نحتفل في 30 سبتمبرمن كل عام ؛ باليوم العالمي للبودكاست ؛ حيث شهد في الآونه الاخيرة نمواً هائلاً له ، وتحول هذا الشكل من المحتوى الصوتي إلى ظاهرة ثقافية اجتماعية ؛ ونتيجة لهذا الانتشار أصبح الكثير من الأشخاص ينتجونه ؛ حتى أولئك الذين ليس لديهم خبرة سابقة عنه، هذا التنوع الكبير في المحتوى يطرح تساؤلات حول كيفية تمييز البودكاست الجيد والمفيد عن البودكاست الضار؟

ومن جهتها أكدت الدكتورة نجلاء محمد حسنين مدرس الإعلام بكلية البنات جامعة عين شمس، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، على أن أحد أسباب انتشار البودكاست هو سهولة إنتاجه وبفضل التطور التكنولوجي  أصبح بإمكان أي شخص غير مؤهل إنشاء بودكاست خاص به ونشره عبر منصات مختلفة ، ما أدى لدخول العديد من الأشخاص سواء كانوا متخصصين أو هواة في هذا المجال.

وأضافت خبيرة الإعلام  أنه مع التوسع الكبير في عالم البودكاست، أصبح من الصعب الحفاظ على مستوى الجودة الذي كان سائداً في السابق ، ففي الماضي كان عدد البودكاست محدودًا وكانت جودته أعلى بشكل عام، وذلك لأن المنتجين كانوا قلة مختارة وخبراء في مجالاتهم؛ أما الآن ومع التنوع الهائل في المحتوى، أصبح من الصعب ضمان جودة جميع الإنتاجات.

وأشارت د.نجلاء إلى إن هناك طرق للتحقق من صحة المعلومات المقدمة في البودكاست، خاصةً مع انتشار الأخبار الكاذبة ، ومنها ما يلي:-

- لا يمكننا الاعتماد على أي معلومة نسمعها في البودكاست دون التحقق من مصدرها ومصداقية صانع المحتوى ، يجب أن نكون واعين وننتقي المحتوى الذي نستهلكه بعناية.

- لتقييم جودة أي بودكاست علينا التركيز على مصادر المعلومات التي يستشهد بها صانع المحتوى ، هل هذه المصادر موثوقة ومحايدة؟ وهل تتوافق مع المعايير العلمية والأخلاقية أم لا؟!.

- جودة الصوت العالية تساهم بشكل كبير في تعزيز تجربة الاستماع ، فالصوت الواضح والنقي يخلق تجربة استماع ممتعة ويساعد على بناء صورة ذهنية واضحة للمحتوى المعروض خاصة في القصص والروايات.

- بعد الانتهاء من تسجيل البودكاست، يأتي دور المونتاج، وهو فن دقيق يتطلب مهارة وإبداع ، فاختيار المؤثرات والموسيقى المناسبة يتطلب ذوقًا رفيعًا وفهمًا عميقًا لمحتوى البودكاست، مما يساهم في خلق تجربة استماع غنية وجذابة.

- لتحقيق النجاح المستمر، يجب على صانعي البودكاست أن يبنوا علاقة قوية مع جمهورهم، يمكن تحقيق ذلك من خلال تشجيع التفاعل، والاستجابة لتعليقات المستمعين، وتطوير المحتوى بناءً على اهتماماتهم؛ هذا التفاعل المتبادل يجعل البودكاست أكثر إثارة للاهتمام ويضمن استمراره.

- ومن الملاحظ أن البودكاست التي تعتمد على سرد قصص التجارب الشخصية  تكتسب شعبية كبيرة  سواء كانت عن مواجهة تحديات أو تحقيق النجاح، تعمل على إلهام وتشجيع المستمعين؛ فهي توفر نماذج واقعية يمكن للناس التعرف عليها والتعلّم منها، مما يزيد من تفاعلهم وتعلقهم بالبودكاست.

اختتمت حديثها قائلة بأن البودكاست وسيلة رائعة لنشر المعرفة والثقافة، ولكن يجب علينا أن نكون انتقائيين في اختيار ما نستمع إليه ، لأنه ليس كل ما يُقدّم في عالم البودكاست مفيدًا أو صحيحًا ؛ من الضروري اختيار البودكاست الذي يتوافق مع قيمنا ومعارفنا، والذي يقدم معلومات موثوقة وخبرات مفيدة. بهذه الطريقة، يمكننا الاستفادة القصوى من هذا الوسيلة القوية للتعلّم والتطوير.