الثلاثاء 15 اكتوبر 2024

مهندس وصانع كباري العبور.. معلومات عن أحمد حمدي في ذكرى استشهاده

الشهيد أحمد حمدي

تحقيقات14-10-2024 | 12:28

«مهندس العبور» الذي يعرفه المصريون ويخلدون ذكراه، هو الشهيد أحمد حمدي، الذي لقي ربه شهيدا خلال حرب أكتوبر 1973، فكان هو مهندس العبور في الحرب وصاحب فكرة أبراج المراقبة بين الأشجار التي نفذها بنفسه.

من هو أحمد حمدي؟

كان البطل أحمد حمدي، أحد أبطال وحدات الكباري بسلاح المهندسين في القوات المسلحة، ولد في 20 مايو 1929 بالمنصورة وتخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1951 قسم الميكانيكا، والتحق بالقوات الجوية في 18 أغسطس 1951، ثم انتقل إلى سلاح المهندسين عام 1954 وحصل على دبلوم الدراسات الميكانيكية من جامعة القاهرة عام 1957.

حصل على دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفيتي بتقدير امتياز عام 1961، ثم دورة الأركان الكاملة بدرجة الامتياز والدورة الإستراتيجية التعبوية بأكاديمية ناصر العسكرية بدرجة امتياز، وتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة لواء.

أثناء العدوان الثلاثي عام 1956 أظهر اللواء بطولة واضحة حينما فجر بنفسه كوبري الفردان حتى لا يتمكن العدو من المرور عليه، كذلك أطلق عليه زملاؤه لقب (اليد النقية) لأنه أبطل مفعول آلاف الألغام قبل انفجارها وكان معروف عنه مهارته وسرعته في تفكيك الألغام ودرّب أجيال في هذا المجال.

شارك الشهيد أحمد حمدي في حروب 1956 و1967 والاستنزاف، وعند صدور أوامر الانسحاب في حرب 1967 رفض الانسحاب إلّا بعد أن قام بتدمير خطوط توصيل المياه بسيناء وبالفعل دمّر خطوط مياه الممتد من الإسماعيلية إلى عمق سيناء حتى لا تقع في يد العدو.

كما كان صاحب فكرة إقامة نقاط للمراقبة على أبراج حديدية على الشاطئ الغربي للقناة بين الأشجار لمراقبة تحركات العدو ولم تكن هناك سواتر ترابية أو أي وسيلة للمراقبة وقتها، وقد نُفذت هذه الفكرة واختار هو مواقع الأبراج بنفسه.

تولى قيادة لواء المهندسين المخصص لتنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثاني الميداني وكانت القاعدة المتينة لحرب أكتوبر 1973، وفي عام 1971 كُلِّف بتشكيل وإعداد لواء كباري جديد كامل وهو الذي تم تخصيصه لتأمين عبور الجيش الثالث الميداني، وتحت إشرافه المباشر تم تصنيع وحدات لواء الكباري واستكمال معدات وبراطيم العبور.

لعب دورا رئيسيا في حرب أكتوبر 1973، في تطوير الكباري الروسية الصنع لتلائم ظروف قناة السويس، حيث عمل على تطوير تركيب الكباري ليصبح تركيبها في 6 ساعات بدلا من 74 ساعة، وصمّم وصنع كوبري علوي يتم تركيبه على أساس ومواسير حديدية يتم سحبها وتركيبها عاشق ومعشوق لاستخدام هذه الكباري في حالة فشل قوات الصاعقة في غلق فتحات النابلم في القناة.

واستشهد اللواء أحمد حمدي في 14 أكتوبر عام 1973، على أرض المعركة وسط جنوده؛ حيث كان يشارك في إعادة إنشاء كوبري لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة، وأثناء ذلك ظهرت مجموعة من البراطيم متجهة بفعل تيار الماء إلى الجزء الذي تم إنشاؤه من الكوبري معرضة هذا الجزء إلى الخطر.

وبسرعة بديهة وفدائية قفز الشهيد أحمد حمدي إلى ناقلة برمائية كانت تقف على الشاطئ قرب الكوبري وقادها بنفسه وسحب بها البراطيم بعيدًا عن منطقة العمل، ثم عاد إلى جنوده لتكملة العمل برغم القصف الجوي المستمر، وفجأة وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبري أُصيب بشظية متطايرة بين جنوده، واستشهد.

 

تكريمه بعد استشهاده

كرمت الدولة الشهيد أحمد حمدي، فاطلقت اسمه على أول دفعة تخرجت في الكلية الحربية بعد حرب أكتوبر 1973 في يوم 2 يناير 1974، وأعلن وزير الحربية والقائد العام إهداء القائد الأعلى للقوات المسلحة سيف الشرف العسكري لأسرة الشهيد أحمد حمدي ومنح سيرته العسكرية نجمة سيناء من الطبقة الأولى تقديرا لبطولاته وعظمة تضحياته، واختير يوم استشهاده ليكون يوم المهندس.

كذلك قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات إطلاق اسم الشهيد على النفق الذي يعبر تحت قناة السويس ويربط سيناء بباقي أرض مصر، وهو النفق الذي استمر بالعمل باسم الشهيد، وفي عام 2021م افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي نفق الشهيد أحمد حمدي 2.