الخميس 23 يناير 2025

عرب وعالم

وفيات المهاجرين بالقرب من الحدود الأمريكية تتزايد عشرة أضعاف في العامين الماضيين

  • 15-10-2024 | 14:21

المهاجرين

طباعة
  • دار الهلال

كشفت بيانات رسمية حصلت عليها وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، عن أن عددًا أكبر بعشر مرات من المهاجرين غير الشرعيين في ولاية نيو مكسيكو القريبة من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك لقوا حتفهم خلال العامين الماضيين، مقارنة بما كان عليه الحال قبل خمسة أعوام فقط؛ حيث تقوم عصابات التهريب بتوجيههم في الغالب، وهم مُتعبين ويعانون من سوء التغذية، إلى الصحراء الحارة أو الوديان أو الجبال غرب إلباسو بولاية تكساس.

وأفادت الوكالة، وفقًا للبيانات، بأنه تم العثور على جثث 108 مهاجرين معظمهم من المكسيك وأمريكا الوسطى بالقرب من الحدود في نيو مكسيكو خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2024، وكان ذلك غالبًا على بعد أقل من 10 أميال "أو 6 كيلومترات" من إلباسو. كما تم العثور على رفات 113 مهاجرًا في نيو مكسيكو في عام 2023، مقارنة بتسعة في عام 2020 وعشرة في عام 2019.

وأكدت الوكالة، أنه لم يتضح بعد سبب العثور على المزيد من المهاجرين متوفين في تلك المنطقة، لكن العديد من الخبراء يقولون إن المهربين يعاملون المهاجرين بقسوة أكبر ويأخذونهم إلى مسارات قد تكون أكثر خطورة في ظل درجات حرارة الصيف الشديدة، وذكرت أن عملية البحث عن ملابسات هذه الوفيات أرهقت بالفعل مكتب المحقق الطبي بجامعة نيو مكسيكو، الذي يحدد هوية الموتى ويجري عمليات تشريح للجثث تظهر دائمًا تقريبًا أن السبب مرتبط بالحرارة.

وقالت عالمة الأنثروبولوجيا الشرعية في المكتب هيذر إدجار- في تصريح خاص لمراسل الوكالة- "يظل الحزن والرعب والمفاجأة هو المُهيمن على ردود أفعالنا حيال ما يحدث في منطقة كنا دائمًا ما نحتفظ فيها بثلاثة نواب قبل أن يصبح لدينا حاليًا تسعة أو عشرة".

وبحسب الوكالة، فإن قضايا الهجرة وأمن الحدود تعد من بين أهم مخاوف الناخبين قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الخامس من شهر نوفمبر المقبل، رغم أن المرشحين ركزوا على إبعاد المهاجرين عن الولايات المتحدة وترحيل الموجودين بالفعل هنا، وقالت: إن الزيادة في الوفيات بين المهاجرين تشكل مصدر قلق إنساني للمدافعين، حيث يرشد المهربون المهاجرين إلى نيو مكسيكو عبر فجوات السياج في مدينة صن لاند بارك الحدودية وفوق الحواجز المنخفضة غرب ميناء سانتا تيريزا القريب.

من جانبه، أشار المحلل في مكتب واشنطن غير الحكومي لشئون أمريكا اللاتينية آدم إيزاكسون، إلى أن "الناس يموتون بالقرب من المناطق الحضرية، وفي بعض الحالات على بعد 1000 قدم فقط من الطرق"، وقال إن محطات المياه وتحسين الاتصالات والمزيد من جهود الإنقاذ يمكن أن تساعد في احتواء هذه الكارثة.

ويستهدف مسئولو نيو مكسيكو شبكات تهريب البشر، حيث ألقوا القبض مؤخرًا على 16 شخصًا وأنقذوا 91 ضحية للاتجار في حين أضافت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية منطاد مراقبة لتتبع ممر الهجرة بالقرب من مكتبها في سانتا تيريزا بمقاطعة دونا آنا في نيو مكسيكو، وتستخدم الأبراج المتحركة التي يبلغ ارتفاعها 33 قدمًا (10 أمتار) الرادار لمسح المنطقة.

وقال مسئولون أمريكيون، تعليقًا حول هذا الشأن، إن الولايات المتحدة أقامت في السنوات الأخيرة 30 منارة أخرى تعمل بالضغط على الزر لاستدعاء العاملين الطبيين في حالات الطوارئ على طول امتدادات نائية من الحدود في نيو مكسيكو وغرب تكساس. كما قامت أيضًا بإنشاء أكثر من 500 لافتة بها إحداثيات الموقع وتعليمات للاتصال برقم 911 للمساعدة. وفي هذا الصيف، وسعت دورية الحدود جهود البحث والإنقاذ وأرسلت المزيد من الدوريات مع المتخصصين الطبيين ومعدات المراقبة وبالفعل تم العثور على المزيد من المهاجرين ميتين أو في محنة.

وأعلنت دورية الحدود إنقاذ ما يقرب من ألف مهاجر بالقرب من الحدود الأمريكية في نيو مكسيكو وغرب تكساس على مدى الأشهر الـ 12 الماضية، ارتفاعًا من حوالي 600 في الأشهر الـ 12 السابقة، فيما قال ديلان كوربيت المدير التنفيذي لمعهد هوب بوردر الديني في إل باسو، إن فرق الكنيسة المكونة من 10 أعضاء بدأت مؤخرًا في إسقاط زجاجات المياه للمهاجرين في ممر نيو مكسيكو المميت إلى جانب الأعلام الزرقاء المرفرفة.

وأضاف كوربيت عن زيادة الوفيات: "جزء من المشكلة هو أن الجريمة المنظمة أصبحت منهجية للغاية في المنطقة". كما ألقى باللوم على فرض إجراءات الحدود المتزايدة في تكساس والقيود الجديدة على اللجوء في الولايات المتحدة التي قدمها الرئيس جو بايدن في يونيو وشددها الشهر الماضي.

في الوقت نفسه، تأتي الوفيات المتزايدة في نيو مكسيكو مع زيادة تفاقم أزمة تغير المناخ بسبب تصرفات الإنسان لاحتمالية حدوث موجات الحر. ففي هذا العام، شهدت منطقة إلباسو أكثر شهر يونيو حرارة على الإطلاق، بمتوسط ​​درجة حرارة 89.4 درجة فهرنهايت "31.8 درجة مئوية" وشهد يومي 12 و13 يونيو ارتفاعات قياسية يومية بلغت 109 درجات فهرنهايت "42.7 درجة مئوية". ويمكن أن تكون مثل درجات الحرارة المرتفعة هذه مميتة للأشخاص الذين قاموا برحلات شاقة، خاصة وأن بعض المهربين يقودون المهاجرين على طرق أطول إلى الوديان أو إلى جبل كريستو ري الشاهق الذي يلقي بظلاله على المكسيك المجاورة.