توعد رئيس وزراء بنيامين نتنياهو، بتوجيه ضربة قوية لإيران ردا على عشرات الصواريخ التي أسقطتها على عدة مواقع إسرائيلية، فمن جانبه قال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن في حالة تنفيذ إسرائيل تهديدها باستهداف مصافي النفط الإيرانية، فإن الاقتصاد العالمي سيواجه تحديات كبيرة، نظرًا لتأثير النفط الإيراني على سوق الطاقة العالمي، فهناك عدة أبعاد يجب مراعاتها، والتي تكون على رأسها ارتفاع أسعار النفط عالميا.
وتابع الإدريسي في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن هذا سوف يؤثر بشكل مباشر على إمدادات النفط، خاصة وأن إيران واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، وأي تعطيل للإنتاج أو التصدير من شأنه أن يقلل المعروض العالمي، هذا الانخفاض سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط، حيث تعتمد العديد من الدول، خاصة في آسيا وأوروبا، على النفط الإيراني.
اضطراب في الأسواق
وأضاف أن في حالة تنفيذ وعدها فإن هذا سيؤدي إلى اضطراب في الأسواق، فإن الأسواق العالمية تتفاعل بسرعة مع أي توتر جيوسياسي يؤثر على تدفق الطاقة، ومن المحتمل أن يتسبب الهجوم في ارتفاع فوري لأسعار النفط بسبب توقعات نقص الإمدادات.
التضخم العالمي
ونوه إلى أن هذا سيؤدي أيضا إلى التضخم العالمي، وذلك من خلال زيادة تكاليف الإنتاج نتيجة ارتفاع أسعار النفط، يتبعه ارتفاع أسعار السلع والخدمات على المستوى العالمي، مما يؤثر بشكل سلبي على المستهلكين، من خلال ارتفاع تكلفة الوقود والطاقة، سيؤدي إلى زيادة تكاليف النقل والتدفئة، مما يؤثر سلبًا على القوة الشرائية للمستهلكين.
اضطرابات في سلاسل التوريد
وتوقع أن هذا سيؤدي إلى اضطرابات في سلاسل التوريد، فإذا تعرضت إيران لهجمات تؤثر على قدرتها على تصدير النفط ، قد تواجه الممرات البحرية الرئيسية مثل مضيق هرمز اضطرابات كبيرة، مشيرا إلى أن إيران لديها قدرة على تهديد هذه الممرات التي يمر عبرها جزء كبير من صادرات النفط العالمية، مما سيعطل حركة الشحن البحري ويؤدي إلى تأخير وصول الإمدادات.
الدول المستوردة للنفط
وتابع أنه سيؤدي إلى تأثير على الدول المستوردة للنفط، التي تعتمد على النفط الإيراني بشكل كبير ستضطر إلى البحث عن بدائل، مما قد يزيد من الضغط على أسواق النفط ويزيد من تعقيدات سلاسل التوريد.
واستطرد أن في حالة تنفيذ تهديدها سيكون هناك ردود فعل سياسية وجيوسياسية، فمن المحتمل حدوث عسكري، فإن الهجوم الإسرائيلي قد يؤدي إلى تصعيد أوسع في المنطقة، خاصة إذا قررت إيران الرد، كما أن هذا قد يؤدي إلى نشوب صراع أكبر في الشرق الأوسط، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في أسواق النفط والاقتصاد العالمي بشكل عام.
واستكمل أن هذا سيكون له تأثير على الاتفاقات النووية، مثل هذا الهجوم سيؤدي إلى توتر إضافي بين القوى الدولية، وقد يؤدي إلى فشل أي محاولات مستقبلية لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، مما يعني استمرار العقوبات الاقتصادية وتعقيد العلاقات التجارية مع إيران.
أسواق الأسهم والبورصة
وأوضح أن الأسواق المالية، ستشهد تراجع في أسواق الأسهم، فإن أي تصعيد في الشرق الأوسط يؤثر عادة على الأسواق المالية العالمية، مع تزايد الخوف من عدم الاستقرار. قد نشهد تراجعًا في الأسهم، خاصة في القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة والنقل.
الذهب والدولار الأمريكي
وأشار إلى أن المستثمرين سيتجهون إلى الأصول الآمنة، ففي حالات الأزمات الجيوسياسية، يتجه المستثمرون عادة نحو الأصول الآمنة مثل الذهب والدولار الأمريكي، الأمر الذي يؤدي إلى تقلبات في أسواق العملات والمعادن الثمينة.