السبت 7 سبتمبر 2024

رجال من ذهب| أحمد شوقي.. أمير الشعراء

أحمد شوقي أمير الشعراء

ثقافة3-9-2024 | 12:05

فاطمة الزهراء حمدي

عُرفوا بنضالهم وكفاحهم، وإبداعهم الأدبي، لهم العديد من المؤلفات الشهيرة، سطروا أسمائهم بحروف من نور في سجل التاريخ، أفادوا العالم بإسهاماتهم وقوتهم، فمنهم العلماء النابغين، وصانعي الأدب والشعر، وآخرون دافعوا عن أرض الوطن، ظلت ذكرى هؤلاء الرجال وأعمالهم خالدة في التاريخ وحيه في نفوسنا.

شاعر استثنائي، وصاحب موهبة فريدة، لقب بـ "أمير الشعراء"، شكل علامة فارقة في عالم الأدب والشعر، عُرف بنبوغة منذ الصغر، كان شغله الشاغل، أن ينهل من العلم بقدر استطاعته، لم يسمح للظروف مهما كانت أن تؤثر عليه أو على موهبته ونبوغه، رغُم نفيه إلا إنه كسب ثقافة منقطعة النظير، وزاد ثقافته، خلف العديد من الدواوين الشعرية، إنه "أحمد شوق" أمير الشعراء.

"أحمد شوقي" 

وُلد "أحمد شوقي" في 16 أكتوبرعام 1868م، بحي الحنفي في القاهرة، لعائلة من أصول غير مصرية، عاش حياة مليئة بالغنى والثراء، لنشائته  بالقصر مع جدته التي تولت تربيته ورعايته، حتى التحق بكُتّاب الشيخ صالح حين بلغ الرابعة من عمره، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة.

بداية نبوغ شوقي

تميز "شوقي" بنبوغه منذ الصغر، فأظهر براعة شديدة ونبوغ واضح عندما كان طالبًا بمدرسة المبتديان الابتدائية، كما قرأ وقتها دواوين لكبار الشعراء، فمن هنا كانت نقطة انطلاقه في عالم الشعر، ثم التحق بمدرسة الحقوق، وانتسب إلى قسم الترجمة وقد أنشئ بها حديثًا، بدأت موهبته الشعرية تنمو بشكل جذب أستاذه الشيخ محمد البسيوني، ورأى فيه مشروع شاعر كبير.

بعثته التعليمية

سافر "شوقي" إلى فرنسا على نفقة الخديوي توفيق، وكانت تلك أول رحلة له خارج مصر، ساهمت تلك البعثة في زيادة نبوغه الأدبي والفكري، فلم يعود محملًا بالعلم فقط، بل عاد بروح النضال لاشتراكه هناك مع زملائه بالبعثة في تكوين "جمعية التقدم المصري" التي كانت هدفها طرد الاحتلال الإنجليزي، تعُرف على الزعيم مصطفى كامل الزعيم السياسي المصري ومؤسس الحزب الوطني وجريدة اللواء، وربطتهم صداقة قوية.

مديح الخديو عباس والنفي إلى أسبانيا

كانت لعلاقة "شوقي" بالخديوي عباس سببًا في نفيه إلى اسبانيا لكثره مديحه له  في أشعاره، ولكن لم يعجب ذلك الانجليز، لإن سلطه "عباس" كانت مهددة من قبل الإنجليز"، ولكن ما زاده ذلك إلا ثقافة ونبوغ، فأطلع "شوقي" وهو بالمنفى على الأدب العربي والحضارة الأندلسية، كما اكتسب عدة لغات بالإضافة إلى الاطلاع على كافة الآداب الأوروبية.

ورُغم نفيه خارج البلاد إلا إنه كان على عِلم بالأوضاع والأحداث التي تجري في مصر، وعلى هذا الأساس وجد توجه آخر في شعر أحمد شوقي بعيدا عن المدح الذي التزم به قبل النفي، إلى أن عاد شوقي إلى مصر سنة 1920.

أحمد شوقي أميرًا للشعراء

ولتفرده في عالم الشعر، وفي حفل بالأوبرا عام 1927، اجتمع الشعراء لتكريم أحمد شوقي، وبايعوه ليصبح أميرًا للشعر، وبعد تلك الفترة تفرغ شوقي للمسرح الشعري ويعد الرائد الأول في هذا المجال عربيا؛ وله العديد من مسرحياته الشعرية ومنها: مصرع كليوباترا، وقمبيز، ومجنون ليلى، وعلي بك الكبير، وأميرة الأندلس، وعنترة، والست هدى، والبخيلة، وغيرها.

ديوان "الشوقيات"

كان لشوقي ديوانًا ضخمًا عرف بديوان «الشوقيات» وله أربعة أجزاء الأول ضم قصائد الشاعر في القرن التاسع عشر والمقدمة وسيرة لحياته، وإعيدت طباعته عام 1925م، واقتصر على السياسة والتاريخ والاجتماع، أما الجزء الثاني فقد طبعه عام 1930م، أي بعد خمس سنوات واشتملت قصائده على الوصف ومتفرقات في التاريخ والسياسة والاجتماع، والجزء الثالث طبع بعد وفاة الشاعر في عام 1936 م، وضم الرثاء، وظهر الجزء الرابع عام 1943 م، ضم عدة أغراض وأبرزها التعليم.

أعماله الروائية

ولشوقي بعض الروايات ومنها، رواية «عذراء الهند» عام 1897م، و«لادياس ودل وتيمان» في عام 1899م، و«شيطان بنتاؤور» عام 1901م و«ورقة الآس» عام 1904م، كما كان له العديد من المقالات الاجتماعية التي جمعت عام 1932 م، تحت عنوان أسواق الذهب من مواضيعها الوطن، الأهرامات، الحرية، الجندي المجهول، قناة السويس.

وفاته

يُعد "أحمد شوقي" علامة بارزة في عالم الأدب والشعر، ظل يثري العالم بقصائدة ودواوينه، حتى رحل في 14 أكتوبر من 1932م، عن عمر ناهز الـ 64 عامًا.