السبت 12 اكتوبر 2024

هل قمع المعلومات يزيد انتشارها .. دراسة تكشف

صورة توضح تأثير سترايساند

ثقافة2-10-2024 | 18:51

إسلام علي

يشير تأثير سترايساند إلى الظاهرة التي تحدث عندما تسعى شخصية مشهورة أو مؤسسة إلى قمع أو إخفاء معلومات معينة مما يؤدي في النهاية إلى زيادة الاهتمام بتلك المعلومات بشكل يفوق ما كان ليحدث لو تُركت الأمور على حالها.

سُمي هذا التأثير على شخصية أمريكية مشهور تسمى سترايساند، والتي أصبحت رمزًا لهذه الظاهرة بعد أن واجهت تجربة فاشلة مع محاولة قمع المعلومات المتعلقة بحياتها الخاصة.

أصول تأثير سترايساند
في عام 2005، صاغ مايك ماسنيك، مؤسس موقع Techdirt، مصطلح "تأثير سترايساند" بعد أن رفعت باربرا سترايساند دعوى قضائية ضد المصور كينيث أدلمان عام 2003. 
كان أدلمان قد التقط صورًا لقاعدة بياناته التي وثقت تآكل السواحل في كاليفورنيا، ومن بينها صورة لقصر سترايساند في ماليبو، وقبل رفع الدعوى، كانت الصورة قد عُرضت فقط ست مرات، ولكن بعد ذلك، أدت القضية إلى مشاهدتها أكثر من مليون مرة وتداولها على نطاق واسع.

رغم أن سترايساند كانت تشعر بقلق مشروع بشأن خصوصيتها، إلا أن قرارها برفع الدعوى كان غير مجدٍ، حيث أدى إلى تفاقم المشكلة بدلاً من حلها، وبذلك، قدمت مثالًا على كيف يمكن أن تؤدي محاولات القمع إلى نتائج عكسية.

فهم تأثير سترايساند

تتجلى فكرة تأثير سترايساند في كيفية تفاعل البشر مع محاولات قمع المعلومات، وعندما يشعر الناس بأن هناك جهودًا لإخفاء المعلومات، يزداد فضولهم بشكل طبيعي.

يتسبب ذلك في سعيهم للحصول على تلك المعلومات، مما يؤدي إلى انتشارها على نطاق أوسع، كما تشير كارا ر. ستيوارت، مؤسسة ورئيسة تنفيذية لشركة ألتالوناس إنترناشيونال، إلى أن قلق سترايساند بشأن خصوصيتها كان مفهومًا، ولكن الطريقة التي اختارتها للتعامل مع ذلك - أي عبر رفع دعوى قضائية - كانت غير فعالة.

العوامل النفسية وراء التأثير


عندما يكتشف الناس أن هناك معلومات محجوبة، تتزايد رغبتهم في معرفة تلك المعلومات، وتعتبر هذه الغريزة جزءًا من طبيعتنا البشرية، حيث يسعى الفرد بشكل فطري إلى استكشاف المجهول.

رد فعل مناهض للقمع


يتمثل في كيفية استجابة الأفراد لمحاولات منعهم من الوصول إلى المعلومات، مما يعزز شعورهم بالاستقلالية ويحفزهم على البحث عن تلك المعلومات.


أثر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي


تساهم الشبكات الاجتماعية بشكل كبير في تفشي تأثير سترايساند، حيث تسمح لمستخدمي الإنترنت بمشاركة المعلومات بسرعة وبشكل واسع، مما يعزز من قدرة المعلومات على الانتشار حتى في وجه محاولات القمع.

 

أمثلة واقعية على تأثير سترايساند


تعددت الأمثلة على تأثير سترايساند في العصر الحديث، وأصبحت أكثر شيوعًا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي: أمرت المحكمة العليا في المملكة المتحدة بإغلاق موقع The Pirate Bay بدلاً من تقليل شعبيته، أدى الاهتمام الإعلامي إلى جذب أكثر من 12 مليون زائر جديد للموقع.

ترافجورا


في عام 2009، منعت شركة النفط ترافجورا صحيفة الجارديان من نشر تقرير عن إلقاء نفايات سامة على ساحل العاج، وعندما حاولت الصحيفة الرد على استفسار برلماني حول الموضوع، بدأ المستخدمون على تويتر في الكشف عن القصة بأنفسهم، مما زاد من توضيح القضية وأدى إلى تعويضات للضحايا

عواقب وتأثيرات تأثير سترايساند


تؤدي محاولات القمع إلى تداعيات طويلة الأمد على الأفراد والمؤسسات، يمكن أن يؤدي هذا التأثير إلى زيادة التدقيق في حياتهم، مما يتسبب في تآكل الثقة والسمعة، وتضع هذه الظاهرة الأفراد في دائرة الشك وعدم الأمانة.

 قد يؤدي تأثير سترايساند إلى تضرر سمعة العلامة التجارية وزيادة فقدان الثقة بين المستهلكين وأصحاب المصلحة، وتبرز المخاطر التي تنجم عن محاولات الرقابة، مما يزيد من اهتمام وسائل الإعلام ويجذب انتباه الجمهور.

يُظهر تأثير سترايساند أهمية حرية التعبير ويعزز من قيم المساءلة والديمقراطية، حيث يمكن أن تثير محاولات القمع النقاشات حول قضايا حساسة.

استراتيجيات للتخفيف من تأثير سترايساند


لتجنب تأثير سترايساند يمكننا التعامل السريع مع المشكلات وذلك يمكن أن يمنع تفاقمها، ولكن يجب أن تكون الردود مدروسة، ويجب الاعتراف بالمشاكل بشكل علني والبحث عن حلول، مما يعزز السمعة ويظهر الالتزام بالممارسات الأخلاقية.

يجب على الأفراد أن يتجنبوا الردود الدفاعية والتركيز على الحلول البناءة، يعتبر اللجوء إلى الدعاوى القضائية في بعض الأحيان وسيلة غير فعالة، من الأفضل البحث عن طرق بديلة لحل النزاعات. 

وتساعد تقنيات تنظيم المشاعر مثل اليقظة على التعامل مع التوتر والقلق المرتبط بالتعرض العام، وتوفر الشبكات الاجتماعية الدعم العاطفي والمشورة خلال الأوقات الصعبة، مما يساعد على التعامل مع الأزمات بشكل أفضل، وذك طبقا لما ذكره موقع verywellmind.