الثلاثاء 1 اكتوبر 2024

مساجد تاريخية.. مسجد الصالح طلائع آخر المساجد الفاطمية التي بنيت في مصر

مسجد الصالح طلائع

ثقافة1-7-2024 | 03:23

أحمد البيطار

يعد مسجد الصالح طلائع أو المسجد المعلق الكائن حاليًا في ميدان بوابة المتولي في باب زويلة بحي الدرب الأحمر بمحافظة القاهرة آخر المساجد الفاطمية التي بنيت في مصر، وكان أولها الجامع الأزهر، ويعتبر أول المساجد المعلقة فيها، بُني ليدفن فيه رأس الإمام الحسين- رضي الله عنه- ولكن هذا الأمر الذي لم يحدث فيما بعد .

تاريخ إنشاء المسجد

ووفقًا للهيئة العامة للاستعلامات فإن المسجد  أنشئ في عام (555 هـ – 1160 م)، على يد أبوالغارات الملقب بالملك الصالح طلائع بن رزيك، وزير الفائز بنصر الله الفاطمي، وعلى الرغم من أنه تم الانتهاء من بناء المسجد في تلك السنة إلى أنه لم يصبح مسجدا جامعا إلا بعد بنائه بحوالي مائة عام؛ حيث أقيمت فيه أول صلاة للجمعة في عهد السلطان المملوكي "عز الدين أيبك" 1250 -1257م وفقا لما ذكر في الخطط المقريزية للمؤرخ تقي الدين المقريزي، والسياحة الدينية في مصر لحسن الرزاز.

رأس الإمام الحسين رضي الله عنه سبب بنائه

"الوزير الصالح طلائع بن رزيك" كان قد أمر ببناء المسجد لما خيف على مشهد الإمام الحسين رضي الله عنه، إذ كان بعسقلان من هجمة الفرنجة وعزم على نقله، فبنى له هذا الجامع لكي يدفن فيه رأس الإمام الحسين- رضي الله عنه- ولما فرغ منه لم يمكنه الخليفة الفاطمي الفائز من ذلك لأنه رأى أن رأس الإمام الحسين يجب أن يوضع في القصور الزاهرة، فقام الفائز بإعداد مشهد خاص داخل باب الديلم أحد أبواب القصر الفاطمي، وهو المشهد المعروف حاليا، وفقا لما جاء في اتعاظ الحنفا بأخبار الائمة الفاطميين الخلفا والخطط المقريزية للمقريزي والتراث المعماري الفاطمي والأيوبي في مصر لمحمود أحمد درويش.

وقد بُني في مسجد الصالح طلائع صهريج وجعل ساقية على الخليج قريب من باب الخلق تملأ الصهريج المذكور أيام النيل وجعل المجاري إليه وأٌقيمت الجمعة فيه في الأيام المعزية في سنة بضع وخمسين وستمائة، ويعتبر المسجد أول المساجد المعلقة بمصر، حيث كان يقوم على طابق تحت سطح الأرض يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار يضم مخازن وحوانيت ذات أقبية نصف أسطوانية موقوفة لإصلاح المسجد.

تخطيط المسجد

يشغل مسجد الصالح طلائع مساحة مستطيلة يبلغ طولها 53.50 م، وعرضها 27م، وللجامع ثلاثة مداخل يتوسط أحدها الواجهة الشمالية الغربية ويتوسط الثاني الواجهة الجنوبية الشرقية أما المدخل الشمالي الغربي وهو المدخل الرئيسي، وكل من الأبواب يقع في بروز بسيط يغطي أعلاه عقد محدب حلى داخله بخوصات تشع من عقد مسدود وكلتا الوجهتين مقسمة إلى دخلات قليلة الغور تنتهي بعقود محدبة.

كما تتميز واجهة المسجد بالعناصر الزخرفية والمعمارية المتعددة، ويتألف المسجد من الداخل من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة مسقوفة أكبرها رواق القبلة الذي يشتمل على ثلاثة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية، وجميع عقود الجامع محدبة الشكل مبنية من الطوب، وبنيت الحوائط الأربعة من الخارج بالحجر ومن الداخل من الطوب وهي ظاهرة انفرد بها هذا الجامع.