الإثنين 2 ديسمبر 2024

ثقافة

مساجد تاريخية.. لماذا لم تقام صلاة في مسجد «خاير بك» الأثري منذ 500 عام؟.. اعرف الحكاية

  • 27-9-2024 | 11:23

مسجد خاير بك

طباعة
  • أحمد البيطار

تضم القاهرة عددًا كبيرًا من المساجد الأثرية والتاريخية وأضرحة أولياء الصالحين، فهي تعرف بمدينة الألف مئذنة، ويعد مسجد خاير بك الذي يقع داخل منطقة الدرب الأحمر، وتحديدًا في شارع باب الوزير من المساجد الأثرية ويحمل رقم 248 بسجلات الآثار الإسلامية، ولكنه مسجدًا لم تقام فيه صلاة، ولم يرفع فيه أذان منذ أكثر من 500 عام، بسبب الخطأ الذى قام به المهندس المعمارى فى حساب القبلة، والكراهية الشعبية بسبب خيانة صاحب المسجد الأمير خاير بك.

ينسب المسجد إلى الأمير خاير بن ملباى الجركسى، وهو من كبار القادة في جيش السلطان قنصوه الغوري فى معركة «مرج دابق» عام 1516، التي خسرها المماليك بسبب خيانته، وتحولت مصر بعد ذلك من سلطنة يتبعها الشام وبلاد الحجاز إلى مجرد ولاية عثمانية لمدة 3 قرون، ومكافأة لخيانته نصبه سليم الأول واليا على مصر.

يعد المسجد جزءاً من مجموعة معمارية فريدة، وتعتبر قبة المسجد واحدة من أجمل قباب القاهرة بزخارفها النباتية الدقيقة، وقد أجريت محاولات على مر السنوات لإحياء المسجد الذى دفن فيه خاير بك وإقامة الصلوات فيه، لكن رفضًا شعبيا وحاجزا نفسيا وقف بينه وبين المصريين، فرفضوا الصلاة في مسجد الخائن رفضًا قاطعًا ليبقى المسجد مزارًا سياحيًا وشاهدًا على التراث المعماري لتلك الحقبة دون إقامة صلاة واحدة.

من هو الأمير خاير بك؟

الأمير خاير بك الجركسي أحد أمراء المماليك الجراكسة، وهو أول حاكم لمصر تحت السلطة العثمانية وآخر والي مملوكي في حلب.

كانت بداية خاير بك عندما قدمه أبوه إلى السلطان الأشرف قايتباي فتدرج في المناصب الحربية حتى وصل إلى رتبة حاجب الحجاب في عهد السلطان قانصوه الغوري الذي عينه بعد ذلك نائبا له في حلب عام 1504م والتي ظل نائبا بها حتى عام 1516م - 922 هجرية.

تخطيط المسجد

تم تخطيط هذا المسجد على نمط تخطيط المدارس؛ فهو على شكل مستطيل؛ يتألف من صحن أوسط تحيط به أربعة إيوانات، ويوجد المنبر بإيوان القبلة في الجنوبي، أما الإيوانان الشرقي والغربي فأكثر عمقا من إيوان القبلة، حيث ينفرد هذا المسجد بظاهرة قلة عمق إيوان القبلة، ويحيط بجدران الإيوانات جميعها لوحة رخامية بارتفاع 1.5 من أرضية المدرسة يعلوها شريط نقشت عليه آيات من سورة الفتح

أما مئذنة المسجد فمبنيه بالآجر وتتكون من قاعدة مربعة ودورتين وقد تهدمت الدورة الثالثة ولها سُلّمان

كما يوجد بالمسجد ضريح "خاير بك" ويقع تحت قبة بصلية الشكل، سطحها مغطى بزخارف نباتية بارزة، وتعلو جدران القبة في الداخل كتابة نصها: "بسملة، أمر بإنشاء هذا المكان المبارك المقر الأشرف الكريم العالي المولوي الأميري الكبيري السيدي المالكي المخدومي... الراكعي الساجدي السيفي خاير بك أمير حاجب الحجاب بالديار المصرية وما مع ذلك الملكي الأشرفي أعز الله أنصاره وختم بالصالحات أعماله، وكان الفراغ في سنة ثمان وتسعمائة".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة