عُرفوا بنضالهم وكفاحهم، وإبداعهم الأدبي، لهم العديد من المؤلفات الشهيرة، سطروا أسمائهم بحروف من نور في سجل التاريخ، أفادوا العالم بإسهاماتهم وقوتهم، فمنهم العلماء النابغين، وصانعي الأدب والشعر، وآخرون دافعوا عن أرض الوطن، ظلت ذكرى هؤلاء الرجال وأعمالهم خالدة في التاريخ وحيه في نفوسنا.
في وقت كان يسوده القهر والاحتلال، جاء الزعيم سعد زغلول، الذي تُحل اليوم ذكرى وفاته، ليقف في وجه الظلم والإنجليز، كغيره من الزعماء الآخرون، فظل يكافح ويناضل من أجل مصر، كما حاول دائمًا الارتقاء بالبلاد، فاشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية، وساهم في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية، وأسس النادي الأهلي.
متى وُلد زغلول؟
تضاربت الأحاديث حول التاريخ الحقيقي لميلاد الزعيم الراحل "سعد زغلول"، فمنهم من أشار إلى أنه ولد في يوليو 1857م وآخرون قالوا يوليو 1858م، حتى عثر في سجلات شهادته التي حصل عليها في الحقوق بأنه وُلد في يونيو 1860م.
وُلد "زغلول" في قرية إبيانة بمحافظة كفر الشيخ، كان ينتمي لأسرة ريفية، توفي والده وهو في سن صغير وكان يترأس مشيخة القرية، تعلم في الكتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873م، ثم أكمل تعليمه في المدرسة المصرية للقانون.
تعلم "سعد زغلول" على يد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده وعمل مع الأفغاني في الوقائع المصرية، ثم عُين معاون بوزارة الداخلية، لكن لم يستمر فيها طويلًا أثر فصله منها لاشتراكه في ثورة عرابي، ثم اشتغل بالمحاماة وقبض عليه، ولكنه عاد إليها مرة أخرى، كما سعى لزيادة ثقافتة، فتعلم اللغة الإنجليزية والفرنسية أثر اختلاطه مع أصدقاءة الإنجليز بواسطة الأميرة نازلي فاضل.
المناصب التي تدرجها
عمل "سعد زغلول" وكيلًا للنيابة، هو وزميله قاسم أمين، اللذان دفاعا عن حقوق المرأة، ودافع "زغلول" عن "أمين" في كتابة "تحرير المرأة"، كما تزوج من المناضلة صفية زغلول ابنه مصطفى فهمي باشا، وزير في مجلس الوزراء المصري ورئيس وزراء مصر مرتين.
تدرج "زغلول" في المناصب، فأصبح رئيساً للنيابة وحصل على رتبة الباكوية، ثم نائب قاض عام 1892م، حصل على ليسانس الحقوق عام 1897م، كما اشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية، كما عُين ناظراً للمعارف ثم عين في عام 1910م ناظرا للحقانية.
يُعد "سعد زغلول" أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من: محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وأنشئت الجامعة في قصر جناكليس "الجامعة الأمريكية حاليًا" وتعيين أحمد لطفي السيد كأول رئيس لها، كما ساهم في تأسيس النادي الأهلي عام 1907م وتولى رئاسته في 18 يوليو 1907 م.
الوفد المصري
كان "زغلول" من أشد المناضلين، والمطالبين برحيل الاحتلال الإنجليزي من مصر، فشكل الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية عام 1918م ضد الاحتلال، فاجتمع مع زملائه بمسجد وصيف ليعقد فيه اللقاءات السرية، كما ضم الوفد العديد من الزعماء ومنهم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وآخرين، أطلقوا على أنفسهم الوفد المصري.
ثورة 1919م
شعر الإنجليز بالخطر من "زغلول"، فاعتقلوه ونفي إلى جزيرة مالطا في البحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919م، ولكن لم يحسب له الإنجليز هو اندلاع ثورة 1919، التي نتج عنها عزل الحاكم البريطاني وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر، كما سمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر.
نفي سعد زغلول إلى جزيرة سيشل
عاد الوفد المصري من مؤتمر الصلح بباريس خالين الوفاض، فلم يستجب لهم أعضاء المؤتمر، ولكن لم يزعزع ذلك المصريين بل ازدادوا حماسًا، واصرارًا لرحيلهم، فقام الإنجليز بالقبض مرة أخرى على سعد، ونفوه إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي، فأثار ذلك غضب المصريين ثانيًا، فثاروا بشدة وحاول الإنجليز القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها لم تستطع السيطرة عليهم·