الإثنين 14 اكتوبر 2024

أحمد شوقي.. ريادة حافلة بالشعر والمسرح والرواية

أمير الشعراء أحمد شوقي

ثقافة14-10-2024 | 14:42

دعاء برعي

تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر المصري والعربي أحمد شوقي الذي حفلت مسيرته الإبداعية بأعمال شعرية بلغت ما لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث، فوصل عدد أبيات شعره نحو ثلاثةً وعشرين ألف بيت وخمسمائة، ويعد من أخصب شعراء العربية، وأحد مؤسسي مدرسة الإحياء والبعث الشعرية.

والتزم شوقي كمؤسسي مدرسة الإحياء والبعث الشعرية بنظم الشعر العربي على نهج القدماء، خاصة في الفترة الممتدة بين العصر الجاهلي والعباسي، لكنه التزام ممزوج باستحداث الأغراض الشعرية المتناوَلَة، التي لم تكُن معروفة عند القدماء، كالقصص المسرحي، والشعر الوطني، والشعر الاجتماعي. وقد نظم شوقي الشعر بكل أغراضه: المدح، والرثاء، والغزل، والوصف، والحكمة.

وفي عام 1927 أقامت الأمة العربية احتفالًا كبيرًا جدا بمصر نصب فيه شوقي أميرًا للشعراء، وأتيحت له بحكم سفره إلي فرنسا الاطلاع علي ثقافات أخرى فانفتحت أمامه أبوابًا ثقافية عديدة، وتأثر بالمسرح الفرنسي وكتب المسرح الشعري، كما تأثر بصاحب البحيرة الفرنسية لامارتين فكتب في وصف النيل والأنهار والمياه، وتأثر بحكايات لافونتين للأطفال فكتب للمرة الأولي قصائد موجهة للأطفال واستغلها ليهجو من خلالها الاستعمار الانجليزي وغيره من الأشياء التي كان يريد أن يهجوها، وظل شوقي يسير في أفق رحب إلى أن توفاه الله، حيث انتهت مدرسة الإحياء والبعث فعليًا عام 1932 وبدأت مدرسة جديدة.

ترك أمير الشعراء ديواناً ضخماً ضم أعماله الشعرية كلها عرف بـ "الشوقيات" وقع في أربعة أجزاء، ضم الأول منها قصائد الشاعر في القرن التاسع عشر والمقدمة وسيرة لحياته، وأعيد طبعه عام 1925 م، واقتصر على السياسة والتاريخ والاجتماع. أما الجزء الثاني فقد طبعه عام 1930م، أي بعد خمس سنوات من الجزء الأول، واشتملت قصائده على الوصف ومتفرقات في التاريخ والسياسة والاجتماع، فيما طبع الجزء الثالث بعد وفاة الشاعر في عام 1936 م، وضم الرثاء، وظهر الجزء الرابع عام 1943 م، فضم عدة أغراض أبرزها التعليم.

ولشوقي روايات شعرية تمثيلية وضعت في الفترة ما بين 1929 م، حتى وفاته، جاء منها خمس مآسٍ هي "مصرع كليوباترا، ومجنون ليلى، وقمبيز، وعلي بك الكبير، وعنترة، والست هدى (مسرحية)".

كما للشاعر مطولة شعرية ضمها كتاب "دول العرب وعظماء الإسلام"، تحوي فصلاً كاملاً عن السيرة النبوية العطرة، طبعت بعد وفاة الشاعر، وأغلب هذه المطولة عبارة عن أراجيز تاريخية من تاريخ العهود الإسلامية الأولى وإلى عهد الدولة الفاطمية.

وله في النثر بعض الروايات هي "عذراء الهند" عام 1897م و"لادياس ودل" و"تيمان" في عام 1899م و"شيطان بنتاؤور" عام 1901م،  وأخيراً "ورقة الآس" عام 1904م. كما للشاعر العديد من المقالات الاجتماعية التي جمعت عام 1932 م، تحت عنوان "أسواق الذهب" ومن مواضيعها "الوطن، والأهرامات، والحرية، والجندي المجهول، وقناة السويس".

وفي المدح أنشد شوقي قصائد في الخديوي إسماعيل، وتوفيق، وعباس، وحسين، وفؤاد، كما مدح بعض سلاطين بني عثمان ومنهم: عبد الحميد الثاني، ومحمد الخامس، وبعض الأعيان. وفي الرثاء في الجزء الثالث رثى أمه، وجدته، وأباه، والخديوي توفيق، ومصطفى فهمي باشا، ورياض باشا، بالإضافة إلى بعض الشعراء والكتاب والفنانين، وفي الغزل له أسلوب جديد أبدع فيه لكن المرأة لم تأخذ حيزاً كبيراً فيه.