلى أسرة أرستقراطية، وكان جدها الأكبر وزيرا في عهد الخديوي إسماعيل، ويقال إن محمد علي باشا هو من أطلق على جدها لقب "أفلاطون".

درست أفلاطون في مدرسة القلب المقدس الفرنسية الداخلية، ثم في مدرسة الليسية الفرنسية حيث حصلت على شهادة البكالوريا، بدأت تظهر إبداعاتها ولمساتها الفنية منذ الصغر، وقد لاحظ والدها ذلك، واستقدم لها معلمًا ليساعدها على تنمية موهبتها، ثم التحقت بكلية الفنون الجميلة في جامعة القاهرة، وكانت من ضمن أوائل الطالبات اللاتي التحقن بالكلية.

التقت أفلاطون بكامل التلمساني، أحد الفنانين الذين أثروا في الحركة الفنية وقتها، وبدأ يتحدث عن الفن ويشرح لها، ويوجهها نحو تاريخ الفنون وفلسفة الجمال، وقدم لها فنون التراث واتجاهات الفن الحديث من خلال المراجع والصور؛ ومن هنا زاد شغفها وحبها للفن وأخذت تتطلع على عالم الفنون الممتلئ بالجمال والإبداع.

اتجهت إنجي أفلاطون إلى الفن السريالي، واتخذته منهجًا للتعبير عن نفسها، لما لهذا الفن من قدرة على التعبير عن ما يدور في العقل الباطن، فجسدت كل ما جاء في خيالها بشكل واقعي، ويظهر ذلك في لوحات "الوحش الطائر" 1941، و"الحديقة السوداء" 1942، و"انتقام شجرة" 1943، كما انضمت إلى جماعة "الفن والحرية"، التي ضمت بين أعضائها محمود سعيد، وفؤاد كامل، ورمسيس يونان، وغيرهم.

افتتحت أفلاطون معرضها الأول عام 1951، وغلب عليه الطابع الواقعي الاجتماعي، وظهر ذلك في اللوحات التي عبّرت فيها عن سيطرة الرجل على مقدرات المرأة أو اللوحات التي صورت الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال البريطاني مثل "لن ننسى" التي عبرت عن بطولات الفدائيين في معارك قناة السويس.

استوحت أفلاطون  لوحاتها من مُعاناة الطبقة الكادحة، مثل الفلاحين والحرفيين والعمال، وركزت على النساء في كفاحهن اليومي، بعد أن سافرت إلى قرى ونجوع مصر، لتصور وتُجسد رؤيتها بواقعية، مستعينة بأدواتها للتعبير عن حياتهم.

أقامت "أفلاطون" نحو 25 معرضًا خاصًا، داخل مصر وخارجها، وكان أول معرض لها في القاهرة عام 1951م، ثم معرضًا في روما، ومعارض أخرى في مدن مثل موسكو، وبرلين الشرقية، وبنيودلهي، والكويت، والعديد من دول العالم.

كما شاركت في عدة معارض جماعية دولية، منها بينالي ساو باولو عام 1953، وبينالي فينسيا، وشاركت أيضًا مع عدد من الفنانين المصريين في معرض ألاباما، بالولايات المتحدة عام 1988م.

حصلت إنجي أفلاطون على العديد من  الجوائز، وأبرزها جائزتان من صالون القاهرة عامي 1956، 1957، والجائزة الأولى في مسابقة المناظر الطبيعية عام 1959، كما حازت على جوائز دولية أبرزها وسام "فارس للفنون والآداب" من وزارة الثقافة الفرنسية عام 1985، 1986.

قدّمت إنجي أفلاطون لعالم الفن، مجموعة من اللوحات الفنية المتميزة، ومنها، جمع الذرة، حاملة شجرة الموز، جمع البرتقال، الشجرة الحمراء، سوق الجمال، صياد بلطيم، وصدر لها كتاب بعنوان "80 مليون امرأة معنا" في عام 1947، وآخر بعنوان "نحن النساء المصريات" في عام 1949، وثالث بعنوان "السلام والجلاء" في عام 1951.

رحلت الفنانة إنجي أفلاطون عن عالمنا 17 في أبريل عام 1989 عن عمر يناهز 75 عاما، وقد أقيم معرض لإحياء ذكراها بعد رحليها، في أتيليه القاهرة عام 1989م.