الخميس 10 اكتوبر 2024

الهجمات الإيرانية على إسرائيل .. هل هي ردع أم تهديد وإزعاج ناري؟ .. خبراء يوضحون

هجمات إيران

تحقيقات2-10-2024 | 16:26

محمود غانم

ضربات قاصمة وجهتها طهران لتل أبيب، أعتمت عن نتائجها، لكن الأيام كافية لتكشف عما أسفرت، وتزيح الستار عن مشاهد الدمار، وذلك برغم من سياسة التعتيم التي تفرضها حيال الخسائر التي تتلقاها جراء الضربات الصاروخية، بحسب مراقبين.

وتقول طهران إن ضرباتها تأتي في السياق الرد على اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وتسبب الصواريخ التي أطلقتها طهران المقدرة بنحو 180 في إلحاق خسائر بشرية وأضرار مادية بإسرائيل، فضلًا عن إغلاق المجال الجوي للبلاد، وهرع الملايين إلى الملاجئ على وقع دوي صافرات الإنذار.

في المقابل، أكدت إسرائيل أنها سترد على الهجوم الإيراني، ولكن دون تحديد وقت ولا طبيعة الرد، وسط تقديرات بأن هجماتها قد تطول مواقع إستراتيجية في طهران، بما في ذلك منشآت النفط، بحسب موقع "والا" العبري.

ويشير الموقع إلى أن إسرائيل ربما تنفذ أيضًا اغتيالات لكبار المسؤولين الإيرانيين دون تحمل المسؤولية أو تدمر أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، وخاصة تلك التي تحمي منشآتها النووية، وقد يكون عن طريق تنفيذ غارات جوية تشنها طائرات مقاتلة، إضافة إلى عمليات سرية كتلك التي قتلت "هنية" في طهران قبل شهرين.

وبالعودة إلى طهران، فإنها تؤكد على أنه إذا ردت إسرائيل على هجماتها، فسيكون ردها أقوى، وذلك لأنها مارست حقها في الدفاع عن النفس استنادًا إلى المادة 51 من الميثاق، واستهدفت حصرًا القواعد العسكرية والأمنية المسؤولة عن الإبادة الجماعية في غزة ولبنان، حسبما تذكر.

وشددت على استعدادها التام لإتخاذ مزيد من التدابير الدفاعية من أجل حماية مصالحها المشروعة والدفاع عن سيادتها ضد أي عدوان عسكري واستخدام غير قانوني للقوة، وأنها لن تتردد في هذا الصدد.

رسالة رادعة

ويؤكد الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي والإستراتيجي، أن الرد الإيراني كان رسالة رادعة من الدرجة الأول، لأن الخسائر التي سببتها في إسرائيل لم تعلن منها حتى الآن.

وأوضح في حديثه لـ"دار الهلال"، أن لدرجة كبيرة مثل ذلك الرد، رسالة إلى تل أبيب بأن المعادلة اختلفت عما تقدره، مبرزًا ما أشار إليه خبراء من أن 90 بالمائة من الصواريخ وصلت إلى أهدافها.

وأبرز غباشي، حديث رئيس الأركان الإيراني بأن أي رد إسرائيلي أو أمريكي سيواجه برد إيراني يستهدف البنى التحتية في الكيان الإسرائيلي، مع التأكيد بأن أي طرف ثالث سيخرج من خلاله تلك الهجمات، أو سيمر من أجوائه أي طيران، ستصبح مستهدفة بالضربة الإيرانية، معلقًا على ذلك بالقول:" هذا مستجد على التطورات".

وفي اعتقاده أن من الوارد أن ترد إسرائيل على الهجمات الإيرانية، لأن الأمر لايرتبط بها، بل من خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، فضلًا عن أنها تحظى بدعم أربعة دول أوربية:إنجلترا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، وذلك بصرف النظر عن التعاطف الفرنسي مع الوضع في لبنان، لكنها في الأخير لم تستطع أن تحول دون أي شئ، مردفًا إننا الآن أمام حالة من حالات المواجها لاتحددها إسرائيل بمفردها.

وفي رأي الخبير السياسي والإستراتيجي، أن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ نحو عام، الذي ارتكبت فيه من المجازر "ما تشيب له الولدان"، وفيها من الحديث ما ليس بمنطق أو عقل، وآخر ذلك منع إسرائيل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش لدخولها، في إشارة منه لإعلان وزير الخارجية الإسرائيلي أنه(جوتيرش)"شخصية غير مرغوب بها".

وزاد:"هناك خلل رهيب في معدل هذا الصراع، ففي الوقت الذي تحظى فيه تل أبيب بدعم غير محدود من قبل الدول الأوروبية، هناك ضعف وخذلان من الدول العربية والإسلامية إلا من حالات الشجب والإدانة".

وفي شأن مدى قوة الردع الإسرائيلي، يقول غباشي، إنه تعرض للإنهيار التام في السابع من أكتوبر 2023، إثر شن الفصائل الفلسطينية عملية طوفان الأقصى، وزاد هذا الإنهيار العدوان الذي شارف عامه الثاني، ورغم ذلك لم تحقق أي من أهدافها المزعومة، بما في ذلك تحرير الأسرى والمحتجزين.